وكان كثير الصوم والصمت فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما. ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول". ب- حالنا يفطَّر الأكباد في معاملاتنا: سواء كانت معاملاتنا مع الرب أو معاملاتنا مع العبد، أما مع الرب ففرطنا فيها أشد تفريط. فأين الشوق إلى رؤيته سبحانه ولقائه؟ فمن أحب الله بكى خوفًا من فوات قربه. ومن خاف من الله بكى من ذنوبه. ومن رجا الله بكى رجاء رحمته. وهذه هي مقامات الإيمان الثلاثة: الحب، والخوف، والرجاء. فلما ذهبت هذه المقامات تركنا البكاء من خشية الله – تعالى – لأنه كما قال أبو سليمان الداراني – رحمه الله تعالى -: لكل شيء علم، وعلامة الخذلان ترك البكاء، ولكل شيء صدأ، وصدأ القلب الشَّبع (سير أعلام النبلاء). فأين البكاء وأين البكاؤون ؟! أما في الآخرة فلقد جعل الله – تعالى – البكاء من خشيته – سبحانه – سببًا من أسباب وقاية حرَّ الشمس يوم القيامة، وما أشد هذا الحر! فعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « تُدْني الشمسُ ، يومَ القيامةِ ، مِنَ الخلقِ ، حتى تكونَ منهمْ كمقدارِ ميلٍ ، قال سليمُ بنُ عامرٍ: فواللهِ! ما أدري ما يعني بالميلِ ؟ أمسافةُ الأرضِ ، أمْ الميلُ الذي تَكتحلُ بهِ العينُ ، قال: فيكونُ الناسُ على قدرِ أعمالِهمْ في العرقِ ، فمنهمْ مَنْ يكونُ إلى كعبيهِ ، ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى ركبتيهِ ، ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى حقويهِ ، ومنهمْ مَنْ يُلجمُهُ العرقُ إلجامًا ، قال وأشارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِهِ إلى فيهِ ( رواه مسلم).
كيف تبكي من خشية الله؟ السؤال: أنا رجل لي عين لا تدمع فكيف أجعلها تدمع من خشيه الله تحقيقا للحديث " عينان لا تمسهما النار - وذكر " عين بكت من خشية الله " ؟. الجواب: الحمد لله لا شك أخي السائل أن هذا الشعور منك بالتأسف على فوات هذا الخير علامة ومؤشر على خير كبير ، وأعلم ـ أخي ـ أن المسلم يستطيع أن يعوِّد نفسه على البكاء من خشية الله ، وذلك من خلال هذه المحطات: 1. استشعار الخوف من الله تعالى. إن هذا البكاءُ ثمرةُ العلمِ النافع ، كما قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: ( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ) الإسراء/109: " هذه مبالغةٌ في صفتهم ومدحٌ لهم ؛ وحُقَّ لكلّ من توسّم بالعلم وحصّل منه شيئاً أن يجري إلى هذه المرتبة ؛ فيخشع عند استماع القرآن ويتواضع ويذلّ ، وفي مسند الدّارميّ عن أبي محمد عن التَّيْميّ قال: من أُوتيَ من العلم ما لم يبُْكِهِ لخليقٌ ألا يكون أُوتي علماً ؛ لأن الله تعالى نعت العلماء ، ثم تلا هذه الآية ،... ". " الجامع لأحكام القرآن " 10/341-342. 2. قراءة القرآن وتدبر معانيه.
البكاء من خشية الله الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد: فإن البكاء من خشية الله دليلٌ على إيمان العبد وخوفه من الله، قال تعالى: ﴿ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [الإسراء: 107 - 109]. وقال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [مريم: 58]. وقد أثنى الله على المؤمنين أصحاب القلوب الرقيقة، الذين لا يملكون أنفسهم من الدمع عند سماعِ آياتِ الرَّحمنِ، أو خوفِ فواتِ عملٍ صالحٍ يُحِبُّونَهُ، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83].
وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً، فقيل له: ما بكاؤك؟ فقال: لا أدري على ما أقدم، أعلى رضا أم على سخط؟ وقال سعد بن الأخرم: كنت أمشي مع ابن مسعود فمَّر بالحدَّادين و قد أخرجوا حديدا من النار فقام ينظر إلى الحديد المذاب ويبكي. وما هذا البكاء إلا لعلمهم بأن الأمر جد والحساب قادم ولا يغادر صغيره ولا كبيره إلا أحصاها. فيا أخي: امنع جـفونك أن تذوق مناما وذَرِ الدموع على الخدود سجاما واعلم بأنـك ميـت ومحاسب يا من على سخط الجليل أقاما لله قـومٌ أخلصـوا في حبه فرضى بهم واختصهم خـداما قومٌ إذا جن الظلام عليهم باتوا هنالك سجداً و قياما فاحفظ عينيك أخي الحبيب من النار بكثرة البكاء من خشية الله تعالى
[ رواه البخاري ( 629) ومسلم ( 1031)] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله)). [ رواه الترمذي ( 1639) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1338)] وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران: فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله)) [ رواه الترمذي ( 1669) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1363)] وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما " لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار! ". وقال كعب الأحبار "لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً"............................................ من موقع أدكر الله......................................................... 05-10-2006, 10:59 PM #2 جززززززززززااااااااااااااااااااك الله خيرا الجزاااااااء اخي الفااااااااااااااااااااضل مواضيع مشابهه الردود: 24 اخر موضوع: 08-08-2008, 10:35 PM الردود: 0 اخر موضوع: 24-01-2007, 09:15 AM اخر موضوع: 20-09-2006, 09:24 PM اخر موضوع: 07-11-2002, 05:34 AM الردود: 11 اخر موضوع: 07-04-2002, 09:08 AM أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0 There are no members to list at the moment.
