ويؤكد د. شاهين أن الوقف الإسلامي كان نموذجا انتهجه المسلمون قديما لتحسين أحوال مجتمعهم وفعل الخير استجابة لقوله تعالى:« وافعلوا الخير لعلكم تفلحون » في حين أنه الآن انزوى ليصبح محاصرا في مشروعات تقليدية كبناء المساجد و المدارس ولم يقترب من المشاركة في عملية التنمية، سواء التنمية الثقافية أو الاجتماعية لخدمة الأمة الإسلامية، لذا فلا بد من الاقتداء بما فعله السلف الصالح، ومضاعفة العمل التطوعي لخدمة التنمية في مجتمعاتنا. العمل التطوعي في الإسلامية. تكليف ديني د. مصطفى الشكعة المفكر الإسلامي يقول: العمل الخيري مصطلح إسلامي في الأساس، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال قبل خمسة عشر قرنا من الزمان: «الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة» والعمل التطوعي تراث إسلامي وتكليف ديني يجب القيام به والحفاظ عليه كقيمة، والقرآن الكريم ذكر كلمة الخير مئة وستا وسبعين مرة. وهكذا شاع «الخير» كمصطلح إسلامي، وانتشرت الجمعيات الخيرية والتعاون بين المسلمين جماعات أو حكومات، يقول تعالى مشجعا بل آمرا على هذا العمل: { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ومن منطلق الفهم الرائع لهذه الآية الكريمة تعاون المسلمون من أهل الخير على فعله لرأب الصدع في مجتمعاتنا.
3 - خدمة الفقراء والمحتاجين، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ (المعارج: 24-25). 4 - خدمة المرضى الذين أضحوا بحاجة إلى رعاية واهتمام بسبب المرض، وهذا يشمل المقعدين والمعوّقين والجرحى وغيرهم. ب - الإنفاق المالي، وهذا يقدّر بقدر ولا يحدّ بحدّ وإنما يرجع في ذلك إلى رغبة المتبرّع، لكن كلّما كان الإنفاق المالي يسرّع في قضاء الحوائج لا سيّما الديون والعلاج ونحو ذلك كلّما كان العمل المذكور ذا أجر أكثر وثواب أكبر. ومن أبرز مصاديق الإنفاق المالي: الصدقات، وكذلك القروض الحسنة أي غير الربويّة حيث ورد الحثّ عليها وقدّمت من حيث الثواب على الصدّقات، وقد قال تعالى: ﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ... ﴾ (البقرة: 245- الحديد:11). اهمية العمل التطوعي في الاسلام. ختاماً: إنّ من بادر إلى التطوع في عمل الخير أو قدّم مساعدة ماليّة لسدّ حاجات المحتاجين والفقراء يكون ممّن يسارع في الخيرات، ويعمل خيراً ليراه خيراً يوم القيامة. والعمل التطوّعي يوحّد المجتمع ويقوّيه وينميه والله تعالى يبارك به وبأهله وأصحابه. (1) قرب الإسناد، ص120، ح421. (2) الكافي، ج2، ص164، ح7.
الحثّ على العمل التَّطوعيّ وتحفيز الشَّباب على ملء أوقات فراغهم ما يعود بالنَّفع عليهم وعلى من حولهم عبر وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة. توسيع دائرة العمل التَّطوعيّ إلى نطاقات أوسع ولا تقتصر على مجالاتٍ محصورةٍ في العناية بالمساجد ودور العبادة ودور الأيتام والمسنيين. غرس مفهوم وتعريف ومعنى العمل التَّطوعيّ في الأطفال منذ نعومة أظافرهم، وأنّ النّبي صلى الله عليه وسلم سبقنا جميعًا إلى هذه الأعمال.
قال الله تعالى:(لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيمًا). موشن جرافيك | العمل التطوعي في الإسلام - YouTube. مسائل في العمل التَّطوعيّ حثّ الإسلام على العمل التَّطوعيّ في الكتاب والسُّنة، وضرب النَّبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأمثلة بأفعاله التَّطوعيّة ليكون قُدوةً لأمته، ومنها: قبل البعثة شارك النّبي صلى الله عليه وسلم قُريش في وضع الحجر الأسود في مكانه عندما طلبوا منه ذلك، ومشاركة النّبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في وضع حجر الأساس للمسجد النَّبويّ ومساعدتهم في أعمال البناء، كما أنّه نزل في قبر أحد الصَّحابة وشارك في دفنه وهو ذي البجادين رضي الله عنه. حثّ الإسلام على التَّطوع بل وندَب إليه؛ كشُكرٍ على النِعَم التي منحها الله للإنسان فعليه أنْ يستعملها في خدمة الإسلام والإنسانيّة. لا يجوز أخذ أجرٍ ماديٍّ على أيّ عملٍ تطوعيٍّ؛ لأنّ أجره وقع على الله. ضرورة تفعيل العمل التَّطوعيّ من خلال: إعادة العمل التَّطوعيّ إلى مكانته التي كان عليها منذ عهد النّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ فهو خُلُق العظماء والنُّبلاء، وتشجيع الشَّباب على الانخراط فيه ومساعدة مجتمعاتهم.
