[٦] تفسير آيات الفضائل والوصايا اشتملت الآيات الكريمة من سورة الإسراء على عدد من الفضائل والوصايا، وهي كما يأتي: [٧] بر الوالديْن، والإحسان في تعاملهم، وتحرّي القول الكريم أثناء مخاطبتهما، والتواضع معهما، وتجنّب كل ما يسيء إليهما؛ كالتأفف في وجههما، وإظهار الغضب في الكلام أو الفعل. الإخلاص في الطاعة، فلا يبطن ما يظهر. إعطاء القربى حقوقهم الماديّة والمعنويّة، من صلة للرحم، ومساعدة لمن يحتاج منهم مالًا. إعطاء الفقراء والمساكين حقهم من الزكاة. النهي عن البخل والإسراف، والحث على التوسط في الإنفاق. النهي عن قتل أي نفس إنسانيّة بلا جناية ثابتة. النهي عن أكل مال اليتيم. النهي عن اقتراف فاحشة الزنا، وجاء النهي بعدم الاقتراب من مقدمات الزنا. الحث على الالتزام بالعهود والمواثيق. الوفاء بالكيل والعدل في الميزان، وهذا خاص لأهل التجارة. تفسير سورة الاسراء من 23 الى 30. الحث على التثبّت من الأخبار الواردة. الابتعاد عن الكبر والخيلاء، والحث على التواضع. تفسير الآيات المتعلقة بالرد على المشركين ابتدأت الآيات الكريمة بإقامة الحجة على المشركين، مبتدئًا بالحديث عن طلب الآلهة من مالك الملك القرب والطاعة لعلمهم بقدرته، وهذا أمر متنزه عنه الله -تعالى-، فما من شيء في هذا الكون إلّا وينزهه عن كل نقص وعيب، فقد عوقب الكفار بعدم وصول هداية القرآن الكريم إلى عقولهم وقلوبهم، ومنعوا من فهمه، وذلك لأنّهم يريدون الاستهزاء فقط بسماعهم للقرآن.
↑ الزحيلي، التفسير الوسيط ، صفحة 1369. بتصرّف. ↑ عبدالرحمن السعدي، تفسير السعدي ، صفحة 643. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط ، صفحة 777. بتصرّف. ↑ السعدي، تفسير السعدي ، صفحة 463. بتصرّف. ↑ الزحيلي، التفسير الوسيط ، صفحة 1392. بتصرّف. ↑ السعدي، تفسير السعدي ، صفحة 468. بتصرّف. ↑ ابن عاشور ، التحرير والتنوير ، صفحة 5-7، جزء 5. بتصرّف.
وأما الآخرون فإنهم جعلوا ذلك من لات يليت, كما قال رُؤبةُ بن العجاج: وَلَيْلَـــةٍ ذَاتِ نَـــدًى سَـــرَيت ولَــمْ يَلِتْنِــي عَـنْ سُـرَاها لَيْـتُ (3) والصواب من القراءة عندنا في ذلك, ما عليه قرّاء المدينة والكوفة ( لا يَلِتْكُمْ) بغير ألف ولا همز, على لغة من قال: لات يليت, لعلتين: إحداهما: إجماع الحجة من القرّاء عليها. والثانية أنها في المصحف بغير ألف, ولا تسقط الهمزة في مثل هذا الموضع, لأنها ساكنة, والهمزة إذا سكنت ثبتت, كما يقال: تأمرون وتأكلون, وإنما تسقط إذا سكن ما قبلها, ولا يحمل حرف في القرآن إذا أتى بلغة على آخر جاء بلغة خلافها إذا كانت اللغتان معروفتين في كلام العرب. وقد ذكرنا أن ألت ولات لغتان معروفتان من كلامهم. تفسير سورة الإسراء للناشئين (الآيات 1: 27). وقوله ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يقول تعالى ذكره: إن الله ذو عفو أيها الأعراب لمن أطاعه, وتاب إليه من سالف ذنوبه, فأطيعوه, وانتهوا إلى أمره ونهيه, يغفر لكم ذنوبكم, رحيم بخلقه التائبين إليه أن يعاقبهم بعد توبتهم من ذنوبهم على ما تابوا منه, فتوبوا إليه يرحمكم. كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) غفور للذنوب الكثيرة أو الكبيرة, شكّ يزيد, رحيم بعباده.
جاء في كتاب التفسير الحديث ل محمد عزة دروزة: إنه ليس في الإمكان تعيين ترتيب صحيح لنزول السور القرآنية جميعها، كما أنه ليس هناك ترتيب يثبت بكماله على النقد، أو يستند إلى أسانيد قوية ووثيقة. وزيادة على هذا؛ فإن في القول بترتيب السور حسب نزولها شيئا من التجوّز. فهناك سور عديدة مكية ومدنية يبدو من مضامينها أن فصولها لم تنزل مرة واحدة أو متلاحقة، بل نزلت بعض فصولها أولا، ثم نزلت بعض فصول سور أخرى، ثم نزلت بقية فصولها في فترات، وأن بعض فصول سور متقدمة في الترتيب، قد نزلت بعد فصول سور متأخرة فيه أو بالعكس، وأن فصول هذه السور قد ألّفت بعد تمام نزول فصولها، وأن ترتيبها في النزول قد تأثر بفصلها، أو فصولها الأولى. ترتيب السور في القران الكرريم. اهـ. والترتيب الذي أوردته في سؤالك، هو ترتيب إحدى المصاحف المطبوعة بإذن مشيخة المقارئ المصرية. قال محمد عزة دروزة: ولقد أورد السيوطي في كتاب «الإتقان» ترتيبات نزول للسور المكية والسور المدنية منسوبة إلى جابر بن زيد، والحسين وعكرمة وابن عباس، وترتيبا رابعا لم يذكر صاحبه. ولقد اطلعنا في مقدمة «تفسير الخازن» على ترتيب، وفي مقدمة تفسير «مجمع البيان» على ترتيب آخر، وفي المصحف الذي كتبه الخطاط الشهير بقدر وغلي- والذي طبع بإذن مشيخة المقارئ المصرية - ترتيب آخر أشير إليه في رؤوس السور.
اعتنى علماء المسلمين بعلم تناسب السور، وأسرار ترتيب السور، وتنوعت تلك العناية من خلال بيان هذا العلم وأهميته، وكشف عدد كبير من الترابط السياقي بين سور القرآن فيما بينها. وتنوعت مصادر الكتابة في هذا العلم بين عامة وخاصة.