لكل مهموم ، كلام يريح القلب - YouTube
يكفي أن يستشعر الفرد في كل صباح أنه ما زال على قيد الحياة، فذلك بحد ذاته إشارة إلى فرصة من الله وبأن كل هم له بداية جديدة طاغية عليه، تلك البداية الباعثة للأمل. إنّ الهموم من أكثر المشاعر المؤقتة التي لا تدوم، فهي كما الحياة الدنيا فانية، وكلما زاد إيمان الشخص أدرك أن الحياة لا تستحق أن يُحزن من أجلها فهي رحلة قصيرة لا بد من عيشها دون الحزن عليها. أحيانًا يأخذ الله منك ما هو جميل بالنسبة إليك، ولكنه يرزقك بما تحتاجه، وبما هو أعظم وأفضل لمصلحتك. إن المهموم كالورقة الصفراء بمجرد ريح خفيفة يسقط على الأرض ويتحطم، وذلك ما لا يرضاه أي شخص على نفسه، فكن كما الأوراق الخضراء لا تُزعزها الرياح ولا تسقطها. الهموم هي أشياء ماضية قد رحلت، وهي مواقف عدائية لا بد من التفوق عليها، لذلك فالأفضل دائمًا أن ينظر الفرد إلى الأمام، وأن يطمح ليُحسن من نفسه، فيمنع الهموم من أن تتآكل داخله وتُحطمه. إن الهموم هي مجموعة من الأحزان التي لا يُذهبها إلا التقرب من الله تعالى. ادعيه تريح النفس قبل النوم. لا مكان لليأس في القلب المهموم، فالهم أحيانًا يقوي من الفرد ويجعله أكثر ثباتًا وقوة في مواجهة المواقف والتفوق عليها. لا يستطيع الفرد من أن يجعل الهم يدخل قلبه، ولكنه قادر على منعه من أن يُسيطر عليه، وذلك يعود إلى تماسك كل فرد وحبه للاستمرار بالحياة.
إنّ الحياة زاخرة بالظروف التي يُمكن أن تكسر مجاديف الإنسان، وأن تُعكر صفو حياته وسعادته، ولكن رغم هذه التراكمات من الهموم ثمة ضوء آخر الممر، فما ضاقت إلا لتُفرج، وما أظلمت إلا لتشرق من جديد. لا شيء في الحياة يُمكنه أن يسلب السعادة من الشخص مهما كانت الظروف، ذلك لأن السعادة هي شعور داخلي ووجداني، يكسبه الشخص من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى الآخرين. إنّ الهموم كالظلام لا بد وأن يأتي خلفه نور ونهار وإشراق، لذلك فإنّ الصباح هو بداية جديدة للحياة، وهو باعث أمل بأن ثمة تجارب جديدة لا بد من خوضها، وتجربتها، وعدم الاستسلام للهموم والأحزان. ما دام القلب ينبض فلا بدّ أن يمضي الفرد إلى الأمام، وأن يسعى للتفوق على العثرات التي واجهته، فالحياة هي عبارة عن سباق، والفوز بهذا السباق لا يتحقق باليأس والاكتئاب من الحياة، لذلك لا بد من النهوض في كل مرة من أجل نيل السعادة. إنّ الهموم تصنع من الأفراد نسخًا متشابهة، لا تميّز بينهم، لذلك لا بد من السعي إلى التميّز والمثابرة والأمل بالحياة، من أجل السيطرة على الهموم وعدم الاستسلام لها. إذا ضاع نهار الأمس، فثمة شمس اليوم، فمع كل إشراقة صباح، هناك شمس مضيئة تشير إلى غد جميل باعث للحياة والتفاؤل ، فالهموم ما هي إلا تراكمات الأمس التي أصبحت في الماضي.