[٢] سبب نزول آية: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون جاء في الحديثِ عن عبد الله بن عبّاسٍ رضي الله عنه، أنّ جماعةً من الصّحابةِ -رضوان الله عليهم- كانوا يقولون: " لوددنا أن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به " ولم يكن الجهادُ فُرضَ وقتها، ففرضَ الله -جلّ وعلا- عليهم الجهاد، فلمّا علموا بذلكَ شقَّ على بعضِهم فكرهوه؛ فحينها أنزل الله -جلّ وعلا- قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}. [٣] [٤] كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الصف عبرَ اطلاعك على هذا المقال: فضل سورة الصف أين نزلت سورة الصف؟ لقد رأى جمهور أهل العلم أنّ سورة الصّفّ نزلت في المدينة المنوّرة بعد هجرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ورأى قليلٌ آخرون من أهل العلم أنّها نزلت في مكّة المكرّمة قبل هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومن العلماء الذينَ رأوا هذا الرّأي الصّحابيّ الجليل عبد الله بن عبّاسٍ رضي الله عنه، وربّما كان السّبب في هذا الخلاف بين الفريقين هو نزول شيء من سورة الصّفّ في مكّة المكرّمة وهي بعمومها مدنيّة والله أعلم، [٥] وقد كان نزولها بعد نزول سورة التّغابن ، وقبل نزول سورة الجمعة.
[٢] توصية المؤمنين بالعمل للدار الآخرة قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). [٧] وقال -تعالى-: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّـهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ). [٧] ويدل الله -سبحانه وتعالى- عباده المؤمنين على تجارةٍ عظيمةٍ خير لهم مِنْ تجارةِ الدُّنْيَا، وهي الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- وبرسوله، ويجاهدون في سبيله، فيحصلوا على المغفرة، ودخول الجنان، ويُقدم لهم في الدنيا النصر على أعدائهم، ويضرب لهم مثالاً لمن تمثلوا بنود التجارة سابقا وهم الحواريون أصحاب سيدنا عيسى -عليه السلام-.
الآية 14: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ ﴾ أي كونوا أنصارًا لدين الله تعالى ورسوله والمؤمنين, وكونوا في استجابتكم لأمر ربكم ﴿ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ ﴾ وهُم أصفياء عيسى (الذين اختارهم لصُحبته): ﴿ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ﴾ ؟ يعني مَن يَنصرني ويُعينني في كل ما يُقرِّب إلى الله تعالى ويأمر به؟، فـ ﴿ قَالَ ﴾ له ﴿ الْحَوَارِيُّونَ ﴾: ﴿ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾ أي نحن أنصار دين اللهِ والداعونَ إليه. ♦ أما بقية بنى إسرائيل فقد افترقوا فرقتين ، كما قال تعالى: ﴿ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ بعيسى عليه السلام وبما كان يدعوهم إليه من التوحيد، ﴿ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ﴾ برسالته، فاقتتلت الطائفتان ﴿ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ أي نَصرنا المؤمنينَ بوحدانية الله تعالى وبنُبُوّة عبده ورسوله عيسى، فنصرناهم ﴿ عَلَى عَدُوِّهِمْ ﴾ من الكَفَرة والمُشرِكين بالحُجّة والتمكين ﴿ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾ يعني فأصبحوا ظاهرينَ عليهم؛ غالبينَ لهم. [1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي " ، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.
﴿ ومساكن طيبة ﴾: ويسكنكم في قصور عظيمة. ﴿ في جنَّات عدن ﴾: في جنَّات إقامة دائمة. ﴿ وأخرى تحبونها ﴾: وجائزة أخرى عاجلة في هذه الدنيا للمؤمنين المجاهدين في سبيل الله. ﴿ نصر من الله وفتح قريب ﴾. وهي نصرهم على أعدائهم، وما يفتحه الله عليهم من البلاد، مثل مكة وفارس والروم وغيرها. ﴿ كونوا أنصار الله ﴾: دافعوا عن دين الله. ﴿ الحواريون ﴾: أول من آمن بعيسى - عليه السلام -. ﴿ طائفة ﴾: جماعة. ﴿ أيَّدنا ﴾: قويَّنا أهل الحق بالإيمان. ﴿ فأصبحوا ظاهرين ﴾: فصاروا غالبين على أعدائهم بالحجة والبرهان. مضمون سورة "الصف": 1- بدأت السورة بإعلا تمجيد الكون كله لله - سبحانه وتعالى - وتحذير المؤمنين من التناقض بين القول والفعل. إسلام ويب - تفسير الجلالين - سورة الصف- الجزء رقم1. 2- ثم ذكرت بعض المراحل التي مرَّ بها منهج الله للبشرية حتى وصل إلى صورته الأخيرة، وهي رسالة الإسلام التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم -. 3- ثم رسمت السورة طريق الهدى الموصل إلى النجاة من عذاب الله، وذلك بالتصديق بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، وختمت بأمر المؤمنين بأن ينصروا الدين الإسلامي القيم، ويعلوا كلمته، كما نصر أصفياء عيسى - عليه السلام - وأحباؤه دينهم. دروس مستفادة من السورة: 1- الكون كله يدل على عظمة الله - سبحانه وتعالى - ويشهد بوحدانيته وقدرته.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [ ١] تفسير الأية 1: تفسير الجلالين { سبح لله ما في السماوات وما في الأرض} أي نزهه فاللام مزيدة وجيء بما دون من تغليبا للأكثر { وهو العزيز} في ملكه { الحكيم} في صنعه. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ [ ٢] تفسير الأية 2: تفسير الجلالين { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون} في طلب الجهاد { ما لا تفعلون} إذ انهزمتم بأُحد. تفسير حلم رؤية أو سماع سورة الصف في المنام - موقع نظرتي. كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ [ ٣] تفسير الأية 3: تفسير الجلالين { كبر} عظم { مقتا} تمييز { عند الله أن تقولوا} فاعل كبر { ما لا تفعلون}. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [ ٤] تفسير الأية 4: تفسير الجلالين { إن الله يحب} ينصر ويكرم { الذين يقاتلون في سبيله صفا} حال، أي صافين { كأنهم بنيان مرصوص} ملزق بعضه إلى بعض ثابت.