وقد استعنت بالله تعالى منذ بدأت بكتابة هذا البحث أن أقدم إليكم المعلومات الهامة التي تحقق أقصى استفادة ممكنة لقارئ البحث، واتمنى بعد الإطلاع عليه أن ينال إعجابكم ورضاكم. 2- النموذج الثاني الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، سوف أضع أعزائي الطلاب بين أيديكم اليوم بحث مميز وهام للغاية وأتمنى من الله تعالى أن ينال بحثي إعجابكم، كم أتمنى أن لم يقع مني أدنى تقصير في تقديم معلومات البحث، التي اجتهدت وتعبت كثيرًا بها لكي أوصل إليكم كل ما يدور في عقلي وتفكيري. مقدمة بحث لغة عربية. فإن روعة البيان وأحلى الكلام لا يكفي لكي أعبر إليكم عن أهمية هذا المجال، وذلك لأن هناك العديد من العلماء والأساتذة ممن قاموا بتناول هذا الموضوع. ولكنني سوف استعين ببعض الكلمات البسيطة لكي أوصل إليكم وجهة نظري المتواضعة وما يدور في عقلي، وقد حاولت واجتهدت كثيرًا لكي أعطي الموضوع حقه، ولذلك أتمنى من الله تعالى أن يحوز على رضاكم وإعجابكم. 3- النموذج الثالث الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا الذي بفضله ينطق اللسان ويفكر العقل، والصلاة والسلام على خير الآنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إني أكتب إليكم هذا الموضوع اليوم وأنا في قمة سعادتي وفرحي.
ويرى محمد الفيومي أن الصابئة كدين وفكر انتقلت إلى شبه جزيرة العرب من روافد مختلفة منها ما تم عن طريق الاتصال الفارسي بمكة المكرمة سياسيا، اقتصاديا، ودينيا، فإن أسلاف الفرس كانوا يقصدون الحرم المكي للطواف، وكانت العرب يسافرون إلى مناطق الفرس للتجارة وتبادل السلع والمتاع، هذا ويمكن القول إن انتقال المذهب الصابئي بمضمونه الفكري بدأ منذ رحلة إبراهيم وأسرته إلى مكة المكرمة، حيث كان ينبذه عليه السلام، واستعمله العرب مقابلا للحنيفية، فكان كل من أسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم كانت العرب تقول عنه صبأ[2]. وبناء على هذه الأقوال، فإن الصابئة حسب ما يظهر مذهب فكري وديني، موجود قديما قبل اليهودية والنصرانية وحتى المجوسية، وكلما ظهر دين من الأديان السماوية آمن بعض الصابئة به وكفر آخرون، لكنهم في الأصل لديهم الإيمان المجمل بوجود الله سبحانه وتوحيده. وما ذكره أصحاب القول الأول أن الصابئة ليس لهم دين فالمقصود منه كما قدمت أنهم ليسوا باليهود ولا النصارى، بل يرى ابن كثير أنهم يحافظون على دين الفطرة [3]، هذا ما يظهر من الآيات التي بدأنا بها المقال حيث أثنت على مؤمني الصابئة، وإذا تقرر هذا المعنى فما أصول عقيدة الصابئة؟ ————————————————————————————————————- [1] ابن حزم، الفصل بين الملل والأهواء والنحل.
وعلى هذا، فإن (الصابئون) في الآية على نيَّة التأخير بعد خبر { إنَّ} وهو مبتدأ لخبر محذوف تقدير الكلام: (والصابئون كذلك). وعلى هذا قول الشاعر: فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيَّار بها لغريب أي: فإني بها لغريب، وقيَّار كذلك. وقال بعض أهل العلم في توجيه الآية: إن خبر { إن} محذوف، دلَّ عليه قوله سبحانه: { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قالوا: وجملة { والذين هادوا} معطوفة على جملة { إن الذين آمنوا} ومحلها الرفع؛ لأنها جملة ابتدائية، وما عطف عليها كذلك، وجملة { والصابئون} من المبتدأ والخبر المحذوف، معطوفة على الجملة المرفوعة قبلها؛ فالعطف هنا عطف جُمل على جُمل، وهي مرفوعة، فلأجل هذا جاء قوله تعالى: { والصابئون} مرفوعًا، عطفًا على ما قبله من جُمل مرفوعة. ص232 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون - المكتبة الشاملة. وثمة من يرى من العلماء أن { إنَّ} في الآية بمعنى (نعم) كقول الشاعر: ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت: إنَّه قال الأخفش: (إنه) بمعنى (نعم) والهاء أدخلت للسكت. وعلى هذا القول، فـ { الصابئون} في الآية رُفع على الابتداء، وحُذف الخبر لدلالة الثاني عليه؛ والعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام، وانقضاء الاسم والخبر. والحق، فإن اللغة العربية تسع كل ما قيل في توجيه الرفع في هذه الآية، ولا يخفى ذلك على كل من كان ملمًّا بعلوم العربية وفقهها.
هذا ما يتعلق بالآيتين... آية سورة البقرة، وآية سورة المائدة، ونلاحظ أن آية سورة المائدة لم يرد فيها قوله: { فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ} ولعل ذلك راجع إلى الاكتفاء بذكرها في سورة البقرة، وذلك له نظير في القرآن الكريم. كحمل المطلق على المقيد ونحو ذلك. أما في آية سورة الحج فهي التي يأتي فيها الحكم: { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ} كأنهم لن يؤمنوا ولن يعملوا الصالح، فتكون هذه هي التصفية العقدية في الكون. وقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصفي المسألة الإيمانية في الأرض ويقول عن المؤمنين بألسنتهم وهم المنافقون: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} وهو ابتداء الخبر، وتكون فيه " الذين آمنوا " في محل نصب لأنه اسم " إن " كما يقول النحاة، وهو سبحانه قال هنا: و " الصابئون " وهي معطوفة على منصوب. وهذا كسر للإعراب. إنّ الإعراب يقتضي أن تكون الكلمة منصوبة فتكون " الصابئين " لماذا إذن عدل الحق عن إنزال الكلمة حسب سياقها من الإعراب وأنزلها بكسر الإعراب مع أنه في آية أخرى قال: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ}. لقد جاءت هنا في مكانها ودون كسر للإعراب، وهي قد جاءت مرة قبل كلمة " النصارى " وجاءت مرة أخرى بعد كلمة " النصارى ".
يشمل كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً وإن كان من الصابئين. [انظر تفسير آية المائدة من تفسير ابن عاشور] ولمعرفة من هم الصابئة ؟ انظر الإجابة على السؤال رقم ( 49048) لكن يبقى لنا عِبَرٌ لا ينبغي تفويتها في هذا السياق: أولا: ينبغي علينا الاهتمام بالعلم الشرعي ؛ فلا يكفي فقط أن يعتصم الإنسان بما عنده من يقين سابق ، وإن كان ذلك أعظم ملجأ ومعاذ ، بل إذا ضم إلى ذلك العلم الشرعي كان ، إن شاء الله ، في مأمن من أن تهز إيمانه هذه الشبهات وأمثالها ، مما يثيره أعداء دينه.