كما يتم صب الماء على مؤخرة رأس الشخص المحسود وعلى كتفه وفي غفلة منه مه مراعاة عدم تركه لفترة طويلة.
الحمد لله. تقدم الكلام على الحسد والعين والفرق بينهما وطرق العلاج لمن أصيب بذلك ، وينظر: سؤال رقم ( 20954)ورقم ( 7190)ورقم ( 45659) والعين تقع من الكافر كما تقع من المسلم ، قال تعالى: ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ) القلم/51. قال السدي: يصيبونك بعيونهم. تفسير البغوي (8/ 202). ويدلّ عليه عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الْعَيْنُ حَقٌّ) رواه البخاري (5740) ومسلم (2187). وإذا عُرف العائن أمر بالاغتسال أو الوضوء ، وأخذ ماؤه وصب على المعيون. يكفي في علاج العين أن يؤخذ شيء مما باشر جسد العائن ويوضع في الماء - الإسلام سؤال وجواب. ولعل مبعث هذا السؤال أن الكافر لا يصح وضوؤه ولا غسله ، وهذا صحيح ، لكن لا يلزم في الرقية أن يتوضأ العائن وضوءا كاملا ، ولا أن يغتسل الاغتسال المشروع ، بل يكفي أن يغسل شيئا من بدنه ، أو ما يباشر بدنه كالفانيلة أو الطقية ، بل لو أُخذ التراب الرطب الذي مشى عليه ، أو المناديل التي استعملها ونحو ذلك ، ووضعت في الماء ، كان ذلك نافعا بإذن الله. جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/ 548): " إذا علم المعيون من أصابه بعينه ، فإنه يشرع له أن يطلب منه أن يغسل وجهه ويديه وداخلة إزاره في إناء ، ثم يغتسل المَعين بذلك " انتهى. وجاء فيها (1/ 274): " وإذا علم أن إنسانا أصابه بعينه أو شك في إصابته بعين أحد فإنه يؤمر العائن أن يغتسل لأخيه فيحضر له إناء به ماء فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله "انتهى.
رواه مالك وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني... قال الباجي في شرح الموطأ: قوله صلى الله عليه وسلم: هل تتهمون له أحداً. يريد أن يكون أحد أصابه بالعين. انتهى. وعلى ذلك فالسائلة قد أصابت عندما طلبت الاغتسال لابنها المحسود، وخصوصاً ممن هي على يقين من أنه الحاسد وما فعلته أمر لا حرج فيه، بل هو ثابت في السنة الغراء، لا سيما وقد تحرت تطييب خواطر أقاربها عندما لم تخص المرأة التي تتهمها بهذا الأمر، وإنما اللوم والحرج والإثم على هذه المرأة المتهمة بالحسد، لوقوع ذلك منها ابتداء، ولكونها امتنعت عن الاغتسال بعد ذلك، وهي مأمورة به شرعاً، إن كانت هي العائنة، والأحاديث السابقة واضحة الدلالة على ذلك؛ وقد تغيظ النبي صلى الله عليه وسلم على عامر ـرضي الله عنه ـ وسمى فعله قتلاً؛ فقال:... علام يقتل أحدكم أخاه.. ؟! قال القاري في مرقاة المفاتيح: فيه دلالة على أن للعائن اختياراً ما في الإصابة أو في دفعها. وقال ابن عبد البر في التمهيد: في هذا الحديث دليل على أن العائن يجبر على الاغتسال للمعين. وفيه أن النشرة وشبهها لا بأس بها، وقد ينتفع بها. وقال ابن حجر في فتح الباري: أمر العائن بالاغتسال عند طلب المعيون منه ذلك فيه إشارة إلى أن الاغتسال لذلك كان معلوما بينهم، فأمرهم أن لا يمتنعوا منه إذا أريد منهم، وأدنى ما في ذلك رفع الوهم الحاصل في ذلك، وظاهر الأمر الوجوب، وحكى المازري فيه خلافا وصحح الوجوب وقال: متى خشي الهلاك وكان اغتسال العائن مما جرت العادة بالشفاء به فإنه يتعين، وقد تقرر أنه يجبر على بذل الطعام للمضطر وهذا أولى.
