[٨] وقد بنى السماء لتكون سقفًا حافظًا للأرض بشكل محكم لا صدع ولا فطور فيه، ووصف الله -تعالى- الشمس بالسراج الوهّاج؛ دلالة على ضيائها وقوّة نورها، وأنزل من خلال الرياح ماءً منصب يتدفّق تباعاً؛ لِيخرج الله من هذا الماء زروع الأرض وبساتينها من كلّ الثمار، وقال البعض إنّ القصد بكلمة المعصرات هي السحّاب الذي يمتلئ بالمطر، وقال آخرون هي السماء، وقصد بألفافا؛ أي مجتمعة ومُلتفة حول بعضها. [٨] أحداث يوم القيامة الآيات التي تتحدث عن هذا العنوان هي قوله -تعالى-: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا* يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا* وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا* وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا). [٩] حيث يذكر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآيات بعض أهوال يوم القيامة، فيقول: إنّه جعل من يوم القيامة بتقديره وعلمه حدًّا لحياة الخلائق، وأقّت به الحياة الدّنيا، فعند النفخ في الصور النفخة الأخيرة يأتي النّاس أفواجًا؛ أي مجموعات متتابعة حتى تجتمع كلّ المخلوقات، وتُفتح السماء لنزول الملائكة، فتُصبح كأنها مكونة من أبواب، وتصير الجبال سرابًا ولا تعود موجودة بقدرة الله، فمن ينظر إلى أماكنها لن يجدها وكأنها لا شيء.
وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول شرح مفردات السورة تعرفنا على أسباب النزول، وأسباب تسمية السورة بهذا الاسم، وبعد تعرفنا على تفسير آيات السورة بشكل مبسط، وفيما يلي نعرض أهم معاني ومفردات بعض الكلمات التي وردت في سورة "الفيل"، وهي: الكيد: وقوع الضرر بغيرك على وجه الإخفاء. التضليل: الإبطال، والتضييع. الطير: كل ما صار في الهواء. الأبابيل: جماعات، وأسراب. السجيل: الطين المتحجر. العصف: أوراق الزرع المتبقي بعد الحصاد، وتعصف به الرياح لتأكله الماشية. مأكول: تأكله الدواب تارة، وتنثره تارة أخرى. قيل في "فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ" أن فيها تشبيه لأصحاب الفيل بعد هلاكهم بأنهم أصبحوا مثل الزرع الذي أكلته الدواب، وتفرقه، وتنثره، وقيل أن العصف: هو القشرة الخارجية للحنطة، وقيل أن العصف: هو التبن، وقيل أن العصف، هو لحاء البر. سبب نزول سورة قريش - سطور. المعنى الإجمالي للسورة في سورة "الفيل" تبليغ عظيم بقدرة الله تعالى، فكل قدرة دونها هالكة، حتى وإن حمت نفسها في كائن ضخم مثل الفيل، فقدرة الله -تعالى- تفوق كل القدرات، فهو صاحب، وخالق، القدرة، وكل قدرة دون قدرته خاضعة لسلطانه. حيث جاء أصحاب الفيلم، محتمين به، هذا الفيل الذي هو إحدى مخلوقات الله، حيث جائوا متعززين بهذا المخلوق بعد أن سولت نفس حاكمهم بأن يهدم الكعبة، التي يذهب لها النساك من كل حدب وصوب، ولا يأتون إلى بيته القليس المزخرف، الكبير، الهائل.
ذات صلة سبب نزول سورة النازعات ما سبب نزول سورة عبس سبب نزول سورة النبأ سُمّيت سورة النّبأ بهذا الاسم لوقوع كلمة النّبأ في أوّل السورة، ولها أسماء أخرى اشتهرت بها؛ مثل اسم: سورة عمّ؛ نسبة لأول آية في السورة، وتُسمّى أيضًا: سورة التساؤل؛ لوجود كلمة يتساءلون في أولها، والبعض سمّاها: سورة المعصرات؛ [١] نسبة لقوله -تعالى-: (وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا). كيفية كتابة مقدمة عن القرآن - موضوع. [٢] ويُذكر أنّ سبب نزول السورة هو تساؤل المشركين بين بعضهم البعض عن البعث بعد الموت بأسلوب استهزائي، وكثرة سؤالهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين عنه، فجاء الردّ من الله -سبحانه وتعالى- على ادّعاءاتهم من خلال الآيات، وبيّن فيها أصناف النّاس فمنهم من هو مُنكر لهذا اليوم، ومنهم من هو مُشكّك في حقيقته، ومنهم من هو مُستبعد له، فبدأت السورة بالإخبار عن النّبأ العظيم، وإثبات البعث ويوم القيامة ردّا على تساؤلاتهم. قال -تعالى-: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ* الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ). [٣] [٤] يتلخّص مما سبق أن سورة النبأ اشتهرت بهذا الاسم، وكانت ردًّا من الله على الكافرين المُشكّكين بتساؤلاتهم في حقيقة البعث ويوم القيامة.
