يخطئ من يظن أن الجاهل هو الذي لا يعلم، لأن من لا يعلم هو الأمي، أما الجاهل فهو من يعلم قضية تخالف الواقع. 219 من: (باب العفو والإِعراض عن الجاهلين). ونلحظ أن المشكلات لا تأتي من الأميين الذي لا يعلمون، فالأمي من هؤلاء يصدق أي قضية تحدثه عنها وتكون مقبولة بالفطرة؛ لأنه لا يملك بديلاً لها، أما الجاهل فهو من يعلم قضية مخالفة للواقع، ويحتاج إلى تغيير علمه بتلك القضية، والخطوة الثانية أن تقنعه بالقضية الصحيحة. والحق هنا يوضح: أعرضْ عن الجاهل الذي يعتقد قضية مخالفة للواقع ويتعصب لها، وأنت حين تعرض عن الجاهل، يجب ألا تماريه، أي لا تجادله؛ لأن الجدل معه لن يؤدي إلى نتيجة مفيدة؛ لذلك أقول لكل من يواجه قضية التدين ولم يقرأ عن الدين كتاباً واحداً، وقرأ في كتب الانحراف عن الدين المئات، أقول له: كما قرأت فيما يناهض الدين مئات الكتب، فمن الحكمة يجب عليك أن تكون عادلاً ومنصفاً فتقرأ في مجال التدين بعض الكتب الخاصة به مثلما قرأت في غيرها. وإن أردت أن تبحث قضية الدين بحثاً منطقياً يصحح لك عقيدتك، فعليك أن تخْرِج كل الاقتناعات المسبقة من قلبك ووجدانك. وتدرس الأمرين بعيداً عن قلبك، ثم أدخل إلى قلبك الأمر الذي ترتاح إليه، لكن لا تحتفظ في قلبك بقضية وتناهض منطوقها بظاهر لسانك.
في يوم من الأيام كنت في مجلس في الجامعة يضم نخبة من الزملاء من أهل العلم والفضل، ودار الحديث عن كيفية تلقي الإساءة، والتعامل معها إذا صدرت من سفيه لا يحسب حسابه فيما يقول، فتباينت أجوبة الحاضرين، فكان أسدها - في نظري - إجابةً أجابها أحدهم بقوله: العلاج يوجد في قوله تعالى: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}. فلما انفض ذلك المجلس صرت أتفكر في تلك الآية العظيمة التي تعد بلسماً لكثير من الأدواء التي يبتلى بها كثير من العقلاء، حيث يبتلون بمن لا خلاق لهم من السفهاء الذين يثيرون حولهم الغبار، ويسيئون إليهم بالكلام البذي المؤذي. ويكثر ذلك في بعض الدوائر التي تضم خليطاً من الناس، كما يشيع في مجتمعات الطلاب والمعلمين. وأعرض عن الجاهلين وقل سلاما. وخير علاج لتلك الإساءات هو الإعراض عن الجاهلين، فمن أعرض عنهم حمى عرضه، وأراح نفسه، وسلم من سماع ما يؤذيه. قال - عز وجل -: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}. فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ الرجل على نفسه عزتها، إذ يرفعها عن الطائفة التي تلذ المهاترة والإقذاع، قال بعض الشعراء: إني لأعرض عن أشياء أسمعها حتى يقول رجال إن بي حمقا أخشى جواب سفيهٍ لا حياء له فسلٍ يظنُّ أناسٌ أنه صدقا وقال أبو العتاهية: والصمت للمرء الحليم وقاية ينفي بها عن عرضه ما يكره فكل السفيه إلى السفاهة وانتصف بالحلم أو بالصمت ممن يسفه والعرب تقول: (إن من ابتغاء الخير اتقاء الشر).
وأثر الشعبي رواه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشرف ص224 (259)، وكذلك الحافظ المزي في تهذيب الكمال 14/38، وابن عساكر في تاريخه 25/381، و384، يذكر نحوه في تفسير ابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما للآية (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة)، انظر معاني القرآن 6/269، ومداراة الناس لابن أبي الدنيا ص53، وقد رواه غير واحد عن زين العابدين علي بن الحسين منهم المزي في تهذيب الكمال 20/397، وانظر صفة الصفوة 2/94، والكبائر للذهبي ص160. وأثر عائشة ذكره صاحب الكشاف وتلقاه عنه المفسرون ولم أجده مسنداً. [6] ينظر الخبر في تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر، 24/331، وقد ذكره غير واحد في ترجمته. [7] يذكر هذا عن علي بن الحسين زين العابدين، ذكره ابن كثير في ترجمته من البداية والنهاية، 9/105. [8] ينظر تاريخ مدينة دمشق 45/206. خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. [9] ينظر وفيات الأعيان 3/69. [10] رواه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف ص192(188)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمته 61/299، والسند فيه مجهول إلاّ أن المهلب اشتهر بالحلم ومن ترجم له ساق أخباراً شتى تدل على إعراضه عن الجاهلين. [11] والشيخ المذكور أحسبه من أفراد أساتذة التربية في هذا العصر، شيخنا ناصر بن سليمان العمر حفظه الله.
