سورةُ النُّورِ مقدمات السورة أسماء السورة: سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (النُّورِ) [1] سُمِّيَت هذه السورةُ بسورةِ (النورِ)؛ لكثرةِ ذِكرِ (النورِ) فيها. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/334). قال ابن عاشور: (وهذه تسميتُها في المصاحفِ وكتبِ التَّفسيرِ والسُّنَّةِ، ولا يُعْرَفُ لها اسمٌ آخَرُ). ((تفسير ابن عاشور)) (18/139). ، مما يدُلُّ على ذلك: 1- عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، قال: ((سُئِلتُ عن المتلاعنَينِ -في إمرةِ مُصعَبٍ-: أيُفَرَّقُ بيْنهما؟ قال: فما دَرَيتُ ما أقولُ، فمضيتُ إلى منزلِ ابنِ عُمرَ بمكَّةَ، فقلتُ للغلامِ: استأذِنْ لي، قال: إنَّه قائِلٌ [2] قائل: هو اسمُ فاعِلٍ مِن: قالَ يَقِيلُ؛ فهو مِن القَيلولةِ، وهي النَّومُ نِصفَ النَّهارِ. يُنظر: ((المفهم لما أَشكل من تلخيص كتاب مسلم)) للقرطبي (4/294)، ((شرح النووي على مسلم)) (10/124). ، فسَمِعَ صَوتي، قال ابنُ جُبَيرٍ؟ قلتُ: نعَمْ، قال: ادخُلْ، فواللهِ ما جاء بك هذه السَّاعةَ إلَّا حاجةٌ، فدخلتُ، فإذا هو مفترِشٌ بَرْذَعةً [3] البَرْذَعةُ: ما يُوضَعُ على ظَهرِ البَعيرِ والدَّابَّةِ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزَّبِيدي (15/546).
2- إبطالُ بَعضِ العاداتِ الَّتي كانت سائدةً؛ كالظِّهارِ، والتَّبَنِّي. 3- ذِكرُ بعضِ الأحكامِ التَّشريعيَّةِ؛ كطاعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتقريرِ كَوْنِ أزواجِه أُمَّهاتِهم، ووُجوبِ التَّوارُثِ بينَ الأقاربِ -كما هو مبيَّنٌ في آياتٍ أُخَرَ-، وإبطالِ التَّوارُثِ عن طريقِ المؤاخاةِ. 4- ذِكرُ غزوَتَيِ الأحزابِ وبَني قُرَيْظةَ. 5- ذِكرُ قصَّةِ تخييرِ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وبيانُ فضلِهنَّ، وتوجيهُ بعضِ الإرشاداتِ والأوامرِ لهنَّ. 6- ذِكرُ قِصَّةِ تزويجِ زينبَ بنتِ جَحشٍ رضيَ الله عنها مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَ طلاقِها مِن زَيدِ بنِ حارثةَ رضيَ الله عنه، والحِكمةِ مِن ذلك، وهي إبطالُ آثارِ التَّبَنِّي. 7- الأمرُ بالإكثارِ مِن ذكرِ اللَّه تعالى ومِن تسبيحِه وتنزيهِه، وبيانُ وظيفةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. 8- بيانُ حكمِ المطَلَّقاتِ قبلَ الدُّخولِ. 9- ذِكرُ خصائصِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النِّكاحِ، ومَن تَحِلُّ له مِن النِّساءِ المؤمناتِ، ومَن تَحْرُمُ عليه. 10- ذِكرُ عَلاقةِ المسلمينَ ببيوتِ النَّبيِّ وزَوجاتِه، في حياتِه وبعدَ وفاتِه.
