[٥] [٤] وأمّا عن مكان التّيه تحديداً فقد ورد في بعض أسفار التّوراة أسماء الأماكن التي مرّوا بها، فقد مرّوا ببحر سوف، ووادي زارد، وإنّ الله -تعالى- قد قضى لهم بهذا العقاب غير المألوف لحكمة عظيمة؛ فقد أراد أن ينتهي نسل هذا الجيل الذي خرج من مصر، لينشأ جيل جديد من مصر لا يحمل هذه الصّفات، ويقوى على الجهاد في سبيل الله -تعالى-. [٦] من هو قارون؟ يُذكر في الكتب أن اسمه قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب، وهو ابن عمّ موسى -عليه السّلام-، ويلتقي نسبه مع موسى عند جدّه قاهث، فموسى هو موسى بن عمران بن قاهث ، قال الله -تعالى-: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى) ، [٧] [٨] آمن قارون بابن عمّه موسى، وكان يحفظ التّوراة ويقرؤها بصوت حسَن، وكان عابداً؛ لكنّه بغى على قومه فيما بعد ولم يؤمن بموسى -عليه السّلام- ودعوته. [٩] قصة قارون والدروس المستفادة منها كان قارون من قوم موسى، رزقه الله -تعالى- أموالاً كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، وكانت كنوزه من شدّة عظمتها لها مفاتيح، ولا يقوى على حمل هذه المفاتيح الرّجال الأشدّاء الأقوياء، مما يدلّ على كثرة هذه الأموال والأملاك وعظمتها، قال الله -تعالى-: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ).
فضلا لا أمرا إدعمنا بمتابعة 😉 👇👇👇 كان قارون من قوم ؟ – مدونة المناهج السعودية Post Views: 86
إلا أن العقلاء وأهل الإيمان منهم حذروهم وأمروه بتقوى الله، وأن ما عنده سبحانه خير مما عند قارون. فجاء عقاب الله عز وجل في لمح البصر، ليذهب أمام قومه وهو ضعيف وعاجز، لا يفيده جاهه ولا قومه. ففي قوله تعالى "فخسفنا به وبداره الأرض" بيان لابتلاع الأرض لقارون ولداره. وحينها ذهب تمنّي القوم أن يكونوا مكانه وأحسّوا بنعمة الله وفضله عليهم. مكان خسف قارون لم يثبت مكان خسف قارون، ولا الموقع الذي عاش فيه هو وقومه على وجه التحديد. إلا أن الكثيرين اعتقدوا تواجد قصر قارون وبلدته في مصر، فقد كان من وزراء فرعون. فقد وجدوا فيه كرسيًا مزخرفًا ومذهبًا، وكان القصر ضخمًا محتويًا على 300 غرفة. وقيل بأن الطابق العلوي هو الذي كان يحتفظ فيه قارون بالكنوز. لكن في حقيقة الأمر لا علاقة لقصر قارون بالفيوم بمكان خسف قارون. فقد ذكر علماء الآثار والتاريخ أن قصر الفيوم ما هو إلا معبد من العصر اليونان الروماني. الآيات القرآنية المذكور فيها قارون جاء ذكر قارون من قوم بني إسرائيل في كثير من السور القرآنية، وهي من القصص التي نزلت على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لتثبّت فؤاده، ولتكون وعظًا وعبرة للناس. جاء ذكر قارون في سورة العنكبوت، وسورة غافر، وسورة القصص.
وذكرت قصة قارون بالتفصيل في سورة القصص بدءًا من الآية 76 إلى الآية 82. أي من قوله تعالى: " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)". إلى قوله تعالى: " وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ۖ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)". بعد خسف الله لقارون أصبح من تمنى أن يكون في موقعه من قومه يشكر الله على أن منّ عليه بأنه لم يصبح محل قارون. فبعد معاينتهم لما عاقب الله عز وجل قارون به قالوا أن الله هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، ولا يعتمد الأمر على فضل الشخص أو علمه أو منزلته. بل الله يوسع على الناس بمشيئته، ويضيق على من يشاء من خلقه، وكما لا تكون سعة الرزق دالة على فضل الشخص، فإن ضيق الرزق لا يدل أيضًا على سخطه لعمله. قال تعالى: " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24)" سورة غافر.