قال تعالى: ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ( 6)). قوله تعالى: ( ويرى): هو معطوف على ليجزي. ويجوز أن يكون مستأنفا. و ( الذي أنزل): مفعول أول ، و " الحق " مفعول ثان. و " هو " فصل. اوبي - ووردز. وقرئ: الحق - بالرفع - على الابتداء والخبر. وفاعل " يهدي " ضمير الذي أنزل ، ويجوز أن يكون ضمير اسم الله. ويجوز أن يعطف على موضع الحق ، وتكون " أن " محذوفة. ويجوز أن يكون في موضع فاعل ، أي ويروه حقا وهاديا. قال تعالى: ( وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد ( 8)). قوله تعالى: ( إذا مزقتم): العامل في " إذا " ما دل عليه خبر إن ؛ أي إذا مزقتم بعثتم ، ولا يعمل فيه ينبئكم ؛ لأن إخبارهم لا يقع وقت تمزيقهم ؛ ولا مزقتم ؛ لأن إذا مضافة إليها ؛ ولا " جديد " لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها ، وأجازه قوم في الظروف. ( أفترى): الهمزة للاستفهام ، وهمزة الوصل حذفت استغناء عنها. قال تعالى: ( أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب ( 9)).
لقد مننا على عبدنا ورسولنا, داود عليه الصلاة والسلام, وآتيناه فضلا من العلم النافع, والعمل الصالح, والنعم الدينية والدنيوية، ومن نعمه عليه, ما خصه به من أمره تعالى الجمادات, كالجبال والحيوانات, من الطيور, أن تُؤَوِّب معه, وتُرَجِّع التسبيح بحمد ربها, مجاوبة له، وفي هذا من النعمة عليه, أن كان ذلك من خصائصه التي لم تكن لأحد قبله ولا بعده, وأن ذلك يكون منهضا له ولغيره على التسبيح إذا رأوا هذه الجمادات والحيوانات, تتجاوب بتسبيح ربها, وتمجيده, وتكبيره, وتحميده, كان ذلك مما يهيج على ذكر اللّه تعالى. ومنها: أن ذلك – كما قال كثير من العلماء, أنه طرب لصوت داود، فإن اللّه تعالى, قد أعطاه من حسن الصوت, ما فاق به غيره, وكان إذا رجَّع التسبيح والتهليل والتحميد بذلك الصوت الرخيم الشجيِّ المطرب, طرب كل من سمعه, من الإنس, والجن, حتى الطيور والجبال, وسبحت بحمد ربها. ومن فضل الله عليه, أن ألان له الحديد, ليعمل الدروع السابغات, وعلمه تعالى كيفية صنعته, بأن يقدره في السرد, أي: يقدره حلقا, ويصنعه كذلك, ثم يدخل بعضها ببعض. { {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ}} ولما ذكر ما امتن به عليه وعلى آله, أمره بشكره, وأن يعملوا صالحا, ويراقبوا اللّه تعالى فيه, بإصلاحه وحفظه من المفسدات, فإنه بصير بأعمالهم, مطلع عليهم, لا يخفى عليه منها شيء والشكر يستوجب الاعتراف والاذعان بقدرة المنعم جلال وعلا…… مرتبط تنبيه هام ، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة تنبيه
وكان في صفوف بني إسرائيل فتى صغير من سبط يهوذا يدعى داود، ولكنه ذهب إلى الحرب بإذن أبيه الذي أمره أن يذهب ليحضر أخبار إخوته في الحرب، فلما برز جالوت، قال طالوت من يقتل هذا الجبار الآثم، ففوجئ الجميع بأن داود الفتى الصغير يطلب الإذن بمبارزة جالوت، وحين أقبل داود على جالوت أخذ مقلاعه وزوده بحجر من أحجاره، ورمى به فثبت الحجر في جبهة جالوت الجبار فطرحه أرضا، ثم أقبل إليه وأخذ سيفه وفصل به رأسه. حين قتل طالوت، أصبح نبي الله داود هو الملك، واتسعت مملكة بني إسرائيل على يديه، وآتاه الله مع الملك النبوة، وجعله رسولاً إلى بني إسرائيل يحكم بالتوراة، وأنزل عليه الزبور، وآتاه الله الحكمة وفصل الخطاب، ودام ملكه 40 سنة ثم توفي عليه السلام، ودفن في بيت لحم. جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©