5- أن تسري الهدنة ثلاث سنواتٍ، بعدها يحقّ لكلِّ طرفٍ استكمال الحرب. وبهذا انتهت أشهَرَ حملة صليبية أخيرًا ورسميًّا، في 2 سبتمبر 1192م. ما بعد الحملة الصليبية قابل الجميع أخبار الهدنة بالاحتفال والسعادة، وبدأ تنظيم قوافل للتوجّه للمدينة المقدسة، كما تم تشكيل ثلاثة أفواجٍ للحج. وسط حالة ترقُّبٍ وقلق، وصل الفوج الأول إلى القدس، وتعرض لتحرشات لفظية من العرب، وسط حالةٍ غضب عارمة، خاصة من أهالي الأسرى العزل الذين تم ذبحهم في عكا، حتى أن حشد كبير توجه لقصر صلاح الدين، وطلبوا منه القصاص من الحجاج المسيحيين، إلا أنه رفض بشكلٍ حازمٍ، وقام بكل الإجراءات الممكنة لتأمين الحجاج، ونشر جنوده في أرجاء المدينة لحفظ النظام. عاد الفوج الأول بسلام، وانطلق الفوج الثاني ثم الثالث، ومع الوقت انخفضت صيحات العامة، وتقبّلوا الحجاج وأحسنوا معاملتهم. انتهت الحملة الصلبية الثالثة بعقد صلح الرملة عام - مجلة أوراق. انضم أحد الأساقفة للفوج الثالث، وخشي الجميع من الهجوم عليه، كونه رجل دين، والكنيسة بالأساس سبب الحرب والعدوان على المسلمين والعرب، لكنّه وصل بسلامٍ، ودعاه صلاح الدين لقصره الخاص وأكرمه، وخاض حوارًا طويلًا معه، سأله فيه عن رأي الصليبيين في القائد العربي. خلال اللقاء، طلب الأسقف إنشاء دير أو مؤسسة لمساعدة الحجاج وتنظيم عملية الحج، فوافق صلاح الدين مباشرةً، وباشر بالتوجيهات والإجراءات اللازمة.
الحرب الصليبية الأولى ودارت هذه الحرب فيما بين العامين 1095 حتى العام 1099، وقد حققت هذه الحرب نجاحًا باهرًا وتمكن الأوربيين من الاستحواذ على مدينة القدس بعد طرد الأتراك منها. الحرب الصليبية الثانية وقد امتدت ما بين عام 1147 وحتى العام1249، بعد غزو مدينة الرها مرة أخرى على أيدي الأتراك، وقام الأتراك بقتل السكان بالمدينة وبيع البعض منهم في أسواق العبيد، ولذلك تم شن الحرب الصليبية الثانية التي لم تحقق النتائج المتوقعة منها. الحرب الصليبية الثالثة وهي الحرب التي تمكن فيها صلاح الدين الأيوبي من استعادة بيت المقدس مرة أخرى في العام 1187، وذلك بعد أن تمكن من هزيمة الصليبيين في معركة حطين، وبعد ذلك قام الصليبيين بالرد من خلال حملة ثالثة قادها الامبراطور فريدريك الأول الألماني، والملك ريتشارد قلب الأسد الإنجليزي، والملك فيليب الثاني من فرنسا. الحملة الصليبية الثالثة (3): النهاية وصلح الرملة - المحطة / تأخذك إلى أعماق الفكر. وخلال هذه الحرب التي استمرت حتى العام 1192 لم يتمكن الصليبيون من غزو بيت المقدس، ولكنهم حصلوا على وعد من صلاح الدين الأيوبي بزيارة الحجاج المسيحين لمدينة القدس بدون أي قيود. الحملة الصليبية الرابعة وقد دارت رحى هذه الحرب ما بين العامين 1202 حتى العام 1204، وقد نظم هذه الحرب البابا اينوسنت الثالث حتى يتمكن من السيطرة على القدس مرة أخرى، ولكن الجيش الذي كونه انحرف عن المهمة المطلوبة، وانساقوا وراء الجشع والأهواء الخاصة مما دفعهم لغزو القسطنطينية واستطاعوا نهبها بدلًا من التوجه إلى القدس.
