شرح حديث: على رسلكما. إنها صفية بنت حيي الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. إنها صفية !!. أما بعد: متن الحديث: عن صفية بنت حُيي رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني - وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد - فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « على رسلكما. إنها صفية بنت حيي » فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: « إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا، أو قال شيئًا ». وفي رواية: « أنها جاءت تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة »؛ ثم ذكره بمعناه. الشرح: ومعنا في هذا اليوم الثالث من رمضان الحديث الرابع من أحاديث باب: الاعتكاف في عمدة الأحكام، وهو الذي نختم به إن شاء الله تعالى كتاب الصيام: وهو الحديث الرابع حديث صفية رضي الله تعالى عنها وأرضاها. وموضوع هذا الحديث: حكم زيارة المعتكف، والتحدث معه؟ وفيما يتعلق بغريب الحديث: ورد ذكر: "حُيي" وهو بضم الحاء وهو حُيي بن أخطب زعيم يهود بني النظير، وهذا الرجل من أشد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، وممن ألَّب عليه الناس، والأحزاب، وقُتل مع بني قريظة صبرًا، وهو والد صفية رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
– جواز اشتغال المعتكف بالأمور المباحة من تشييع زائره، والقيام معه، والحديث مع غيره. – بيان شفقة النبي – صلى الله عليه وسلم – على أمته، وإرشادهم إلى ما يدفع عنهم الإثم. – التحرز من التعرض لسوء الظن، والاحتفاظ من كيد الشيطان. – جواز خروج المرأة ليلاً. – قول "سبحان الله" عند التعجب. والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله، والحمد لله رب العالمين. 1 رواه البخاري برقم (2038).
وقال النووي: ليس المراد في الحديث بالظن ما يتعلق بالاجتهاد الذي يتعلق بالأحكام أصلاً، بل الاستدلال به لذلك ضعيف أو باطل. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الناس - الآية 2. قوله: ( وكونوا عباد الله إخوانا): قال القرطبي: المعنى كونوا كإخوان النسب في الشفقة والرحمة والمحبة والمواساة والمعاونة والنصيحة. قال ابن عبد البر: تضمن الحديث تحريم بغض المسلم والإعراض عنه وقطيعته بعد صحبته بغير ذنب شرعي، والحسد له على ما أنعم به عليه، وأن يعامله معاملة الأخ النسيب، وأن لا ينقب عن معايبه، ولا فرق في ذلك بين الحاضر والغائب، وقد يشترك الميت مع الحي في كثير من ذلك. 7 فالأصل في المسلم العدالة والاستقامة، ما لم يظهر فسقاً وعصياناً أو بدعة في دينه.. ثم إن المحسن الظن بإخوانه، الذي يلتمس لهم المعاذير، ويحملهم على أحسن المحامل يعيش في راحة بال، واطمئنان نفس، والعكس صحيح، فإن المسيء الظن بالناس يعيش في شؤم وتعاسة وإن أظهر خلاف ذلك، إن رأى محسناً أو مسيئاً، فإن كان الأول فربما يرميه بالرياء ونحوه بأدنى تصرف مع يراه منه، أو دون أن يرى منه شيئاً، بل قد يتمنى ويفرح لو وجد منه شيئاً يستشهد به عندما يخالفه أحد الرأي فيمن اتهمه، فان لم تصدق زعمه ذلك أصبحت في نظره أبلهاً لا تفهم، وكأنه يريد أن يكون هذا الصنف معصوماً من الخطأ والزلل مع أن ذلك لا يسلم منه البشر بالطبع.
الأسوة – و لكم في رسول الله أسوة حسنة: حماية الأعراض من التّهم: كما على المسلم أن يقي عرضَه من طعنات الألسن بالسوء عليه، أن يقيه من هواجس النفوس به فإنّ الهواجس مبادئ الظنون، و الظنون مطايا الأقوال، و الأقوال سهامٌ نافذة،و قلّما يثبت غرض على كثرة الرّمي. حديث: على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي. و من خسر عرضَه خسر قيمته و خسر كل شيء، فلِخَطَر هذه النهاية لزم الاحتفاظ على العرض من تلك البداية. فلا ينبغي للمسلم أن يُرى حيث تقع في أمره شبهة و تتوجّه عليه تهمة و لو كان عند نفسِه بريئا، و عما يُرمى به بعيدا. فليس الإنسان يعيش في هذه الدنيا لنفسه بل يعيش لنفسه و لإخوانه، و إذا تعرّضَ للتُّهم خسر نفسَه و خسر إخوانَه و أدخل على نفسه البلاء منهم و أدخل البلاء عليهم به، فكانت مصيبته على الجميع و ضرره عائدا على الإسلام و جماعة المسلمين خصوصا إذا كان المرء ممن يُقتدى به و يُرجَع إليه، فإن زوال الثقة به خسارة كبرى و هدم لأركانِ الدين و تعطيل لانتفاع الناس بالعلم و انتفاعه هو بعلمه، \ و إذا وقف الإنسانُ موقفاً مشروعا و خاف أن تتطرق إليه في خواطر الناس شبهة كان عليه أن يُبادر للتصريح بحقيقة حاله و التعريف بمشروعية موقفه. و ليس لأحد، بعد رسول الله ، أن يغترَّ بمنزلتِه عند الناس فلا يبالي بما قد يخطر لهم.
عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
والاستدلال بحديث صفية على أن النساء كن يسترن وجوههن ، مما يمنع تمييز صفية من غيرها ، يمكن أن يورد عليه احتمال ، وهو امتناع الرؤية لأجل ظلام الليل ، لقول صفية رضي الله عنها: (فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً) ومعلوم أن الطرقات لم يكن بها مصابيح. ثم إن الحديث في ستر صفية رضي الله عنها وجهها ، وهي من أمهات المؤمنين ، ولا يخالف أحد أن الحجاب الكامل كان واجباً على أمهات المؤمنين ، وإنما الخلاف في وجوبه على غيرهن. ثم إن الحديث مجرد فعل منها ، ليس فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم لها بستر الوجه. وعلى كل حال ، فالحديث لا يخلو من مناقشات ، ولهذا لم يستدل به العلماء - فيما نعلم - على وجوب ستر المرأة وجهها عن الرجال الأجانب ، وهناك أدلة أخرى أوضح وأصرح؛ ذكرناها في جواب السؤال رقم ( 11774). والله أعلم.
وإن كان الثاني فحدث ولا حرج، وهنا قد لا يلام في الأخذ بالحذر والفطنة مع من عُرفت إساءته، وان لا يقبل منه كل حديث يحدثه به إلا بعد التأكد من صدقه، ولكن إساءة الظن بمثل هذا الصنف من نوع آخر، فقد يستبعد عنه التوبة والهداية والاستقامة، فان وجده على معصية مثلاً تركه وشأنه؛ بحجة أنه لا ينفع معه النصح وهذه حجة واهية بلا شك فيا سبحان الله ألم يأمر الله تعالى بنصح فرعون بالقول اللين على ما كان عليه من العناد والطغيان والمكابرة { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (44) سورة طـه. 8 وفي الحديث فوائد: من الفوائد: جواز اشتغال المعتكف بالأمور المباحة من تشييع زائره، والقيام معه والحديث مع غيره، وإباحة خلوة المعتكف بالزوجة، وزيارة المرأة للمعتكف، وبيان شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته وإرشادهم إلى ما يدفع عنهم الإثم. وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن، والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار. قال ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدى به، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم وإن كان لهم فيه مخلص؛ لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم، ومن ثم قال بعض العلماء: ينبغي للحاكم أن يبين للمحكوم عليه وجه الحكم إذا كان خافياً نفياً للتهمة.
وأضاف اللواء عبدالحميد عصمت، أنّه سيتم التشغيل بالمحطة طبقا لنظم التشغيل القياسية وتطبيق برنامج MASTER في تشغيل وصيانة محطات الصرف الصحي، ضمن توجه الشركة نحو تطبيق أسلوب الإدارة الفنية المستدامة TSM لإدارة محطات المياه والصرف الصحي لتقديم أفضل الخدمات لأهالي بورسعيد.
لكن يبدو أن ذلك الفجر لن يسمع صوت تلك الحقيقة أبداً منه. فى عينيى جرجس رُسم هذا المشهد؛ الجسد الضخم فجأة تهاوى، سقط من على المئذنة، تدحرج على درجات السلم، نسى أحدهم أن يكنسها فعب الجلباب البفتة منها كعادته ذرات ترابها ونسمات غبارها ولكن كانت تلك مرته الأخيرة وعبه الأخير كذلك. لحظات من صمت جسده الضخم وصوته المرهف حتى رنين الجرس توقف كأنه يقدم العزاء صمتًا، بدت القرية مكفهرة الصدى، رحبة على ضيقها، تمالكتها صنوف الغوغائية والاضطراب، ولكنها متألقة على صفحة المشهد من بعيد، كان جرجس ممسكًا بأحبال الجرس وهو يرى المشهد، ترك تلك الأحبال، فتحركت أحبال حنجرته فى صيحتها الأولى والأخيرة: "لا إلــــــــــــــــه إلا اللَّـــــــــــــــــــه".
إقامة صلاة يرجى بعد الوفاء بشروطها ظاهرا وباطنا أن تفضي لـمُخرجاتٍ إيمانيةٍ تقوي صلة العبد بربه من جهة، وتضبط سلوكه مع عباد الله وسائر خلقه، من جهة ثانية. يقول الحق سبحانه في خاتمة سورة "العنكبوت": اُتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. معنى حي على الصلاة. ومما ورد في تفسير الإمام القرطبي لهذه الآية الكريمة قول ابن عباس رضي الله تعالى عنه: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بُعدا". إنه لا انفصال بين الصلاة، بل وسائر التكاليف الشرعية، وبين الحالة السلوكية للمؤمن والـمؤمنة، ففي شأن الـصيام جاء التحذير النبوي في أبلغ عبارة. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ". وفي شأن الحج يقول سبحانه في سورة "البقرة": فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ. وحيث إنه لكل أمر ذي بال منتهى وغاية، وجب أن تـرفع الصلاةُ -بما هي وقوف بين يدي الله تعالى، وبوابة لـمناجاته، ومؤشرا من خلال الركوع والسجود على الاستسلام والـخـضـوع والتذلل له- منسوبَ الاستقامة سلوكا، والمروءةَ موقفا؛ استقامةٌ تتـرجم فضائل ومحامد خلقية مع عموم خلق الله، والأقربين أولى؛ ومروءةٌ وشهامةٌ في المواقف أمرا بالمعروف، ونهيا عن المنكر، ونصرة للحق وأهله، واصطفافا مع المستضعفين تهمما بالأحوال ومنافحة على الحقوق وأسباب الحياة الكريمة للناس.