المؤلف: القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية إشراف: علوي بن عبد القادر السقاف الطبعة: الأولى سنة الطبع: 1440 هـ عدد الصفحات: 519 عدد النسخ في الكرتون: 32 ============= نبذة عن الكتاب: للأخلاق أهميّةٌ في حياة المسلم في سلوكه وتعامله، ومن هذا المنطلق أصدرْنا موسوعة شاملة في الأخلاق في ستّة مجلّدات، ثم جاء هذا الكتاب اختصارا في مجلّد واحد يناسب القرّاء كافّة؛ المتخصّصين منهم والعامّة، دون الإخلال بأهمّ ما في الموسوعة الأصليّة
[3] حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة كما سبق وذكر أنّ العلماء قد اختلفوا في مسألة كشف الوجه واعتمد كلٌّ منهم قولاً مستدلّاً عليه من آيات القرآن الكريم والأحاديث في سنّة الرسول عليه الصّلاة والسّلام ويأتي الحديث بذكر أقوال الأئمّة الأربعة في مسألة كشف الوجه وكانت أقوالهم هي: [4] المذهب الشّافعيّ: وقال علماء المذهب الشّافعيّ في هذه المسألة أنّ كلّ جسد المرأة عورةً وجب ستره وتغطيته بما في ذلك الوجه والكفّين ولا يجوز أن تكشفهما إلّا لضرورةٍ وفي ذلك حفظاً وصوناً لها. كشف الوجه للمرأة بعد. المذهب المالكيّ: وكذلك قال علماء المالكيّة أنّ سائر جسد المرأة عورةٌ حتّى صوتها ووجب على المرأة ستر بدنها وخاصّة في زمنٍ كثر فيه الفساد الأخلاقيّ والفتن. المذهب الحنفيّ: وكان قول علماء هذا المذهب أنّ الواجب على المرأة أن تغطّي وجهها وكفّيها أمام من كان من غير محارمها وقايةً وتجنباً للفتنة إلّا لضرورة ما، وبعضٌ من العلماء قد أشار إلى جواز كشف الوجه واليدين لكنّ الرّاجح هو القول الأوّل. المذهب الحنبليّ: وقد أشار العلماء في هذه المسألة إلى وجوب ستر جسد المرأة كاملاً مشتملاً الوجه والكفّين ولا يجوز الكشف عنهما إلّا للضّرورة خوفاً من الفتنة والضّلال.
فلو قلنا بصلاحية الأسانيد للتقوية لما جاز تقوية المتون -بشكل مطلق- وفيها هذا الاختلاف، والله أعلم. على أنه ثبت عن أسماء أنها لم تعمل بهذه الرواية المزعومة، وأنها كانت تغطي وجهها عن الرجال في الإحرام، فكيف في غيره؟ (انظر جلباب المرأة المسلمة للألباني ص108). حكم كشف الوجه للمرأة - سطور. والحديث أفرده غير واحد بالبحث والتصنيف، منهم: خالد العنبري في "فتح الغفور بتضعيف حديث السفور"، وصالح بن عبدالله العصيمي في: "كشف النقاب عن ضعف حديث عائشة في الحجاب"، وعبدالقادر بن حبيب الله السندي في: "تكحيل العينين في رد طرق حديث أسماء في كشف الوجه والكفين"، وطارق بن عوض الله في "النقد البناء لحديث أسماء في كشف الوجه والكفين للنساء"، وذهب جميعهم إلى ضعفه. وفي المقابل ثبّته الشيخ علي بن حسن بن علي بن عبدالحميد الأثري في: "تنوير العينين في طرق حديث أسماء في كشف الوجه والكفين"، تبعا لاجتهاد شيخه الإمام الألباني رحمه الله تعالى. والحقُّ -إن شاء الله- ما قاله سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بأن الحديث ضعيف جدا ، فطرقه لا تصلح للتقوية لا سندا ولا متناً كما بيّنت، والله تعالى أعلم.