تنافس المكتشفون والمشعوذون في الشعر على استعادة الأراضي المقدسة ، ووصلوا أحيانًا إلى ارتفاعات فنية سامية في أبياتهم. الحملة الصليبية الرابعة.. من كان خلفها وكيف انتهت؟ - اليوم السابع. أن يذهب أي فارس إلى "الحملة الصليبية" بسرعة كبيرة أصبح واجبًا لا مفر منه ، بقدر الاحترام والحب للسيدة. استثمار اقتصادي كبير على مدار الحملات الثماني ، كان هناك شيء للجميع: إقرأ أيضا: واجهات آلة الدماغ شركات صناعة السلاح والحدادة والخياطين والدباغة والحرفيين على اختلاف أنواعهم مجهزين ومقدمين للصليبيين قامت شركات قوية من التجار والمستثمرين بتمويل الحملات المختلفة التي تم القيام بها … قدم مالكو السفن الكبار وعمال أحواض بناء السفن العديد من السفن اللازمة لنقل هذا العدد الهائل. أخيرًا ، قام سكان الريف الصغار ، تمامًا مثل البروليتاريين الفقراء في المدن ، بإطعام كتائب الجيوش العامة: وحدات المشاة والمدفعية. وليم صور يكتب تاريخ الحروب الصليبية الحملات الصليبية: دور المرأة شاركت النساء ، حتى ذلك الحين في واقع إقطاعي سلبي ، في الأعمال التجارية الكبيرة من خلال صنع الملابس والبطانيات وأقمشة المأوى: تطريز عدد لا نهائي من اللافتات بقوة اللهب والعلامات والشارات والرايات والأعلام التي سيتم عرضها قريبًا في ساحات القتال حاملي لواء الجيوش.
الطريق إلى عسقلان واجه ريتشارد صعوباتٍ كبيرة في التقدُّم، خاصة مع زيادة الخلافات بين الأمراء والنبلاء، وقيام صراعات بين جيوش الصليبيين من جديد، والهجمات المُستمرّة من العرب، حتى ريتشارد نفسه كاد أن يقع في الأسر أكثر من مرة. لم يساعد موسم هطول المطر بغزارة؛ فقد فسدت المؤن، وتعطّلت حركة الخيول، وكلما حاولوا نصب الخيم، خلعتها الرّيحُ العاتية، كما انتشرت مجاعةٌ في الجيش لقلّة الموارد، أودت بحياة العديد، ثم بدأ هجر الجيش والهروب من الجنود. حتى اضطر ريتشارد للاتجاه إلى مدينة عسقلان الساحلية التي دمّرها صلاحُ الدين قبل هجرها، بدلًا من التوجُّه إلى القدس مباشرةً، رغم رفض عدد من الأمراء، فحتى لو تمكَّن ريتشارد من دخول القدس، فإنّه لا يملك العددَ الكافي للدفاع عنها، لكن الأمراءَ المحليين اعترضوا؛ لأنه إذا دخل الصليبيّون القدسَ، ستنتهي الحملة ويعود الأوروبيون إلى منازلهم، ويستعيد صلاح الدين القدسَ بسهولةٍ كما حدث من قبل لقلّة أعدادهم، وبالتّالي، كانت عسقلان هي الخِيَار الأمثل. وصل ريتشارد عسقلان بصعوبةٍ بالغةٍ، وعسكر صلاح الدين على مسافةٍ آمِنة من المدينة. بدأت فورًا عملياتُ إصلاح المدينة، لكنّ عددًا كبيرًا من الفرسان والجنود رفضوا العمل بأيديهم، واعتبروا أنفسهم أعلى مكانة من ذلك، حتى نزل ريتشارد بنفسه على رأس ضباط الجيش، وقام ببناء أجزاء من الحائط بيديه، فاضطرّ الجميعُ للعمل بلا عذرٍ للتأخُّر.
خلافات ما بعد عكا دخل ريتشارد عكا بجيشه معتبرًا نفسه ملكها، متجاهلًا باقي المشاركين في الحملة، بما فيهم فيليب ملك فرنسا، بالرغم من اتفاقهم بالحكم المشترك، لكن ريتشارد دخل قصر المدينة الرئيسي ونزل فيه مع زوجته وشقيقته، وترك فيليب ينزل في أي قصر أقل منه، وتم رفع العلم الإنجليزي أولا والفرنسي بجواره، ومنع الآخرين من رفع أعلامهم على المدينة، بالأخص "ارشيدوق أو حاكم النمسا"، الذي أنزل ريتشارد علمه وداس عليه بقدميه، وسط ذهول وصدمة معسكر الصليبيين، وأقسم بعدها الأرشيدوق بالانتقام من ريتشارد، ويجب ذكر هذه الحادثة لأن لها دور كبير في حياة ريتشارد بعد ذلك. ثم قام خلاف عظيم على لقب ملك القدس، بالرغم من أن المدينة لم تكن من الأساس تحت سيطرتهم، لكن اشتد الخلاف بين اثنين Guy of Lusignan وConrad of Montferrat، ادّعا كلا منهما أحقيته باللّقب، اختلف ريتشارد وفيليب من جديد، حيث ساند كلا منهما شخصًا مختلفًا، ودبَّ الانقسام بين الأمراء، حتى قرّر ملك فرنسا في النهاية الرحيل! رحيل ملك فرنسا رأى فيليب بوضوح أن استمراره في الحملة، لن يكون إلا كتابع لريتشارد أو بمكانة أقل منه، فعزم لبعض الوقت الرحيل، ولم يعد يستطيع تحمل غرور وتكبّر ريتشارد، ولما اشتدّ الخلاف، ادّعى المرض أو كان مريضًا فعلاً، وأراد العودة إلى بلاده سريعًا، وترك الحملة.
