ومثله الشاعر السيد إسماعيل الحميري أحد الشعراء المشهورين في العصر الأموي فقد جعل معظم قصائده في آل البيت و في هذا المصاب، وقد دخل على الإمام الصادق (عليه السلام) مرّة يستأذنه أن ينشد له من شعره فأذن الإمام فأنشد: أُمرر على جدث الحسين *** وقل لأعظمه الزكية يا أعظماً ما زلت من *** وطفاء، ساكبة روية وإذا مررت بقبره *** فأطل به وقف المطية وابكِ المطهر للمطهر *** والمطهرة النقية كبكاء معولة أتت *** يوماً لواحدها المنية فما بلغ هذا الحد حتى أخذت الدموع من الإمام تنحدر على خديه وارتفع الصراخ من داره، فأمره الإمام بالإمساك فأمسك، ثم أوصله بهدية ثمينة. و هكذا كان الشعراء يقصدون مجالس آل البيت النبوي وسائر مجالس الهاشميين في هذا الموسم لإلقاء خيرة ما نظموه حول هذا الموضوع على سبيل العزاء، من مديح و ثناء، وينالون عليه خير العطاء. الشيخ فوزي آل سيف/موقع الأئمة الاثنا عشر ————————- المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع ————————– النهاية
الثلاثاء 26-04-2022 06:31 مكة المكرمة جدول البث
في كتاب (كامل الزيارات) ـ وهو كتاب قيّم مثق ـ عن ابي هارون المكفوف، قال: دخات على ابي عبد الله (الصادق) عليه السلام، فقال: انشدني، فأنشدته. فقال: لا، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره (أي بترنُّم ٍ حزين ولحن ٍ شجيّ) فأنشدته: أمرُرْ على جدث الحسيـن فقلّ لأعظمهِ الزكية قال ابو هارون: فلما بكى أمسكت أنا، فقال: مُرَّ (اي: استمر).. فمررتُ. ثم قال زدني، فأنشدته: يا مريم قومي واندبي مولاك وعلى الحسين فأسعدي ببكاكِ فبكى، وتهايج النساء. هل الخيول الأعوجية التي رضت صدر الحسين (ع) حقيقية ؟ – Telegraph. فلما أن سكتن قال لي: يا ابا هارون، من أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة. ثم جعل ينتقص واحدا ُ واحداً.. حتى بلغ الواحد، فقال: من أنشد في الحسين فأبكى واحداً فله الجنة. ثم قال: من ذكره فبكى... فله الجنة. السيد رضا الموسوي الهندي واحد من شعراء الثكل والتفجع والرثاء.
و كما كانت الآفاق العربية يومها تردد صدى هذه الفاجعة المؤلمة وقسوة ما اقترفه الأمويون بآل الرسول في كربلاء كانت العائلة النبوية تجدد ذكراها صباحاً و مساء في حزن عميق و شجن عظيم، وتبكي عليه رجالاً و نساءً، و كلما رأوا الماء تذكروا عطش قتلاهم، فلم يهنأوا بطعام و لا بمنام. اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام وكان وجوه المسلمين والموالين لآل البيت يفدون على بيوت آل النبي (صلى الله عليه و آله) بالمدينة معزين ومواسين وكان الواحد منهم يعبّر عن مشاعره وأحزانه بأبلغ ما أُوتي من روعة القول وقوة البيان وحسن المواساة لهذه المصيبة، حتى تركوا ثروة أدبية رائعة في أدب التسلية والمؤاساة. وبقيت بيوت آل البيت مجللة بالحزن والسواد ولا توقد فيها النيران، حتى نهضت في العراق ثلة من فتيانه الأشاوس ومن زعماء العرب الأقحاح أمثال المختار الثقفي وإبراهيم بن مالك الأشتر النخعي وسليمان الخزاعي والمسيّب الفزاري وغيرهم حيث أخذوا ثأر الحسين وقتلوا جميع قتلة الحسين أمثال ابن زياد وابن سعد وسنان وشمر وحرمله وغيرهم، فخفّت من ذلك لوعة الأشجان في بني هاشم، وهدأ منهم نشيج الزفرات ونزيف العبرات، فصارت المآتم منهم وفيهم تقام في السنة مرة بعدما كانت مستمرة.