قال الإمام الخرائطي في ( اعتلال القلوب): حدثنا أبو بدر الغبري قال: حدثنا علي بن حميد قال: حدثنا صالح المري ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله عز وجل لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ".

اوقات لا ترد فيها دعوه العبد ادعوا الله وانتم موقنين بالاجابه - Youtube

القوس الرخو هذا لو رميت به تسقط تحتك، ما تصل، أو يخرج منه خروجًا ضعيفًا. أو لحصول مانع من موانع الإجابة؛ كأكل الحرام، الظلم، الذنوب، استيلاء الغفلة والشهوة واللهو. 00:02:01 وقوله ﷺ: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة هذا موافق لقوله تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُلاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف: 55]. (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) - YouTube. قال ابن جرير: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا يعني تذللاً واستكانة وَخُفْيَةً يعني بخشوع قلب، وصحة يقين [ينظر: جامعالبيان في تأويل القرآن: 12/485]. الدعاء مع اليقين بالإجابة: وفي الحديث: الحث على الدعاء مع اليقين بالإجابة، اليقين هذا من أعمال القلب، والدعاء من أكرم الأمور على الله؛ كما قال ﷺ: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء وليس شيء من الأذكار والعبادات أفضل عند الله من الدعاء؛ لأن فيه إظهار فقر، إظهار الحاجة لله، الله يحب من عبده يتمسكن ويظهر تذلله وفقره، يقول: أنت الغني، وأنا الفقير، أنت القوي وأنا الضعيف، والله يحب التذلل والاعتراف بالذنب، وأن يعترف العبد بقدرة الله عليه، هذه أشياء لو جاءت في الدعاء، هذه من أسباب الإجابة: إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [القصص: 24] أنا فقير يا رب إلى الخير النازل من عندك!

(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) - Youtube

قال: ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه، موقنا بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه، فهذا هو اليأس من رحمة الله، وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وكل إلى ما ظن، كما في بعض طرق الحديث المذكور: (فليظن بي عبدي ما شاء). قال: وأما ظن المغفرة مع الإصرار، فذلك محض الجهل والغِرَّة [أي: الغفلة] ، وهو يجر إلى مذهب المرجئة" انتهى نقلا من تحفة الأحوذي (7/ 54). وينظر في شروط إجابة الدعاء ، وموانعه: جواب السؤال رقم ( 13506) ورقم ( 5113) ورقم ( 130713). ثانيا: قولك عند استمرار المصائب: " إن حدثت مصائب سأقبل بالقدر، لعلها تنتهي بخير" لا يعتبر شكا في قدرة الله تعالى، بل فيه الاعتراف بتقدير الله تعالى، وحسن الظن به، والرجاء أن تكون العاقبة خيرا. الدرر السنية. وليعلم أن عدم تعجيل الإجابة ، وعدم تحقق ما دعا به العبد ربه: هو من البلاء الذي يبتلي به الله عباده ، ويختبره صبرهم وإيمانهم به. وقد نقلنا كلاما نفيسا للإمام ابن الجوزي رحمه الله ، في هذا المعنى ، في جواب السؤال رقم ( 127017). فدع عنك الوساوس، واستمر في دعاء الله تعالى وسؤاله، فإنه يجيب دعوة المضطر، ويحب الملحّين في الدعاء، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.

الدرر السنية

انتهى وقال الطيبي -رحمه الله- في الكلام على هذا الحديث: قال التوربشتي: فيه وجهان: أحدهما، أن يقال: كونوا أوان الدعاء على حالة تستحقون منها الإجابة، وذلك بإتيان المعروف، واجتناب المنكر، وغير ذلك من مراعاة أركان الدعاء وآدابه، حتى تكون الإجابة على قلبه أغلب من الرد، وثانيهما: أن يقال: ادعوه معتقدين لوقوع الإجابة؛ لأن الداعي إذا لم يكن متحققًا في الرجاء لم يكن رجاؤه صادقًا، وإذا لم يكن الرجاء صادقًا، لم يكن الدعاء خالصًا، والداعي مخلصًا، فإن الرجاء هو الباعث على الطلب، ولا يتحقق الفرع إلا بتحقق الأصل.

قال في تحفة الأحوذي (9/ 316): " قوله: (وأنتم موقنون بالإجابة) أي والحال أنكم موقنون بها، أي كونوا عند الدعاء على حالة تستحقون بها الإجابة، من إتيان المعروف واجتناب المنكر، ورعاية شروط الدعاء، كحضور القلب وترصد الأزمنة الشريفة والأمكنة المنيفة ، واغتنام الأحوال اللطيفة ، كالسجود ، إلى غير ذلك، حتى تكون الإجابة على قلوبكم أغلب من الرد. أو أراد: وأنتم معتقدون أن الله لا يُخَيِّبكم؛ لسعة كرمه وكمال قدرته وإحاطة علمه، لتحقق صدق الرجاء ، وخلوص الدعاء؛ لأن الداعي ما لم يكن رجاؤه واثقا لم يكن دعاؤه صادقا" انتهى. والمؤمن لا يشك في قدرة الله تعالى، لأن الشك في القدرة كفر، لكن قد يظن أن الله لن يجيب دعاءه لكونه لا يستحق الإجابة مثلا، أو لم يستجمع شروط قبول الدعاء. فينبغي أن يدع هذا الظن، وأن يقبل بقلبه على ربه، وأن يَعظم رجاؤه وتفاؤله؛ لأن الله عند ظن عبده به كما جاء في الحديث، مع الاجتهاد في تحقيق شرائط الإجابة. "قال القرطبي في "المفهم": "قيل معنى ظن عبد بي: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها، تمسكا بصادق وعده. قال: ويؤيده قوله في الحديث الآخر: (ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة).

انتهى فظهر لك بهذا أنه لا تنافي بين الحديث وبين ضرورة الجمع في العبادة بين الخوف والرجاء. والله أعلم