ما افتقده الصليبيون قبل وصول ريتشارد، تفرقهم وحقدهم على بعضهم، فقد كانوا من بلدان مختلفة من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وممالك أخرى صغيرة، بثقافة ولغة وعادات مختلفة، وأهداف خاصة لكلٍّ منهم، بينما العرب متجمعون تحت راية حاكم واحد لهدف واحد، فالطبع لهم الغلبة، لكن قوة ريتشارد قلب الأسد وشخصيته المسيطرة، كذلك عظمة وضخامة جيشه وسمعته كمحارب جبار، وجاذبيته كشخص وسيم صاحب بنية جسديّة مميّزة وشعر أصفر مائل للحمرة، صفات جعلت الجميع يلتفون حوله بإخلاص ورهبة في نفس الوقت، ولو لفترة من الزمن. مما أعاد الخلاف والحقد من جانب ملك فرنسا، الذي لم تكن المقارنة مع ريتشارد في صفّه، فقد كان مملاً وصارمًا يفتقد الشجاعة والوسامة، ويميل للسياسة والخداع أكثر، فعادت الخلافات بينهما، لكن وصول ريتشارد على أي حال قلب الكفة لصالح الصليبيين فورًا، حينما وصل أسطوله، هلّل الصليبيون وانتشرت الاحتفالات، وهرع الجميع لرؤيته وتناقل الأساطير عن قوته وشدته، وهو بدوره حاول السيطرة على كلِّ الأمراء، وعاملهم بتكبر وتعالٍ كعادته، مما سيتسبب بمشاكل أخرى فيما بعد. سقوط عكا استسلام عكا لريتشارد وفيليب حاول ريتشارد في البداية مقابلة صلاح الدين، بعد أن سمع عن أخلاقه وتعامله الطيب مع المسيحيين وأسراهم، وأراد التوصل لاتفاق سريع يضمن عودة القدس، عن طريق التأثير على صلاح الدين وإبهاره بتكبره وعجرفته، لكن صلاح الدين رفض وبرّر أن "لا يجتمع الملوك إلا بعد اتفاق لأنه لا يليق أن يتعارفوا ويتقاسموا الطعام، ثم يتجهوا إلى الحرب" ، وأرسل شقيقه العادل صفي الدين، لكن ريتشارد أصابه المرض ولزم الفراش لفترة، وانتهت المفاوضات.
· اما الملكين الانجليزى والفرنسى فتوجها بحرا الى صقلية ثم الى فلسطين، وفى الطريق انتزع الملك ريتشارد قبرص من الحكم البيزنطى. · وكانت بقايا جيوش الصليبيين فى الشرق قد تجمعت فى مدينة صور. وبدأت الجيوش والامدادات الاوروبية تفد الى بلاد الشام. · وفى المعارك الاولى سقطت عكا فى يد الصليبيين عام 1191، وعاد فيليب اغسطس الى فرنسا. · بدأ ريتشارد بعد سقوط عكا يعد للاستيلاء على شاطئ فلسطين من عكا إلى عسقلان، فاستولى الصليبيون على حيفا التي أخلتها حاميتها الإسلامية، ثم على قيسارية التي خربها المسلمون حتى لا ينتفع بها الصليبيون، وفي أثناء ذلك فتح ريتشارد باب المفاوضات مع صلاح الدين، ولكنها فشلت بسبب تمسك ريتشارد بأن تعود مملكة بيت المقدس الصليبية إلى ما كانت عليه قبل حطين. ثم نشبت بين الطرفين معركة أرسوف 7 من سبتمبر 1191م، والتى انتصر فيها الصليبيون. ثم اتجه ريتشارد إلى القدس، ولكنه فشل فى الاستيلاء عليها. صلح الرملة: وبعد 16 شهرا قضاها الملك الانجليزى فى حروبه ضد المسلمين، اضطر فى النهاية الى عقد صلح الرملة مع صلاح الدين عام 1192، وهو الصلح الذى ابقى الوضع على ما كان عليه. وقد نص على ما يلى: · أن يسود السلام بين الفريقين ثلاث سنوات وثلاثة أشهر.