[٥]. عورة المرأة للرجل: أمّا عورة المرأة للرجل الذي من محارمها فمحلُّ خلاف بين أهل العلم، فمنهم من يرى أنّ عورة المرأة للرجال من محارمها ما بين السّرّة والرّكبة، ومنهم من يرى أنّها ما عدا ما يظهر عند المهنة عادة كالوجه والرأس واليدين والرجلين، فيحرم عليها كشف صدرها وثدييها ونحو ذلك عنده، ويحرم على محارمها كأبيها رؤية هذه الأعضاء منها، وإن كان من غير شهوة وتلذذ، والدليل على هذا قول الله تعالى: "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ"، [٦] ، والمراد بالزينة مواضعها لا الزينة نفسها؛ لأنّ النظر إلى أصل الزينة مُباح. عورة المرأة أمام الرجال الأجانب: أمّا عورة المرأة أمام الرجال الأجانب، فالمرأة كلُّها عورة، مع الاختلاف البسيط في المذاهب عن حكم كشف الوجه للمرأة، والراجح كما ذكرنا وجوب سترِ الوجه والكفين. [٧]. فيديو عن حكم كشف الوجه للمرأة يُنصح بمشاهدة الفيديو الآتي والذي يوضح فيه فضيلة الدكتور بلال إبداح حكم كشف الوجه للمرأة. حكم كشف المرأة وجهها لغير المحرم. [٨] المراجع [+] ↑ {الأحزاب: الآية 59} ↑ وجوب ستر الوجه والكفين, ، " ، اطُّلعَ عليه بتاريخ 08-08-2018، بتصرّف ↑ {الأحزاب: الآية 18} ↑ حكم كشف الوجه للمرأة, ، "، اطُّلعَ عليه بتاريخ 08-08-2018، بتصرّف ↑ عورة المرأة بالنسبة للمرأة, ، " ، اطُّلعَ عليه بتاريخ 08-08-2018، بتصرّف ↑ {النور: الآية 31} ↑ عورة المرأة أمام الرجل وبين محارمها, ، " ، اطُّلعَ عليه بتاريخ 08-08-2018، بتصرّف ↑ "حكم كشف الوجه للمرأة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019.
اللباس والاحتشام أمرَ اللهُ -سبحانه وتعالى- النّاسَ بالسّتر والاحتشام، وجعلَ لهم قواعدَ في لباسِهم، يلبسون فيكشفون ما أحلَّ الله كشفَهُ، ويسترون ما أمرَ الله -سبحانه وتعالى- بسترِهِ، وهذه حِكَمُ الله بين النّاس، يُحرِّم لحكمة، ويُحلِّلُ لحكمة، ويؤمرُ بكلِّ مقبول فطريّ، تقبله النفس البشرية ، وتهنأ بتنفيذه والالتزام به، وقد حدّد الدين الإسلامي عورة للرجل وعورة للمرأة، وعورة للمرأة أمام المرأة، وللمرأة أمامَ الرجال من المحارم، وأمامَ الرجال الأجانب، وفصّل في هذا الموضوع ليبين للناسِ أمور دينهم، ويرشدَهم للطريق السليم، طريق الخير والصلاح. في هذا المقال سيتمّ التحدّث حول حكم كشف الوجه للمرأة. حكم كشف الوجه للمرأة اختلفَ العلماءُ في حكم كشف الوجه والكفّين للمرأة أمامَ الأجانب، وذهبوا لآراءَ مختلفةٍ بين مذهب وآخر، وهذا الاختلاف ظهر بعد أن توفّي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وانتشر الصحابة في البلاد ينشرون الدين وتعاليمَهُ، ويعلِّمون النّاس أمور دينِهم، واختلافُ المذاهب في حكم كشف الوجه للمرأة كان على الشكل الآتي: مذهب الإمام أحمد والصحيح من مذهب الشافعي: ذهبا إلى أنَّه يجب على المرأة سترُ وجهها وكفيها أمام الرِّجال الأجانب؛ لأنّ الوجه والكفّين عورةٌ بالنسبة للنظر.
