جبرا إبراهيم جبرا هو مؤلف ورسام، وناقد تشكيلي، فلسطيني من السريان الأرثوذكس الأصل، من مواليد بيت لحم (1920- 1994) في عهد الانتداب البريطاني، استقر في العراق بعد حرب 1948. انتج نحو 70 من الروايات والكتب المؤلفة والمواد المترجمة، وقد ترجم عمله إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة. وكلمة جبرا آرامية الاصل تعني القوة والشدة. درس في القدس وإنجلترا وأمريكا ثم انتقل للعمل في جامعات العراق لتدريس الأدب الإنجليزي وهناك حيث تعرف عن قرب على النخبة المثقفة وعقد علاقات متينة مع أهم الوجوه الأدبية مثل السياب والبياتي. جبرا إبراهيم جبرا الكتب. يعتبر من أكثر الأدباء العرب إنتاجا وتنوعا إذ عالج الرواية والشعر والنقد وخاصة الترجمة كما خدم الأدب كإداري في مؤسسات النشر. عرف في بعض الأوساط الفلسطينية بكنية "أبي سدير" التي استغلها في الكثير من مقالاته سواء بالإنجليزية أو بالعربية. قدم جبرا للقارئ العربي أبرز الكتاب الغربيين وعرف بالمدارس والمذاهب الأدبية الحديثة، ولعل ترجماته لشكسبير من أهم الترجمات العربية للكاتب البريطاني الخالد، وكذلك ترجماته لعيون الأدب الغربي، مثل نقله لرواية «الصخب والعنف» التي نال عنها الكاتب الأميركي وليم فوكنر جائزة نوبل للآداب.
وفاته: كان جبرا يشكو في أيامه الأخيرة من طنين حاد في أذنيه، وكان مصابا بدوار ولأجل ذلك وقع أرضا ذات يوم وادخل في العناية المركزة في المستشفى. وأغمض عينيه إلى الأبد في شهر دسمبر عام 1994م تاركا خلفه كما هائلا من الأعمال الأدبية، شعرا ونقدا وترجمة وروايات. ***** المراجع [1] جبرا، جبرا إبراهيم: البئر الأولى- فصول من سيرة ذاتية، دار الآداب للنشر والتوزيع، بيروت،ط 1، 2009م ص -137-139 [2] جبرا، جبرا إبراهيم: شارع الأميرات- فصول من سيرة ذاتية، دار الآداب للنشر والتوزيع،بيروت، ط 1، 2007م ص – 241 [3] جبرا، جبرا إبراهيم: البئر الأولى- فصول من سيرة ذاتية، ص 134 [4] الأعرج، عصام، القاق وتمجيد الحياة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط-1، 1995، ص 228-229 [5] المصدر نفسه، ص 229-230 *الباحث بقسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي، الهند ** HYPERLINK ".
بقلم: شاكر فريد حسن تشكل تجربة الراحل جبرا إبراهيم جبرا نموذجًا فريدًا وفذًا في مشروعه الثقافي الذي نهض به على مستويات متعددة، بإنتاج أدب أصيل ينتصر للحداثة والحضارة والتنوير والتجديد. فهو كاتب وأديب وروائي ومثقف وناقد تشكيلي فلسطيني، ويُعد أحد العلامات الفارقة المتميزة في الأدب الفلسطيني، ومن أكثر الأدباء العرب انتاجًا وتنوعًا، انشغل بالرواية والشعر والنقد، وصدر له ما يزيد عن سبعين مؤلفًا من الانتاجات الأدبية والإبداعية، وقدم للمكتبة العربية سبع روايات، كلّ واحدة منها تشكل علامة هامة من علامات السرد العربي، وبقيت حتى اليوم مثلًا ونموذجًا في أسلوب الكتابة السردية وانعكاسًا واقعيًا عن العالم العربي. و"البئر الأولى" من الكتب التي قرأناها في مقتبل شبابنا وبدايات حياتنا الأدبية، وهو كتاب في السيرة الذاتية، كتب فصوله وهو في العراق، للتأكيد على هويته وخصوصيته الفلسطينية، لأن الكثيرين تعرفوا عليه وعرفوه ككاتب ومثقف عراقي، وكمساهمة في ترميم الذاكرة الفلسطينية المشتتة، وللتأكيد على الظروف الخاصة التي عاشها في طفولته وكانت ظروفًا صعبة للغاية لم تفت في عضده، بل كانت محفزًا لنجاحاته العلمية والأدبية.
