وأكثر من الدعاء بثبات القلب على الإيمان والهداية. الأمانة. روى أحمد (12107)، والترمذي (2140) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: (نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي". ثبتنا الله وإياك على طاعته ورزقا قلبا سليما، وعلما نافعا. والله أعلم.
فأنت مؤتمن على صلواتك الخمس من حيث الوقت، فتُؤدِّيها في وقتها المشروع، ولا تؤخرها تكاسلاً وتهاوناً فتكون من الخاسرين. وزكاة مالك أمانةٌ في عنقك، هل أخرجتَها كاملةً تامة، وأوصلتَها لِمُستحقِّيها ديانة؟ فإنْ فعلتَ ذلك؛ كنتَ ممن أدَّى أمانةَ الزكاة. وكذا صومك أمانةٌ وسر بين وبين ربِّك، فالسعيد مَنْ حَفِظ صومَه في سره وعلانيته. والحج أمانة فتؤدي شعائرَه كما أمرك ربُّك، على هدي النبي صلى الله عليه وسلم. تفسير قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال) - الإسلام سؤال وجواب. والأمانةُ في المعاملة بأنْ تُعامِل الناسَ بما تُحب أن يُعاملوك به من النصح والبيان، وأنْ تكون حافظاً لحقوقهم المالية وغير المالية في كل ما استُؤمنت عليه لفظاً أو عُرفاً. ومن الأمانة الواجب مراعاتها والقيام بحقِّها؛ بذلُ النصيحة لِمَن استنصح، وإبداءُ الرأي السديد لمن استشار؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ» صحيح - رواه أبو داود والترمذي. وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ؛ فَقَدْ خَانَهُ» حسن - رواه أبو داود. عباد الله.. ومن أعظم الأمانات: الأمانة في مجالات الواجبات الاجتماعية؛ فقد ائتمَنَك الله تعالى على أبويك عند كِبَرِ سِنِّهما وضَعفِ قُوَّتِهِما، وعجزِهما عن القيام بشؤونهما؛ قال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].
وراجع الفتوى رقم: 134115. ولو افترضنا وقوع ذلك لاختل الأمر واضمحل، بل لبطلت الغاية التي من أجلها خلق الإنسان، وهي الابتلاء، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (هود: 7) وقال سبحانه: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (الملك: 2). ثم إنه لا يخفى أن التسليم لحكم الله وتفويض الأمر له، والرضا به ربا، والإيمان بقضائه وقدره، واليقين في حكمته التامة، ورحمته العامة، ولطفه الشامل، وعلمه الكامل ـ يحول بين العبد وبين هذه الوساوس، ويقطع على النفس تمردها وجموحها. فالحمد لله أولا وآخرا، باطنا وظاهرا. قال السعدي: فله الحمد تعالى، حيث ختم هذه الآية ـ يعني قوله تعالى: (ليعذب الله المنافقين.. ) ـ بهذين الاسمين الكريمين، الدالين على تمام مغفرة الله، وسعة رحمته، وعموم جوده، مع أن المحكوم عليهم، كثير منهم لم يستحق المغفرة والرحمة، لنفاقه وشركه. ان عرضنا الامانة على السماوات والارض. اهـ. ثم إننا ننبه على الانتحار أو الموت ليس عدما، وإنما هو انتقال من دار إلى دار، وراجع في ذلك الفتويين: 124040 ، 156323.
قالت: لا. ثم عرضها على الأرضين السبع الشداد ، التي شدت بالأوتاد ، وذللت بالمهاد ، قال: فقيل لها: هل تحملين الأمانة وما فيها ؟ قالت: وما فيها ؟ قال: قيل لها: إن أحسنت جزيت ، وإن أسأت عوقبت. ثم عرضها على الجبال الشم الشوامخ الصعاب الصلاب ، قال: قيل لها: هل تحملين الأمانة وما فيها ؟ قالت: وما فيها ؟ قال: قيل لها: إن أحسنت جزيت ، وإن أسأت عوقبت. وقال مقاتل بن حيان: إن الله حين خلق خلقه ، جمع بين الإنس والجن ، والسماوات والأرض والجبال ، فبدأ بالسماوات فعرض عليهن الأمانة وهي الطاعة ، فقال لهن: أتحملن هذه الأمانة ، ولكن على الفضل والكرامة والثواب في الجنة... ؟ فقلن: يا رب ، إنا لا نستطيع هذا الأمر ، وليست بنا قوة ، ولكنا لك مطيعين. ثم عرض الأمانة على الأرضين ، فقال لهن: أتحملن هذه الأمانة وتقبلنها مني ، وأعطيكن الفضل والكرامة ؟ فقلن: لا صبر لنا على هذا يا رب ولا نطيق ، ولكنا لك سامعين مطيعين ، لا نعصيك في شيء تأمرنا به. ثم قرب آدم فقال له: أتحمل هذه الأمانة وترعاها حق رعايتها ؟ فقال عند ذلك آدم: ما لي عندك ؟ قال: يا آدم ، إن أحسنت وأطعت ورعيت الأمانة ، فلك عندي الكرامة والفضل وحسن الثواب في الجنة.
[١١] عدم قتل النساء والصبيان حيث وُجِدَتِ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً في بَعْضِ تِلكَ المَغَازِي، (فَنَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ). [١٢] ما يقوم به من يخلف الغازي في أهله لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (... وما مِن رَجُلٍ مِنَ القاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ المُجاهِدِينَ في أهْلِهِ فَيَخُونُهُ فيهم، إلَّا وُقِفَ له يَومَ القِيامَةِ، فَيَأْخُذُ مِن عَمَلِهِ ما شاءَ، فَما ظَنُّكُمْ؟). [١٣] الأمانة في النصيحة وكتم الأسرار يقول -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ) ، [١٤] ويُعدَّ تقديم النصح للآخرين من الأمانة، فلا يطلب النصيحة إلّا من يحتاجها ليصلح حاله بها، وقد يطلب النصيحة لأمرٍ خاصٍّ لا يرغب في أن يعرفه أحد، فعلى الناصح أن يحفظ أمانته ولا ينشر سِرَّه أبداً. [١٥] قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا حدَّث رجلٌ رجلًا بِحَديثٍ ثمَّ التفَتَ؛ فهوَ أمانةٌ)، [١٦] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (المستشارُ مؤتمنٌ) ، [١٧] فعلى من يُعطي النصيحة أن يكون أميناً بها، فيعطي النصيحة بما يناسب حالُ طالبها، ولا ينصحه بما يضرُّه.