وخلاصة ذلك.. ليس المقصد ان نقصر الآية على الدلالة المطابقة فكتاب الله اشراقات نستهل منها انواع المعرفة والأداب ولكن بالفهم السليم وموازنة الأولويات فشكر الله وتقصي الرزق الحلال وعدم الإسراف وإكرام الفقير واطعام الحيوان والاهتمام بالغذاء الصحي الذي يحافظ على صحة البدن ويقوى به على العمل النافع والحفاظ على البيئة كلها أداب نستهلها من إشراقات هذه الآية.
وشكر النعم يكون بلسان الحال، بالتزام الأوامر واجتناب النواهي، وبلسان المقال بالشكر باللسان والتحدث بالنعم ونشرها وبثها، خاصة بين الأحبة والأصدقاء. قال - تعالى - مخاطباً له وللأمة في شخص رسولها: \"وأما بنعمة ربك فحدث\"، روى أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: \"إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده\"، روى النسائي عن مالك بن نضلة الجُشمي - رضي الله عنه - قال: \"كنتُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً، فرآني رثَّ الثياب، فقال: ألك مال؟ قلتُ: نعم، من كل المالº قال: إذا آتاك الله مالاً فليُرَ أثره عليك\". وروى الشعبي عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بالنعم شكر، وتركه كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب\". إعراب قوله تعالى: ثم لتسألن يومئذ عن النعيم الآية 8 سورة التكاثر. وعن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: \"إذا أصبتَ خيراً، أو عملتَ خيراً، فحدِّث به الثقة من إخوانك\". النعم المسؤول عنها: اختلف أهل العلم في تأويل النعم المسؤول عنها في قوله - تعالى -: \"لتسألنَّ يومئذ عن النعيم\"، على أقوال هي: 1.
حدثني عليّ بن سهل الرملي، قال: ثنا الحسن بن بلال، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عَمَّار (2) بن أبي عمار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أتانا النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما، فأطعمناهم رطبا، وسقيناهم ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسألون عَنْهُ". حدثنا جابر بن الكرديّ، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أتانا النبيّ صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.
بخط سيدي الحاج حسن الهنتاتي، رحمه الله.