يامن نوباني- تصادف اليوم، الثاني عشر من كانون الأول، الذكرى السابعة والعشرون لرحيل الأديب جبرا إبراهيم جبرا (بيت لحم 1920-بغداد 1994)، والذكرى الثامنة عشرة على رحيل الشاعرة فدوى طوقان (نابلس 1917-2013). المؤلف والرسام والناقد والمترجم جبرا إبراهيم جبرا، أصدر في حياته الغنية بالأدب والخبرات ما يقارب الـ70 مؤلفا أدبيا، ما بين القصة والرواية والترجمة والنقد. ومن أبرز أعماله: مجموعة قصص بعنوان "عرق". وست روايات، هي "صراخ في ليل طويل" و"صيادون في شارع ضيق" و"السفينة" و"البحث عن وليد مسعود" و"الغرف الأخرى" و"يوميات سراب عفان". جريدة الرياض | جبرا إبراهيم جبرا والرواية الغربية الحديثة. كما ترجم ما يقارب الـ12 كتابا ومقالا وفصلا وقصة لأدباء كتبوا بلغات كالإنجليزية والفرنسية. كما أصدر، بالاشتراك مع الروائي عبد الرحمن منيف، رواية بعنوان "عالم بلا خرائط" وقبل أن يرحل كان يعمل على قصة قصيرةـ طويلة تدور حول موضوع فلسفي، لكنه لم يوضح طبيعة ذلك الموضوع في رسائله. أصدر جبرا إبراهيم جبرا ثلاث مجموعات شعرية. وعندما جمعها في ديوان يشتمل على الأعمال الشعرية الكاملة، عام 1990، أضاف إليها مجموعة ليصبح نتاجه الشعري المنشور في حياته على النحو الآتي: ("تموز في المدينة" 1959، "المدار المغلق" 1964، "لوعة الشمس" 1979، "سبع قصائد" 1990).
فترك في نقده حديث عن تجربته الإبداعية فيفيد النقاد في دراسة أدبه، من جانب آخر أكد أن عملية إبداع الرواية فعلٌ تتداخل فيه الأفكار والأحلام والأخيلة، فالعلاقة بين الإبداع والنقد علاقة تكافل وتبادل، وهي علاقة دقيقة. جبرا وعملية الإبداع ما يريده جبرا أن يبقى للكلمة وهجها، فهي الوسيلة لإعادة النظر في التجربة الإنسانية كلها، وبهذا تصبح الكتابة أكثر من ضرورة ، فالكتابة له نوع من العزلة لا بُدَّ منها عن تجربة العالم، ليقدم شيئاً متفرداً حديداً. وهي عملية استقصاء للذات والذهن، للتجربة التي تدفعه إليها قوى داخلية لا واعية، وبفضل خوضه معترك الإبداع والنقد حصلنا على تحديد دقيق لسمات الكتابة الإبداعية وحصلنا على وصف دقيق لأزمة المبدع الداخلية. شروط الإبداع لديه وضع جبرا للإبداع بعض الشروط، ومن ذلك بقاء الكاتب في قلب المعاناة. وغوصه في التجربة الحياتية؛ لأنها تزود الفنان بشحنات إبداعية. وذلك من خلال ضرورة تلازم هذه التجرربة مع الهدوء والتأمل. جريدة الرياض | هل النقد حب؟ نظرة في نقد جبرا إبراهيم جبرا. وأضاف أن لا بد من الحلم في تكوين الفن؛ لأن بفضل الفن نستطيع أن نقيم صلة بين الحلم والواقع. وكما ذكر قوة الخيال وقوة التركيز فمن خلالهم يستطيع الفنان أن يقوم بتجديد حس الحياة.
