كأنه الحصري!! الشيخ محمد شرف الحلواني | البقرة والانفطار | مسجد نمرة 1978 م.. حصريًا - YouTube
تلاوة محبرة للشيخ محمد شرف الحلواني من جامع الطائف الكبير - YouTube
ومن علامات كون الحج مبروراً أن تكون حال الحاج بعده في الطاعة والاستقامة أحسن منها قبله، فإن من علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها.
وهكذا نرى المؤمنين الصادقين يتقون تلك الموافق الجريئة المشرفة لايخشون في الله أحداً فينظر أحدهم إلى من هو فوقه إيماناً وخلقاً وثباتاً على الحق، فيقتدي به ويرغب في صحبته ويحرص على نصحه، فهل فينا من هذه الصفات شيء؟ قال تعالى: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين. الخطبة الثانية مر إبراهيم بن أدهم في أسواق البصرة، فاجتمع عليه الناس، وقالوا: يا أبا إسحاق إن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز: ادعوني استجيب لكم ونحن ندعوا دهراً فلايستجاب لنا، فقال ابراهيم: يا أهل البصرة، ماتت قلوبكم من عشرة أشياء: أولها: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه. الثاني: قرأتم القرآن ولم تعملوا به. الثالث: ادعيتم حب رسول الله وتركتم سنته. الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه. الخامس: قلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها. السادس: قلتم نخاف النار ورهنتم انفسكم بها. السابع: قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له. الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم ونسيتم عيوبكم. التاسع: أكلتم نعمة الله ولم تشكروها. العاشر: دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم. نسأل الله أن نكون ممن يذكرون فيتذكرون، وممن يوعظون فينتفعون، وممن يقولون فيعملون.
فأنت ـ يا أخي الكريم ـ قد منّ الله عليك فجعلك في هذا المكان، لم يجعلك رقمًا في دول الغرب المادية الماجنة الكافرة، ولم يجعلك عجلةً مسنّنة تدور في دول الشرق المارقة الملحدة الشيوعية، ولم يجعلك إنسانًا مخدوعًا في فرقة من فرق البدع الضالة المضلة، وإنما حباك الله بالأمن والإيمان، وجعلك في بيتك أو خارج بيتك ليلاً أو نهارًا تحسّ بالطمأنينة وعدم الخوف إلا من الواحد الديان. وحباك الله ـ أخي المسلم ـ من كل ما تشتهي من الطعام والشراب الطيب الحلال، ما طلب الإنسان صنفًا من الطعام إلا واستطاع إحضاره إلى بيته، ونجد أنه ما من فاكهة في العالم في الشرق أو في الغرب في الشمال أو في الجنوب إلا ووصلت إلى هذا البلد تحقيقًا لدعوة أبينا إبراهيم: وَإِذْ قَالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [البقرة:126]. هذه بعض النعم قد تكلمنا عنها، ونِعَم الله أكثر وأجلُّ من أن تعَدَّ أو تحصى، قال تعالى: وَأتَاكُم مّن كُلّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34].