الجمعة 18 مارس 2022 02:29 م برر خطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ "صالح بن عبدالله بن حميد"، الإعدام الجماعي الذي نفذته السلطات السعودية، السبت الماضي، بحق 81 شخصا، معتبرا أن الدولة حازمة ضد الإرهاب والفتنة. وقال "بن حميد" في خطبة الجمعة إن "بساط الأمن في السعودية يستفز المرجفين، والقوة والتماسك بين ولاة الأمر والمواطنين يزعج الطامعين والحاقدين، والاعتماد على رب هذا البيت يرد عنا كيد الكائدين، بحفظ الله ثم حكمة القيادة تَخِيبُ ظُنون المتربصين، وذلك حين أعلنت الدولة إقامة الحكم الشرعي على فئة فاسدة هاجموا بلادهم، وقتلوا أهليهم ورجالهم، وخفروا ذمة ولاة أمرهم، وروعوا الأمنين، وأرادوا فتح الأبواب لتمكين المتربصين". وأضاف: "أعمال عنف، ومسالك إرهاب من تفجير وتدمير، وسطو، وسفك للدماء وخروج على النظام، وخيانة مع الأعداء والمتآمرين، مفاسد عظيمة، وترويع للأمنين، ونقض للعهود، وتجاوز على إمام المسلمين، جرائم نكراء في طيها منكرات، إنه موقف حازم تتخذه الدولة ضد الإرهاب والفوضى والفتنة، في جهد أمني، وحكم شرعي، وقرار سياسي". خطيب الحرم المكي: نفرح برمضان لما فيه من أسباب الفوز بالجنان والنجاة من النيران. وتابع "بن حميد": "يريدون النيل من دورها العظيم في محيطها العربي، والإسلامي، والدولي، غير أن الدولة، ومن ورائها المواطنون الكرام، والمقيمون الأعزاء، تقف من هذا الأحداث مواقف حازمة، وتتعامل معها بمسؤولية حماية للدين، والمقدسات، والدار، والناس، في يقظة، وكفاءة، وأداء حازم، وتعامل دقيق مما يسجل إنجازات أمنية، وقوة إدارية، وحكم صارم في كل الظروف الزمانية والمكانية".
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال في خطبة الجمعة اليوم: أيها المسلمون.. اغتنموا حياتكم، واحفظوا أوقاتكم، فالأيام محدودة، والأنفاس معدودة، وكل دقة قلب ينقص بها العمر، وكل نَفَس يُدِنْي من الأجل واعلموا أن هذا العمر القصير هو السبيل إلى حياة الخلود، فإما نعيم مقيم، وإما عذاب أليم، عياذا بوجه الله الكريم، وإذا وازن العاقلُ هذه الحياةَ القصيرة بالخلود المنتظر علم أن كل نَفَس من أنفاسه في هذه الدنيا يعدل أحقابًا وأحقابًا وآلافاً مؤلفة من الأعوام والسنين لا تنقضي ولا تتناهى في نعيم لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع. خطيب الحرم المكي يؤذن بمسجد. وأضاف: العاقل لا يُضَيِّع نفيس عمره بغير عمل صالح، وإنه ليحزن على ما يذهب منه بغير عوض وإذا كان ذلك كذلك فاعتبروا بقوارع العبر، وتدبروا بصوادق الخبر. وتفكروا في حوادث الأيام والغير، ففيها المعتبر والمزدجر، واحذروا زخارف الدنيا المضلة، فمن تكثر منها لم يزدد بها إلا قلة. أهل الدنيا ينظرون إلى الرئاسات، ويحبون الجمع والثناء والمكاثرات، ويقتلهم التحاسد والتنافس، والتهارج، والتهارش. وأردف: إن ما توعدون لآت، وليس بين العبد وبين القيامة إلا الممات وأن من علامات توفيق الله لعبده تيسيرَ الطاعة، وموافقةَ السنة، وصحبةَ أهل الصلاح، وبذلَ المعروف، وحفظَ الوقت، والاهتماَم بشؤون المسلمين، فكن سليم الصدر، نقي القلب، حُبَّ لأخيك ما تحب لنفسك، واعلم أن سعادة غيرك لا تأخذ من سعادتك، وغناه لا ينقص من رزقك، وصحته لا تسلب عافيتك، ومن رفق بعباد الله رفق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن أحسن إليهم أحسن الله إليه.