قول الله تعالى: {إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} [ قريش: 2]: ثم انتقل إلى تفصيل هذا الإيلاف، وهنا أشار إلى الرحلات، فقبيلة قريش تخرج في تجارتين: في الشتاء إلى اليمن لأن الجو يكون دافئًا، والمحاصيل الزراعية متوفرة بكثرة، وفي الصيف إلى الشام لأن جوها معتدل وتكون فيها ثمار الفواكه، فيرتحلون من أجل التجارة وكسب الأموال، والذي سنَّ لهم هذه الرحلات هاشم بن عبد مناف، وهذه من النعم التي أنعمها الله تعالى عليهم. قول الله تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ} [ قريش: 3]: أمر من الله تعالى لهم بأن يعبدوه ويطيعوه ويشكروه على النعم التي أنعم بها عليهم، والعبادة هي لفظ يجمع كل ما أمر الله تعالى به ورضيه لعباده، ومن الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وبالشكر تدوم النعم وبالكفر تزول وتذهب، قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]. قولا لله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 4]: فقد منّ الله عليهم بهاتين الرحلتين بعدما عانت قريش من الضرّ والمجاعة، فاغتنوا ووزعوا أرباحهم بين أغنيائهم وفقرائهم، وآمنهم من خوف الطريق فلم تكن تتعرض لهم إحدى القبائل بالسوء، وذلك استجابة لدعوة إبراهيم -عليه السلام-، قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 126].
تسرد سورة "الفيل" قصة أبرهة الحبشي، الذي أم بهدم الكعبة، وذلك قبل أن يولد رسول الله -صل الله عليه- ونزلت الآيات على رسول الله -عليه أفضل الصلاة والسلام- تذكيرًا لقريش بقدرة الله تعالى، حيث كانوا يعادوا رسول الله. وسمي العام الذي وقعت فيه تلك الحادثة بعام "الفيل"، ويوافق هذا العام 570 – 571 بعد الميلاد، حيث نسب العام للحادثة التي قام بها أبرهة الأشرم الحبشي في الحرم المكي، وقيل أن الحبشي قد توفي بعد العودة من مكة بقليل، وقيل أن عام الفيل هو عام ميلاد الرسول -صل الله عليه وسلم-. أسباب تسمية السورة بهذا الاسم وضحنا فيما سبق أنه لا يمكن الجزم بأمر أسباب النزول والتسمية، ولكن نحن ننقل ما وصل إلينا عن الصحابة، والتابعين، وجمهور العلماء، والعهدة على الراوي، ومن ثم هناك سببان وراء تسمية السورة باسم "الفيل": السبب الأول: أن بعض السور القرآنية تسمى بمطالعها، أي ما ورد في أولى آياتها، ومن ثم بدأت السورة بـ " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ". السبب الثاني وراء تسمية السورة بهذا الاسم، هو: تسمية بعض سور القرآن باسم القصص التي وردت فيها، ومن ثم وردت قصة أصحاب الفيل في هذه السورة، وسميت باسم الفيل، الأمر نفسه في سورة البقرة، التي تضمن أكثر من قصة، أهمها قصة البقرة وبني إسرائيل، ومن ثم سميت باسم البقرة، ويرجح الفقهاء أن السبب الثاني هو الأكثر صحة، حيث تضمنت السورة قصة أصحاب الفيل، وأبرهة الحبشي.
بتصرّف. ↑ سعيد حوى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 6697، جزء 11. بتصرّف. ^ أ ب الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 419، جزء 30. بتصرّف. ↑ محمد الأمين الهرري (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت - لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 361، جزء 32. بتصرّف. ↑ ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير (الطبعة 1)، تونس: الدار التونسية للنشر، صفحة 563، جزء 30. بتصرّف. ↑ الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 420، جزء 30. بتصرّف.
من هي أم جميل ؟هي زوجة أبي لهب، كانت عونًا له في عداوة رسول الله في الدنيا، وعن مجاهد وعكرمة أن حمالة الحطب كانت تمشي بالنميمة ين الناس، وقال العوفي عن ابن عباس: كانت تضع الشوك في طريق رسول الله ، وقال ابن جرير: وقيل: كانت تعير النبي صل الله عليه وسلم بالفقر وكانت تحتطب فعيرت بذلك، وقال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة، فقالت: لأنفقنها في عداوة محمد، يعني: فأعقبها الله بها حبلًا في جيدها من مسد النار.