لا أنوي هنا الدخول في تفاصيل العلاقة بين الهيمنة السياسيّة والهيمنة الثقافيّة؛ فلقد تمّت مناقشة هذا الموضوع مناقشة مستفيضة من قبل الكثيرين من الكتّاب، خاصّة فرانز فانون الّذي غالبًا ما يتوصّل إلى استنتاجات مروّعة لا تنطبق، كما أرى، على الثقافة العربيّة المعاصرة. وكما أوضحت في مقالتي: «الأدب العربيّ الحديث والغرب»، فإنّ "الكتّاب العرب الشباب أفادوا من الكتابات الغربيّة... لا لإلقاء الضوء على القضايا العربيّة فحسب، وإنّما لتزويد مؤلّفينا بأدوات أمضى لإنجاز مهامّهم". ضمن سياق كهذا وجدت نفسي أدرس أدب الغرب وفكره وفنّه. تعريف جبرا ابراهيم جبرا. ومع مرور الزمن، كتبت الكثير من الشعر والأدب القصصيّ باللّغة الإنجليزيّة. ولسبع سنوات أو ثمان في الأربعينيّات كنت أحسّ بأنّ الإطناب والمحسّنات اللفظيّة كانت تهيمن على الشعر والقَصص العربيّ، وأنّها كانت أوهن من أن تستطيع التعبير عن حدّة التجربة العربيّة على المستوى القوميّ أو الفرديّ. فقرّرت كتابة تجربتي باللغة الإنجليزيّة بعد أن وجدت عربيّتي لا ترقى إلى مستوى المهمّة؛ ولكن بعد عام 1948 توصّلت إلى قرار هو أنّه إذا قبلنا أنّ اللغة العربيّة غير قادرة على أن تكون واسطة التعبير عن فكرنا الثوريّ فإنّنا نكون قد ألحقنا الهزيمة بهدفنا؛ إنّ التغيير ينبغي أن يبدأ مع الكلمة ومع الصورة مهما بدت عليه الكلمة والصورة من صعوبة في الملاحقة، ولهذا عدت إلى الكتابة باللغة العربيّة، ولكن بشكل مختلف هذه المرّة.
هذا الانطباع يتملك هذا القارئ فوراً، وقد يزداد أكثر فأكثر عندما يكتشف أن الترجمة لم تُبقِ من فن لافونتين سوى عناصر القصة، بينما تبخر سحر الشعر وفن التصوير والوصف والمراس اللغوي القائم على البلاغة الميسرة، التي تفرد بها لافونتين، في عصر بلاغة القرن السابع عشر، قرن الكاتب المسرحي الكبير موليير والشاعر الكلاسيكي راسين. وواضح أن جبرا سعى في ترجمة القصائد، إلى التعريب القشيب، معتمداً الصنعة المتينة والفصاحة، وفي ظنه أنه يجاري هكذا، بلاغة لافونتين. "خرافات" لا فونتين بالفرنسية (أمازون) جميل أن نستعيد الشاعر لافونتين في الذكرى الأربعمئة لولادته من خلال ترجمة جبرا، مع أن آخرين ترجموا أيضاً هذه "الحكايات" وفي طليعتهم الكاتب المصري محمد جلال عثمان، وحملت مختاراته عنواناً كلاسيكياً هو "العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ" وصدرت عام 1885 ولم تلق ترحاباً في النقد والصحافة، بل إن بعضهم استهجن هذه الترجمة والغاية التي تسعى إليها. وما تجدر الإشارة إليه هنا أن "أمير الشعراء" أحمد شوقي كان اقتبس أو استوحى بعض قصائد لافونتين ولكن بحرية تامة، ويقال إنه اطلع عليها من خلال ترجمات عثمان، علماً بأنه أقام في باريس خلال منفاه المرفه واطلع قليلاً على الشعر الفرنسي القديم، وأهمل الجديد كل الإهمال.