تاريخ النشر: الثلاثاء 23 ذو القعدة 1430 هـ - 10-11-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 128806 61024 0 610 السؤال هناك شبهة انتشرت حاليا تقول إن الاسلام يحث على قتل الاطفال! بالرغم من حديث النبى عليه الصلاة والسلام وقوله لا تقتلوا طفلا ولا امرأة.. الرؤية الشرعية في قتل من أنبت من يهود بني قريظة - إسلام ويب - مركز الفتوى. إلخ والشبهة تعتمد على أن الطبرانِي روى في الكبير والصغِير من حديث أسلم الأنصاري قال: جعلنِي النبي صلى الله عليه وسلم على أَسارى قريظةَ فكنت أنظر في فرجِ الغلامِ، فإن رأَيته قد أنبت ضربت عنقه، وإن لم أَره قد أنبت جعلته في مغانم المسلمين. وحديث: عطِية القرظِي: عرِضنا على النبى صلى اللَّه عليه وسلم يوم قريظة وكان من أنبت قتل، ومن لم ينبِت خلي سبِيله، فكنت ممن لم ينبت فخلي سبيلي، وهناك أولاد ينبتون شعر العانة وعمرهم 8 أو 9 سنوات، فرددت وقلت إن الإنبات يعنى إنبات شعر اللحية فهل الإنبات في هذه الاحاديث يعنى شعر اللحية ام شعر العانة ؟وهل حديث عطية القرظى صحيح ام لا ؟ يرجى الرد باستفاضة حول هذه الشبهة؛ لانها للأسف انتشرت كثيرا حاليا عند الملحدين والنصارى الحاقدين. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فأما حديث عطية القرظي فرواه أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه وغيرهم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، أنهم يرون الإنبات بلوغا إن لم يعرف احتلامه ولا سنه، وهو قول أحمد وإسحاق.
وخرجت الأحزاب التي جمعها اليهود لمحاربة محمد بالإضافة لقريش وعلى رأسها أبو سفيان في أربعة الآف مجند وثلاثمائة جواد وخمسمائة وألف ممتط بعيرة. ووصل النبأ للمسلمين ، فاقترح سلمان الفارسي حفر خندق حول المدينة وتحصين داخلها. وتم الحفر في ستة أيام وخرج محمد بثلاثة آلاف من المسلمين. وتفاجأت قريش بالخندق وزعمت أن الإحتماء وراءه جبن لا عهد للعرب به. وأيقن أبو سسفيان ومن معه أنهم لن يستطيعوا إقتحام الخندق. وكان الوقت شتاء والبرد قارص والرياح شديدة. احفاد يهود بني قريظة وقينقاع في دولة الامارات يطالبون العرب بالقضاء على “حماس” لانها تجرأت على قصف اسرائيل!!! | موقع جريدة المجد الإلكتروني. وخشي حيي بن أخطب من إنسحاب الأحزاب التي جمعها للثأر من محمد، فوعدهم بإقناع بني قريظة بنقض عهدهم مع الرسول والتوقف عن إمداده بالمؤونة. واستطاع حيي إقناع بنو قريظة بالخروج عن حيادها ، فأرسل الرسول وفدا الى بني قريظة مؤلف من سعد بن معاذ سيد الأوس وسعد بن عبادة سيد الخزرج وعبدالله بن رواحة لعلهم يقنعوهم بالعودة الى عهدهم لكنهم رفضوا. واشتد الخوف في المدينة وقطعت قريظة الإمدادات، وتغيرت نفسية قريش وغطفان بانضمام بني قريظة إليهم وبدأوا الإستعداد للقتال. واستمهلت قريظة الأحزاب عشرة أيام حتى تستعد للقتال، على أن تقاتل الأحزاب المسلمين في هذه الأيام العشرة. وألفوا ثلاثة كتاب لمحاربة النبي.
وذهب الى قريش وأخبرهم بأن قريظة ندمت لنكث عهدها مع الرسول وأنها ستطلب منهم بعض أشراف قريش لضرب أعناقهم إسترضاء لمحمد، ونصحهم برفض طلب قريظة برهائن من رجال قريش. وصنع مع نعيم وغطفان ما صنع مع قريش. ودبت الشبهة من كلام نعيم الى نفوس قريش وغطفان. وأرسل أبو سفيان الى كعب سيد بني قريظة يطلب منه أن يعدوا العدة في اليوم التالي لمحاربة محمد، وعاد رسول أبي سفيان يقول إن الغد هو يوم سبت لا نقاتل به. فأعاد الرسول قائلا أنه لا بد من قتال محمد في الغد. إلا أن قريظة رفضت وطلبوا الرهائن من قريش ليطمئنوا لمصيرهم. فتأكد أبو سفيان من صحة كلام نعيم ، وتحدث الى غطفان فترددت. وقامت عاصفة شديدة في الليل إقتلعت الخيام وأدخلت الرعب في نفوس الأحزاب، فقام طليحة بن خويلد مناديا أن محمد قد بدأكم بشر فالنجاة النجاة.. ونادى أبو سفيان قريش(5):"يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام. لقد هلك الكراع(إسم جمع للخيل) والخف، وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا منهم ما نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون، فارتحلوا فإني مرتحل. لا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ العَصْرَ إلَّا في بني قُرَيظة - موقع مقالات إسلام ويب. " وفكر محمد بعد رحيل الأحزاب، لقد أذهب الله عنه عدوه، لكن اليهود قادرون على العودة مرة ثانية. فرأى أنه لا بد من القضاء على بني قريظة ، فحاصرهم لمدة خمس وعشربن يوما.