الروابط المفضلة الروابط المفضلة
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا مكان نزول سورة الإخلاص تعددت آراء العلماءُ في مكان نزول سورة الإخلاص؛ وذلك لِتَنوُّعِ الرواياتِ التي وردت في سبب نزولها، وقد ذكَرَ الشّوكاني في كتابه "فتح القدير" مبيناً ذلك بقوله: "هِيَ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَالْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَعِكْرِمَةَ وَجَابِرٍ، وَمَدَنِيَّةٌ فِي أَحَدِ قَوْلَيِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ وَالسُّدِّيِّ". [١] وقال النسفي في تفسيره: "سورة الإخلاص أربع آيات مكية عند الجمهور، وقيل مدنية عند أهل البصرة"، [٢] وقد رجَّح العُلماء أنها مكيَّة وذلك مُتفقٌ مع صفات وخصائص السور المكيَّة؛ حيث إنَّها من قِصار السُّور، وجاءت لترسيخ العقيدة، وإثبات وحدانية الله -عز وجل-، وتنزيهه عن الشريك والمثيل. تفسير سورة الاخلاص وما سبب نزول سورة الإخلاص - موقع محتويات. سبب تسمية سورة الإخلاص سورة الإخلاص من السور الَّتي لها مكانةٌ عظيمةٌ بين سور القرآن الكريم؛ لأن قراءَتُها تعدل قراءة ثلث القرآن بالأجر، وذكر الشيخ ابن العثيمين في تفسير سورة الإخلاص أنها سميت بهذا الاسم؛ لأنها تضمنت الإخلاص لله -عز وجل-. [٣] وإنَّ من آمن بها فهو مخلص؛ أي أن الإنسان إذا قرأها مؤمنًا بها فقد أخلص لله -عز وجل-، أو لأنها مُخلَصة -بفتح اللام-، لأن الله -تعالى- أخلصها لنفسه، فلم يذكر فيها شيئا من الأحكام، ولا شيئا من الأخبار عن غيره.
قوله -تعالى-:"وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ": فالله -تعالى- لا يُكافئه أحد ولا يُجاريه أحدٌ، فقد سمى وتسامى عن جميع الخلق، وكيف لا؟ وهو خالقهم ومُصوّرهم في أحسن تقويم. شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الإخلاص معلومات عن سورة الإخلاص سورة الإخلاص من السُّور المكيّة، والسورة المكيّة هي التي نزلت قبل هجرة النبيّ-صلى الله عليه وسلّم- ولو بغير مكّة، وهي من سُور المُفصّل، وتبلغ عدد آيات السّورة الكريمة أربع آيات، ابتدأت بفعل الأمر "قُل"، وأما ترتيبها من حيث النُّزُول فقد نزلت بعد سورة النّاس، وأمّا ترتيبها بين سور القرآن؛ فتحتلّ المرتبة مائة واثني عشر في ترتيب سور القُرآن وقد جاءت بعد سُورة المسد وقبل سورة الفلق، ونصّ السُّورة الكريمة:" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4).
سورة الاخلاص: هي أحد السور المكية التي انزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي من السور الصغيرة التي تتكون من أربعة آيات، ويبلغ عدد كلماتها خمسة عشر آية، ويبلغ عدد حروفها سبعة وأربعون حرفا، وتقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم في جزء عم، وهي السورة رقم مائة وأثنى عشر، وقد نزلت بعد سورة الناس. فضل سورة الإخلاص: – على الرغم من صغر عدد آيات سورة الاخلاص إلا أنها من السور التي لها فضل عظيم، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءتها ووصفها أن كثلث القرآن الكريم حيث قال (أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟) وكان يقصد سورة الإخلاص، وهي من السور التي كان يقرأها الرسول مع المعوزتين وهي من الأذكار النبوية. – وهي من السور التي إذا أحبها شخص بصدق أحبه الله تعالى، حيث قالت عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ (قل هو الله أحد)، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟) فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخبروه أن الله يحبه).