فبين الصادق المصدوق: أن الله لا يزيد العبد بالعفو إلا عزًّا، وأنه لا تنقص صدقة من مال، وأنه ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. وهذا رد لما يظنه من يتبع الظن، وما تهوى الأنفس من أن العفو يذله، والصدقة تنقص ماله، والتواضع يخفضه. وفي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا له، ولا امرأة، ولا دابة، ولا شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه قط شيء فانتقم لنفسه؛ إلا أن تنتهك محارم الله، فإذا انتهكت محارم الله، لم يقم لغضبه شيء، حتى ينتقم لله. وخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن -وهو أكمل الأخلاق-، وقد كان من خلقه أنه لا ينتقم لنفسه، وإذا انتهكت محارم الله، لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم لله، فيعفو عن حقه، ويستوفي حق ربه. بسمة وهبة بهجوم عنيف على إبراهيم عيسى وهذا ما قالته. من مجموع الفتاوى. الثاني: أن العفو عن المسيء وإن كان أفضل وأحب إلى الله من الانتصار والأخذ بالحق، إلا أنه مستحب، وليس بواجب أصلًا. ثم إن الانتصار قد يكون في أحوال عارضة أفضل من العفو، فإن كان العفو ينجم عنه مفسدة، من زيادة عدوان المسيء، ونحو ذلك، فهو غير مشروع حينئذ، قال ابن تيمية: والرحمة يحصل بها نفع العباد، فعلى العبد أن يقصد الرحمة، والإحسان، والنفع، لكن للاحتياج إلى دفع الظلم، شُرعت العقوبات، وعلى المقيم لها أن يقصد بها النفع، والإحسان، كما يقصد الوالد بعقوبة ولده، والطبيب بدواء المريض.
وشَتَمَ رَجلٌ الأحنفَ، وجَعَلَ يَتبعُه حتى بَلَغَ حَيَّه، فقال الأحنفُ: يا هذا إنْ كان بَقِيَ في نفسِك شيءٌ؛ فهاتِه وانْصرف؛ لا يَسْمَعْكَ بعضُ سفهائِنا، فَتَلْقَى ما تَكْرَه. وأَسمَعَ رَجلٌ ابنَ هُبَيرةَ فأَعرَضَ عنه، فقال: إياك أَعْني، فقال له: وعَنك أغضي. رابعا: أنْ يَستحضرَ أنّ مجاراةَ السفهاءِ شرٌّ وبلاء، فهناك مَن إذا ابتُلي بسفيهٍ ساقِط لا خلاقَ له، ولا مروءة فيه - أَخَذَ يجاريه في سَفهِهِ وقِيلِهِ وقالِه، مما يجعلُه عُرضةً لِسماعِ ما لا يُرضيه؛ مِن ساقطِ القولِ ومرذولِه، فيُصبِحُ بذلك مُساويًا للسفيه؛ إذ نَزَلَ إليه، وانحطَّ إلى رتبتِه. إذا جاريت في خلق دنيا.... وأعرض عن الجاهلين - موقع مقالات إسلام ويب. فأنت ومن تجاريه سواء قال الأحنفُ بن قيس: مَن لم يَصبر على كلمةٍ سَمِعَ كلمات، وَرُبَّ غَيظٍ تجرعته مخافة ما هو أشدُّ منه. خامسًا: الإِعراضِ عن الجاهلين إكرام للنفس، فيُكرِمُ المرء نفسَه بذلك، ويُكرِمُ قرابةَ السفيهِ الأبرياءِ الأعزاء؛ لأنهم لا ذنبَ لهم، ولهذا قيل: لأجل عينٍ تُكْرَمُ أَلْفُ عين". وقد يَظُنُّ ظانٌّ أنَّ الإِعراضَ عن الجاهلِ والإغضاءَ عن إساءتِهِ - مع القدرةِ عليه مُوجِبٌ للذِّلَّةِ والمهانة، وأنه قد يجر إلى تَطَاوُلِ السفهاء!
ويمكنك الإطلاع على المزيد من المعلومات عن طبقات الأرض في المقال التالي من الموسوعة العربية الشاملة: قارن بين اللب الداخلي واللب الخارجي المراجع 1
اللب تقع طبقة اللب أسفل طبقة الستار أو الوشاح وتمثل مركز الكرة الأرضية، وهي طبقة معدنية مكونة من الحديد والنيكل. يتكون اللب من طبقة اللب الخارجي واللب الخارجي، وتحتوي طبقة اللب الداخلي على مواد صلبة، أما اللب الخارجي فيتشكل من مواد سائلة. تتراوح درجات الحرارة في اللب ما بين 2200 إلى 5000 درجة مئوية. أنواع طبقات الأرض وفقًا للخصائص الميكانيكية الغلاف الصخري يعد الغلاف الصخري الطبقة الخارجية لكوكب الأرض، ويتشكل من نسبة كبيرة من الصخور، ونسبة أقل من المواد المنصهرة التي تتشكل أسفل البراكين. ينقسم الغلاف الصخري إلى طبقتين أساسيتين وهما: طبقة القشرة الأرضية، طبقة الستار. أي أجزاء الأرض أكبر - موسوعة. يمثل الغلاف الصخري عامل أساسي في تكوين الصفائح التكتونية وهي الصفائح التي تطفو على طبقة الستار الغلاف المائع هو الغلاف الذي يلي الغلاف الصخري ويتشكل صخور منصهرة بشكل غير كامل بسبب تعرضها الدائم لارتفاع درجات الحرارة. يقع الغلاف المائع في عمق يتراوح ما بين 100 كم إلى 350 كم، ومنه تتدفق مواد الصهارة من الغازات والصخور. يرتبط الغلاف المائع الغلاف بظاهرة البراكين في الأرض، حيث أنها تتعرض لدرجة عالية من الضغط من قبل الصفائح التكتونية.