(انظر مصنف ابن أبي شيبة 19495 وتاريخ دمشق 60/416). وكدت أقول باحتمال تحرّف السند عن الطريق الثانية من رواية ابن لهيعة، لولا أن ابن حبيب أورد متن ذاك في كتابه (رقم 133) دون سند، والسياقان مختلفان. وعلى كل حال فهذا السند غريب جدا، تفرد به عبدالملك في القرن الثالث! فلو كان ثقة لما قبل تفرده في هذه الطبقة، كيف وهو ضعيف صاحب غرائب؟ وفوق ذلك فالإسناد إما منقطع، أو فيه من لم أعرفه، فهذا الإسناد منكر لا يصلح للاعتبار. الطريق الرابعة: رواها الحسين بن داود سنيد في تفسيره (كما في الدر المنثور 5/41) -ومن طريقه ابن جرير الطبري (18/119)- عن الحجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: قالت عائشة: دخلت عليَّ ابنة أخي لأمي عبدالله بن الطفيل مزيّنة، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض، فقالت عائشة: يا رسول الله! إنها ابنة أخي وجارية! فقال: "إذا عركت المرأة لم يحل أن تُظهر إلا وجهها وإلا ما دون هذا". وقبض على ذراع نفسه، فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى. وعزاه في المغني (7/79) لأبي بكر الخلال. كشف الوجه للمرأة بمناسبة 8 مارس. قلت: وهذا معضل واه، وابن جريج كان يدلس الضعفاء والكذابين عن شيوخه من التابعين، فكيف إذا روى المعضلات؟ وقد نص الإمام أحمد أن فيما يُرسله ابن جريج أحاديث موضوعة، وأنه كان لا يبالي من أين يأخذ.
وقد ثبت عن أسماء أنها كانت تغطي وجهها وهي محرمة ، وقالت عائشة كانت الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها فإذا جاوزونا كشفنا ذكره أبو داود " وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم نهي المرأة [المحرمة] عن تغطية وجهها ، وإنما ورد النهي عن النقاب ، والنقاب أخص من تغطية الوجه ، لكون النقاب لباس الوجه ، فكأن المرأة نهيت عن لباس الوجه ، كما نهي الرجل عن لباس الجسم " انتهى. كشف الوجه للمرأة أن تشترط على. "الشرح الممتع" (7/165). وبهذا يظهر أن القول بأن المرأة المحرمة أُمرت بكشف وجهها ، غير صحيح. وعليه ؛ فالاستدلال بذلك على أن وجه المرأة ليس عورة غير صحيح أيضاً. والله أعلم.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أسماء بنت عميس إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة. • قلت: سنده واه، فيه أكثر من علة: ابن لهيعة ضعيف، وقد تفرد به، والراويان عنه لم يُذكرا ضمن من كان يتتبع أصول ابن لهيعة؛ فضلا عن أن يكونا ممن أخذ عنه قبل احتراق كتبه -على رأي من يصحح روايته هذه-، ثم عياض ضعيف. قال البيهقي: إسناده ضعيف. ونقل تضعيفه ابن التركماني في الجوهر النقي، والذهبي في المهذب من السنن (5/2658 رقم 10807) وأقراه. وقال الهيثمي في المجمع (5/137): فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح! الطريق الثالثة: قال عبدالملك بن حبيب في أدب النساء (126): حدثني [الحزامي]، عن موسى بن أبي كثير، عن أبي بكر الهمذاني، عن أسماء بنت [عميس] قالت: قال صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي للمرأة المسلمة أن يبدو منها إلا هذا: وأمسك بكفيه حتى لم يبد من كفه إلا أصابعه، ثم وضع يده على صدغيه حتى لم يبد منه إلا وجهه". قلت: تقدم في التعليق على الحديث السادس عشر التنبيه على حال الكتاب وعبث ناسخه وضعف مؤلفه، وتفرده بالغرائب. والحزامي أراه إبراهيم بن المنذر الثقة، فهو من شيوخ عبدالملك، وذكروا له رواية عن غير واحد من أسرة موسى الأنصاري، وهذا صدوق، أما أبوبكر فلم أتبينه، وقد نص المحقق على اشتباهه برسم اسمه، وأخشى أن يكون محرفا عن [أبي الصباح الهمداني، أو الكبير الهمداني]، لأن موسى يعرف بموسى الكبير، ونسبه بعضهم الهمداني، ولم أجد من شيوخه ولا من الرواة عن أسماء من يشبه رسمه المثبت في المطبوع، ثم موسى من أتباع التابعين، ورأيته يرسل عن بعض الصحابة، كعمر وابن عباس.