العمل التَّطوعيّ التَّطوُع في اللُّغة العربيّة من الفعل تَطَوَّعَ أي بذل ومنح دون مقابلٍ بنفس طيبةٍ ورحابة صدرٍ؛ أمّا في الاصطلاح فالتَّطوع هو السَّعي إلى بذل المجهود الفكريّ أو العضليّ أو الماليّ أو العينيّ أو النَّفسيّ لفئةٍ من النَّاس محتاجةٍ للعون والمساعدة والمؤازرة على كافّة الصُّعد بصورةٍ فرديّةٍ أو جماعيّةٍ كما في الجمعيات الخيريّة، أو الشَّبابيّة، أو المنظَّمات المحليّة والدَّوليّة غير الرِّبحيّة. العمل التَّطوعيّ شكلٌ من أشكال الخدمة التي تُقدَّم للإنسانيّة في أيّ مكانٍ في العالم كالدُّول الفقيرة، ومناطق الحروب والنِّزاعات؛ فيتطوَّع من أراد وامتلك شروط الخدمة التَّطوعيّة للعمل في تلك المناطق بتقديم الخدمات الطِّبيّة والعلاجيّة والمساعدة في نشر التَّعليم ومكافحة الأُميّة والفقر، ويُطلق لقب مُتطوّع على الشَّخص الذي نذر حياته لمساعدة الآخرين دون مقابلٍ ماديٍّ أو معنويٍّ وإنما خدمةً للإنسانيّة سواءً لأهل وطنه أم غيرهم. العمل التَّطوعيّ في الإسلام الدِّين الإسلاميّ دِينٌ لا يقوم على الفرديّة أو الأنانيّة؛ وإنّتعرف ما هو دِين اجتماعيٌّ أفراده يشدُّون من أزر بعضهم البعض كالبُنيان المرصوص؛ لذلك حثَّ الإسلام على العمل خارج نِطاق المنفعة والمقابل وهو العمل التَّطوعيّ الذي يبتغي به فاعله وجه الله تعالى، والمثوبة والأجر منه، ثُمّ مساعدة مجتمعه ومساندة أهله، أو غير أهله ممّن احتاج المساعدة من مسلمين وغيرهم.
فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق.. الحديث (متفق عليه) المثال الرابع: مشاركته عليه الصلاة والسلام وهو غلام مع عمومته حلف الفضول: وحلف الفضول كما قال محمد بن إسحاق: أن قبائل من قريش تداعت إلى حلف فاجتمعوا له في دار عبدالله بن جدعان لشرفه وسنه. وكان حلفهم عنده بنو هاشم وبنو عبدالمطلب وبنو أسد بن عبدالعزى ، وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة. فتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يجدوا مظلوماً من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا كانوا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى يردوا عليه مظلمته فسمت قريشاً ذلك الحلف حلف الفضول. قال صلى الله عليه وسلم: { شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم ، وأني أنكثه} أخرجه الإمام أحمد وأبو يعلى والبزار وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وقال الساعاتي في الفتح الرباني: الحديث إسناده صحيح. المثال الخامس: مشاركته صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد النبوي: لما بنى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد جاء أبوبكر بالحجارة وجاء عمر وجاء عثمان وكان الصحابة يحملون لبنة لبنه وعمار يحمل لبنتين لبنتين والنبي صلى الله عليه وسلم ينفض التراب عنه والصحابة رضي الله عنهم أجمعين يرتجزون وهم يشاركون في البناء ويقولون: لئن جلسنا والرسول يعمل لذاك من العمل المضلل ويقولون: لا يستوى من يعمر المساجدا يذاب فيها قائماً وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائرا وبني المسجد باللبن ، وسقفه بالجريد ، وعمده خشب النخل.