اقرأ أيضا: سبب نزول سورة الحشر تفسير سورة الجمعة من (9) إلى (11) ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)﴾ ﴿نُودِيَ﴾ أي نداء في القرآن الكريم بعده أمر عظيم قد يكون تكليف أو غير تكليف. والنداء المعتبر يوم الجمعة هو النداء بين يدي الخطيب. يعني الأذان الذي يؤذن عند صعود الخطيب المنبر أو بعد صعود الخطيب المنبر. ﴿فَاسْعَوْا﴾ السعي هنا معناه المُضي وهو المشي مع شيء من الهمة. كذلك يأتي السعي في القرآن بمعنى الفعل والعمل. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾. والسعي للجمعة يكون بترك الأشغال الدنيوية والاشتغال بأمر الآخرة ويبدأ الاشتغال بالمشي تجاه الجمعة. بحث تفسير سورة الجمعة. ﴿فَاسْعَوْا﴾ فعل أمر، ﴿وَذَرُوا﴾ فعل أمر، والأمر يقتضي الوجوب ما لم يصرفه صارف. وليس في الآية صارف يصرف الوجوب، لذلك النهي هنا للتحريم، والسعي هنا للوجوب. اقرأ أيضا: أحب اﻷعمال إلى الله فضل يوم الجمعة فالجمعة شعيرة من شعائر الإسلام وكذلك الجمعة صلاة، فيوم الجمعة أزكى أيام الأسبوع وسيدها.
ذات صلة تفسير سورة الجمعة شرح سورة الجمعة للأطفال تعريف سورة الجمعة سورة الجمعة سورةٌ مدنيَّةٌ، نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة المنوَّرة بعد الهجرة، ودليل مدنيَّتها رواية أبي هريرة لنزول هذه السُّورة، ومن المعلوم أنَّ إسلام أبي هريرة كان في المدينة المنوَّرة وليس قبل الهجرة، كما أنَّها تعرض أمراً يتعلَّق باليهود، وهم من أهل المدينة المنوَّرة. [١] وعدد آيات سورة الجمعة إحدى عشرة آيةً، وقد نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد سورة التَّحريم وقبل سورة التَّغابن، وقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كثيراً ما يقرأ هذه السُّورة وسورة المنافقون في صلاة الجمعة وفي ليلة الجمعة. سورة الجمعة - تفسير السعدي - طريق الإسلام. [٢] وتتناسب هذه السُّورة مع السُّورة السَّابقة لها وهي سورة المنافقون؛ بعدَّة وجوهٍ نذكرها فيما يأتي: [١] ذكر حال موسى مع قومه في سورة المنافقون، وفي سورة الجمعة ذكر حال النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أمَّته؛ ليبيِّن الفرق بين هاتين الأمِّتين. ذكر اليهود في هذه السُّورة يتلاءم مع ذكر نبيِّنا عيسى -عليه السَّلام- وقومه في السُّورة السَّابقة لها. ختم سورة المنافقون بذكر الجهاد وبيان أنَّّه تجارة، وأمر الله -تعالى- في هذه السُّورة بإقامة الجُمَع ونعتها بالتِّجارة؛ ليدلَّ على أنَّها خير ربحٍ دنيويٍّ يسعى إليه المرء.
السؤال السؤال: نستفسر عن الآية الكريمة في قول الحقِّ -تبارك وتعالى- في سورة الجمعة: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). الاحابة الجواب: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين.
فإن { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} من اشتغالكم بالبيع، وتفويتكم الصلاة الفريضة، التي هي من آكد الفروض. { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أن ما عند الله خير وأبقى، وأن من آثر الدنيا على الدين، فقد خسر الخسارة الحقيقية، من حيث ظن أنه يربح، وهذا الأمر بترك البيع مؤقت مدة الصلاة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجمعة - الآية 2. { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} لطلب المكاسب والتجارات ولما كان الاشتغال في التجارة، مظنة الغفلة عن ذكر الله، أمر الله بالإكثار من ذكره، فقال: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} أي في حال قيامكم وقعودكم وعلى جنوبكم، { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فإن الإكثار من ذكر الله أكبر أسباب الفلاح. { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} أي: خرجوا من المسجد، حرصًا على ذلك اللهو، و [تلك] التجارة، وتركوا الخير، { وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} تخطب الناس، وذلك [في] يوم جمعة، بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس، إذ قدم المدينة، عير تحمل تجارة، فلما سمع الناس بها، وهم في المسجد، انفضوا من المسجد، وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب استعجالًا لما لا ينبغي أن يستعجل له، وترك أدب، { قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ} من الأجر والثواب، لمن لازم الخير وصبر نفسه على عبادة الله.
[١] وكذلك ليعلمهم كلّ علم ينفعهم، فقد كان العرب يعيشون قبل الإسلام حياة مظلمة وغير منظّمة، فلم يكن لديهم ما ينظّم عقيدتهم، أو أخلاقهم، أو معاملاتهم، فمنّ الله -تعالى- عليهم بإرسال نبيّه محمّد لدعوتهم للهداية، وقد حفظ الله -تعالى- رسالة الإسلام، حتى بلغت العرب والعجم، وبلغت من كان في عهد النبيّ والأجيال التي جاءت بعد ذلك على مرّ العصور. تفسير سورة الجمعة 1-5. [١] اليهود وانحرافهم عن شريعة الله ونهايتهم بعدما بيّن الله -تعالى- فضله العظيم على الأمّة؛ حيث بعث فيها رسولًا أميّاً منهم، وميّزهم الله -تعالى- عن غيرهم، وجعلهم أمّة متقدّمة، تتنافس مع باقي الأمم، وتفوّقت على جميع الطوائف، بيّن حال اليهود الذين يظنّون أنفسهم علماء لا يسبقهم أحد، فضرب الله -تعالى- بهم مثلًا، حيث كان قد أمرهم الله -تعالى- بتعلّم التوراة والعمل بما فيها من أحكام. [٢] فلم يفعلوا ما أمرهم بهم، فلم يكن لهم أيّ فضل على غيرهم، فشبّههم بالحمار الذي يحمل فوق ظهره كتبًا متنوّعة من العلم، فلا يعلم ما فيها ولا يستفيد منها شيئًا، فكذلك حال علماء اليهود لم يستفيدوا من التّوراة شيئًا ولم يُعلي لهم الله -تعالى- بها شأنًا. [٢] وقد وصف الله اليهود بانحرافهم عن شريعة الله وعدم اتّباع ما جاء في التوراة أبشع الأوصاف.