بنو قريظة صنف من اليهود كغيرهم من أصناف اليهود الذين نقضوا العهود، وخانوا المسلمين في أصعب الظروف، وتآمروا مع الأحزاب الذين حاصروا المدينة المنورة للقضاء على الإسلام والمسلمين، وكان ذلك خرقاً ونقضاً واضحاً للمعاهدة التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم معهم أول ما قدِم المدينة، فالغدر ونقض العهود والمواثيق خُلق نشأ عليه اليهود، فلا يستطيعون فراقه، وقد وصفهم الله عز وجل بقوله: { أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}(البقرة:100). تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل عليه السلام فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعناه، فاخرج إليهم، قال: فإلى أين؟ قال: هاهنا وأشار إلى بني قريظة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم) رواه البخاري.
فإن من روا ة الحدث في أوج ذروته المأساوية من بني قريظة! نقرأ في مغازي الواقدي (حدثني إبراهيم بن ثمامة، عن المسور بن رفاعة، عن محمد بن كعب القُرظي، قال: قُتِلوا إلى أن غاب الشَّفق، ثم رد عليهم التراب في الخندق، وكان من شُك فيه منهم أن يكون قد بلغ، نُظر إلى مؤتزره، إن كان أنبت قُتل، وأن كان لم ينبت طُرِح في السبي) 30 المصدر ص 517. الرواية مرسلة، ولكن سندها (قرَظِي) بنسبة قوية، فإن (المسور بن رفاعة) قَُرَظِي، فهو: (المسور بن رفاعة بن أبي مالك القرظي... روى عن عمه ثعلبة بن أبي مالك... ) 31 تهذيب التهذيب ج 10 رقم 286، وأما محمد بن كعب فهو قرظي من ذكر السند كما هو واضح، وأبوه (كعب) من سبي بني قريظة. لا يهمني هنا عدالة المسور ولا عدالة محمد بن كعب، ولكن الذي أقوله، أن لحن الرواية وهي مرسلة، يكشف عن عرض مأساوي، عن عرض تراجيدي، عرض مشاهدي... مسرحي... تمثيلي... خاصة وهو يقتصر على مشهد الدم والمواراة بالتراب، هناك تصعيد بالحدث، ثم تأتي إشارة لمَّاحة إلى عملية الاستئصال كما هو واضح! الرواية مرسلة، وفي متنها (راويتان قرظيان) وهي تتصل بمقتلة بني قريظة، فهل ننفي دور الانتماء النسبي في تصعيد وتلوين الأخبار والأحداث خاصة إذا كانت تدور حول قضية الدماء؟ لا يمكن عزل هذا الانتماء عن طبيعة المروي، ومضمونه، فأن الانتساب العشائري والأسري والديني والمذهبي من أهم المؤثرات في المروي من الأخبار والأحداث، بين تفصيل واختزال، بين نفي وإثبات، بين تعزيز وتمريض، بين تضخيم وتهوين.
جاء في (عون المعبود): يشبه أن يكون المعنى عند من فرق بين أهل الإسلام وبين أهل الكفر حين جعل الإنبات في الكفار بلوغا ولم يعتبره في المسلمين، هو أن أهل الكفر لا يوقف على بلوغهم من جهة السن ولا يمكن الرجوع إلى قولهم لأنهم متهمون في ذلك لدفع القتل عن أنفسهم، ولأن أخبارهم غير مقبولة. فأما المسلمون وأولادهم فقد يمكن الوقوف على مقادير أسنانهم؛ لأن أسنانهم محفوظة وأوقات مواليدهم مؤرخة معلومة وأخبارهم في ذلك مقبولة، فلهذا اعتبر في المشركين الإنبات، والله أعلم. قاله الخطابي. وقال التوربشتي: وإنما اعتبر الإنبات في حقهم لمكان الضرورة؛ إذ لو سئلوا عن الاحتلام أو مبلغ سنهم لم يكونوا يتحدثون بالصدق إذ رأوا فيه الهلاك. اهـ. فلما لم يكن هناك وسيلة موثوقة يعرف بها البالغ في قضية بني قريظة تعينت هذه الوسيلة لتنفيذ الحكم الحق الذي استحقه بنو قريظه لغدرهم وخيانتهم الخيانة العظمى كما هو معروف في أسباب الحكم الذي حكم به سعد بن معاذ رضي الله عنه موافقا حكم الله تعالى فيهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل منهم سوى المقاتلة البالغين فهو صلى الله عليه وسلم أعظم الناس نهيا عن قتل الأطفال. والنهي عن قتل الأطفال أصل ثابت في الإسلام.