فشجرة اللوز تعيش خمسة عشر عامًا فقط، بينما تستطيع الزيتونة أن تعيش مئة عام. اللوز بجانب قيمته التراثية لفلسطين، وانتشاره في ربوعها، وأزمة خبوه وانحساره من الضفة مؤخرًا إلا أنه يعبر دائمًا عن ميلاد جديد، وحياة أخرى. شجرة اللوز - السادس "ب". فعندما رسم فان جوخ لوحته المشهورة ازدهار اللوز كان ذلك بعد أن تلقى خطابًا من أخيه أنه رزق بمولودًا جديدًا، وهو ما عدل شعور ونفسية فينسينت في ذلك الوقت فقرر رسم اللوحة عام 1890. وإيميل حبيبي، في قصته "أبو سلام"، وأخيرًا نوّر اللوز، وهي قصة من مجموعة قصصية بعنوان سداسية الأيام الستة، يحكي عن أستاذ (م) الذي عندما قابل أخيرًا حب حياته الضائع نوّر غصن اللوز الجاف، وازدهر الربيع، وقهقه القدر! وفي الشعر الفلسطيني لم تُنسى شجرة اللوز، فذكرها محمود درويش في قصيدته كزهر اللوز أو أبعد: "لوصفِ زهرِ اللوز تلزمني زياراتٌ إلى الَّلاوعي ترشدني إلى أسماءِ عاطفةٍ معلقةٍ على الجدران. ما اسمه؟ ما اسمُ هذا الشيء في شعريةِ الَّلاشيء؟ يلزمني اختراقُ الجاذبيةِ والكلام، لكي أحسَّ بخفةِ الكلماتْ حين تصير طيفاً هامساً فأكونها وتكونني شفافةً بيضاء" رمزية شجر اللوز شجر الزيتون، وشجر البرتقال، وشجر الليمون غالبًا ما يرمز ويعبر عن الهوية، والتمسك بالأرض، أما شجر التين والتوت، فعادةً ما يتذكره الأدباء الفلسطينيون عندما يحكون عن طفولتهم، ولكن شجر اللوز غالبًا ما تكون له معزة خاصة.
إجابتك هي: صح 4 نبَتَتْ شَجَرَة اللَّوْزِ مَعَ فَصْلِ الشتاء.
ذكريات جميلة يلفت الستيني عبدالله خميس إلى طريقة قطف ثمار اللوز، مبينا أنه يتم عن طريق تسلق الشجرة وهزها لأكثر من مرة، أو من خلال عصا أو عبر استهداف الثمرة ورميها بحجر صغير. ويؤكد خميس أن للشجرة ذكريات جميلة مازالت عالقة في ذهنه، ويقول «بعد فترة من لعب الصغار يستلقي مجموعة منهم تحت ظلال الشجرة كبيرة الأوراق ويبدأون بأكل اللوز والتحدث والضحك خاصة عندما يقوم أحدهم بأكل ثمرة اللوز دون انتباهه لتواجد الدود فيها، وبعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة من اللعب برشق بعضهم بعنقاشة اللوز «بذرة اللوز الكبيرة»، ومن ثم يجمعون البذور في مكان مكشوف لأيام عدة حتى تجف تماما، ويقومون بكسر البذرة ليجمعوا «البيذام» الذي بداخل البذرة والذي يتميز بطعمه اللذيذ». ويوضح خميس، الذي يزرع الكثير من أشجار اللوز في مزرعته «يعد موسم الصيف هو التوقيت المناسب لجني هذه الثمرة التي تعرف باسم شجرة اللوز الاستوائي أو البحري أو الهندي، وهي تعد واحدة من الأشجار الأكثر شيوعا في جميع أنحاء جنوب اليمن وعمان والهند وماليزيا وأجزاء أخرى كثيرة من جنوب شرق آسيا»، لافتاً إلى أنه يمكن زراعتها في المزارع والمنازل والحدائق والمتنزهات العامة لتعطي لمسات جميلة وبارزة للمكان.
فقلت: إني أحب أن ألقاك، قال: ألقني في المسجد. وكان فارسيا، فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد، حتى مات الرجل، قال: ثم انتقل من تلك الدار، ولم ير أين ذهب. مدرسة البراء بن مالك. فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المنكدر: أخرج عنا الرجل الصالح. وكان يقول: إن الله ليصلح بصلاح الرجل الصالح ولده، وولد ولده، وداره حتى يصل إلى الدويرات حوله، ما يزالون في حفظ الله. وحدث محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: استلقى البراء بن مالك، على ظهره، ثم ترنم فقال له أنس، أي أخي، فاستوى جالسا فقال: أتراني أموت على فراشي، وقد قتلت مائة من المشركين، مبارزة سوى من شاركت في قتله. وعن صوته الحسن، ورجزه برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يستمع له الرسول الكريم، ويستأنس له، يقول أخوه أنس بن مالك رضي الله عنه: كان البراء بن مالك رجلا حسن الصوت، فكان يرجز برسول الله، فبينما هو يرجز برسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، إذ قارب النساء، قال رسول الله له: (إياك والقوارير) (إياك والقوارير) مرتين مؤكدا عليه ذلك. ولرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا نظرة شرعية، شبيهة بوصيته عليه الصلاة والسلام، لأخيه أنس بن مالك ، عندما بلغ الحلم، فقال له: لا تدخل على النساء، إلا مستأذنا، لأن أنسا، كان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم التقوا على قنطرة السوس، فأوجعوا في المسلمين فقالوا: أقسم يا براء على ربك، فقال: «أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيي صلى الله عليه وسلم »، فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدًا (رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي).
وظل بطلنا مجاهدًا في سبيل الله يتقلب في مواطن الجهاد المختلفة إلى أن جاء يوم "تستر" -مدينة من مدن خوزستان- سنة عشرين من الهجرة، وكان يومًا مشهودًا من أيامه الغُر أيضًا، قال له المسلمون: "يا براء، أقسم على ربك" وقد علموا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حقه، فقال: "أُقسم عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيك"، فحمل -أي: على الفُرس- وحمل الناس معه، ففتح الله تعالى لهم، وقُتل البراء رضي الله عنه شهيدًا. وبعد.. فهؤلاء هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين حبهم دين وإيمان، وهذا هو جهادهم لإعلاء كلمة الله، ففتح الله بهم البلاد وقلوب العباد، فتشبَّه به، إن التشبه بالكرام فلاح. قصه الصحابي البراء بن مالك الانصاري. وإلى لقاء جديد مع بطل عظيم. وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. عصام حسنين 23 3 74, 902
المصادر