فعلينا ألا نيئَس من أنفسنا، وألا نهلع ونحسب أننا هلكنا، أو أننا لم نعد نصلح لشيء عظيم أبدًا! ولكن علينا في الوقت ذاته ألا نقف إلى جوار ضَعفنا؛ لأنه من فطرتنا البشرية! ونصر عليه؛ لأنه يقع لمن هم خير منا! من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه. هنالك العروة الوثقى، عروة السماء، وعلينا أن نستمسك بها؛ لننهض من الكبوة، ونسترد الثقة والطمأنينة، ونتخذ من الزلزال بشيرًا بالنصر، فنثبت ونستقر، ونقوى ونطمئن، ونسير في الطريق، وهذا هو التوازن الذي صاغ ذلك النموذج الفريد في صدر الإسلام، النموذج الذي يذكر عنه القرآن الكريم مواقفه الماضية وحسن بلائه وجهاده، وثباته على عهده مع الله، فمنهم من لقيه، ومنهم من ينتظر أن يلقاه: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]. هذا في مقابل ذلك النموذج الكريه، نموذج الذين عاهدوا الله من قبل لا يُولون الأدبار، ثم لم يوفوا بعهد الله: ﴿ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولًا ﴾ [الأحزاب: 15]، وهذه الصورة الوضيئة لهذا النموذج من المؤمنين، تذكر هنا تكملة لصورة الإيمان، في مقابل صورة النفاق والضعف، ونقض العهد من ذلك الفريق، لتتم المقابلة في معرض التربية بالأحداث وبالقرآن.
شكرا لكم أخي الفاضل المفيد على هذا الموضوع القيم وموفق إن شاء الله تعالى: إنّ شهادة الإمام الحسين (عليه السلام):: هي وجودٌ جديدٌ في فناء شريف ومقدّس. وفناء لوجود يعقبه بقاءً للقيمة وثبوتاً واقعيّا للفكرة كبقاء الإنعتاق من ربقة الطاغوت وبقاء العدالة والإحسان في المجتمع. فهكذا كان يفعل الإمام الحسين/ع/ ويصنع في عودته بالمجتمع إلى الحق وساحته ومنهاجه... إنّ الإمام الحسين(ع) منح وجوه الشريف بالكامل منحا إراديا وإختياريا لله تعالى ولنظام الحق في البشرية في عملية واحدة وسريعة من أجل إبقاء شريعة الأسلام الأصيل وعقدياته الحقة. ومن الطبيعي أن تسري قُدسيّة ألله تعالى الذي هو أولى بالحق إلى كيانية الإمام الحسين (ع). فالإمام الحسين (ع) بصنعه هذا ما عادَ فردا واحدا بل تحول إلى فكرمقدس سرى مفعوله في مديات الزمان والحياة والمجتمع بصورة جليّة. وجعل من الحسين(ع) مُحرّكا قيميا في الميدان وجوديا وباعثاً إلى النهوض بالحق وأهل الحق. من المؤمنين رجال صدقو. وصيّرت الشهادة الحسينية الشريفة الإمام الحسين (ع) مُعادلاً بل ما يفوق المُعادل القيمي لمفاهيم الحق والعدالة والأصلاح المجتمعية. فسلامٌ على الحسين/ع/ في العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقيل: النحب الموت ، أي مات على ما عاهد عليه ؛ عن ابن عباس. والنحب أيضا الوقت والمدة يقال: قضى فلان نحبه إذا مات. وقال ذو الرمة: عشية فر الحارثيون بعدما قضى نحبه في ملتقى الخيل هوبر والنحب أيضا الحاجة والهمة ، يقول قائلهم ما لي عندهم نحب ، وليس المراد بالآية. والمعنى في هذا الموضع بالنحب النذر كما قدمنا أولا ، أي منهم من بذل جهده على الوفاء بعهده حتى قتل ، مثل حمزة وسعد بن معاذ وأنس بن النضر وغيرهم. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ومنهم من ينتظر الشهادة وما بدلوا عهدهم ونذرهم. وقد روي عن ابن عباس أنه قرأ ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من بدل تبديلا). قال أبو بكر الأنباري: وهذا الحديث عند أهل العلم مردود ، لخلافه الإجماع ، ولأن فيه طعنا على المؤمنين والرجال الذين مدحهم الله وشرفهم بالصدق والوفاء ، فما يعرف فيهم مغير وما وجد من جماعتهم مبدل ، رضي الله عنهم.