[١] إقرار وجوب المسارعة إلى تنفيذ أمر الله عندما جاء أمر الله -سبحانه وتعالى- لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل لم يتردَّد بذلك أبدًا؛ بل ذهب إلى ابنه وأخبره بما رأى من أمر الله، وكان هذا اختبار لكليهما، وقد أسرع إبراهيم -عليه السلام- لتنفيذ ما أمره به الله -تعالى- والانقياد لأوامره، يقول -عزَّ وجلَّ-: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)، [٢] إضافة إلى ذلك كان أيضاً إسماعيل -عليه السلام- صابرًا على هذا البلاء العظيم، وساعد والده على قبول أمر الله -تعالى- والانصياع إليه. [٣] الرحمة بسارة والجبر لقلب هاجر كانت السيدة سارة شديدة الغيرة من السيدة هاجر أم إسماعيل والتي كانت جاريتها، وحين أنجبت هاجر ولدها إسماعيل ازدادت الغيرة في قلب سارة؛ فقد أحبَّه أبوه كثيرًا، عندئذٍ جاء أمر الله -تعالى- لنبيه إبراهيم أن يأخذ هاجر وابنها إلى مكة ويُسكنها هناك، وذلك حتى تخف الغيرة عند سارة، وهذا من فضل الله -تعالى- ورحمته بها. [١] كما جاء أمر الذبح لابن هاجر دون ابن سارة حتى يرقَّ قلب سارة على هاجر وابنها، وتتحول الغيرة الشديدة إلى رحمة وحب، أمَّا هاجر فقد جبر الله -سبحانه وتعالى- قلبها، وذلك حين جعل نهاية الوحدة، والبعد، والاستسلام لأمر الله بذبح ابنها تكريمًا لهما، فأصبحت آثارهما والمكان الذي مشت فيه بحثًا عن الماء أماكن عبادة يأتيها المسلمون من كل البلاد إلى أن يبعث الله العباد.
أمر الله سيدنا إبراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل، وكان إسماعيل هو الابن الوحيد لسيدنا إبراهيم عليه السلام. قال إبراهيم لابنه واخبره عن أمر الله، وكان إسماعيل ولد صالح وأطاع والده وسعى معه وهو صابرًا محتسبًا. قال تعالى سبحانه وتعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَه السَّعْيَ قَالَ يَا بنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحكَ)، [الصافات:102]. وجاء على لسان سيدنا إسماعيل في القرآن الكريم: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تؤْمَر سَتَجِدنِي إِنْ شَاءَ اللَّه مِنَ الصَّابِرِينَ)، [الصافات:102]. قصة ذبح اسماعيل عليه السلام. ولأن رؤيا الأنبياء من الوحي، فكان يلزم على سيدنا إبراهيم عليه السلام تنفيذها. تشهد هذه القصة على تمام العبودية من إبراهيم وإسماعيل، فكانوا يمتثلون لأوامر الله عز وجل. فذهب إبراهيم مع إسماعيل عليهم السلام إلي مكان بعيد. هم إبراهيم أن يذبح ولده الذي يحبه، ولم يتذمر ولا يعترض على قضاء الله وقدره. خلع إسماعيل قميصه ليكون كفن له، وأضجع إبراهيم ابنه لكي لا ينظر له ويرق قلبه. بعدما وضع إبراهيم السكين على رقبة إسماعيل، جاءت بشرى من الله حيث نزل كبشٍ عظيم أبيض فداء من الله لسيدنا إسماعيل. قال الله سبحانه: (وَفَدَيْنَاه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)، [الصافات:107].
[٦] [٧] تنفيذ أمر الله سلَّم إبراهيم -عليه السلام- أمره لله -تعالى- وكذلك ابنه إسماعيل، وانطلقا لتنفيذ أمر الله -عزَّ وجل-، [٧] وعندما جاء وقت الذبح ألقى إبراهيم ولده إسماعيل على وجهه حتى لا يراه وهو يذبحه فيشفق عليه، ووضع عند حلقه صفيحة من النحاس ليذبحه بها، وقال بسم الله وكبَّر وتشهَّد مهيِّئًا إسماعيل للذبح، في ذلك الوقت نادى الله -عزَّ وجلَّ-: ( وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ، [٨] أي قد تحقَّق المطلوب من أمر الذبح، وهو اختبار إبراهيم في إيمانه وطاعته لربه. [٧] الفداء بالكبش بعد أن عزم سيدنا إبراهيم على تنفيذ أمر الله -تعالى- في الذبح، أنزل الله -تعالى- عليه كبشًا يفدي إسماعيل، يقول -جلَّ وعلا-: ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) ، [٩] فذبح إبراهيم -عليه السلام- الكبش، [٧] أمَّا عن مكان ذبح إسماعيل فقد تنوعت الآراء فيه على أربعة أقوال؛ أولها في المقام في مكة وهو أرجح الأقوال، والثاني في المنحر عند الجمار، والثالث عند جبل ثبير الموجود في منى، أمَّا القول الرابع فهو في الشام. [١٠] سارع إبراهيم -عليه السلام- لتنفيذ أمر -الله سبحانه وتعالى- وساعده على ذلك ابنه إسماعيل، إلا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أنزل كبشًا عظيمًا فداءً لإسماعيل -عليه السلام-، ومن الجدير بالذكر أنَّه لم يُذكر في التاريخ عمر سيدنا إسماعيل عند الذبح.
بعد ذلك انجب إسماعيل من زوجته ذرية طيبة ووسع الله عليهما ببركة دعاء والده إبراهيم. قصة إسماعيل بناء الكعبة عاد النبي إبراهيم ليزور ابنه إسماعيل -عليه السلام-، ولما رأى إسماعيل أباه قابلة بشوق ومودة. كما قابل إبراهيم ابنه بمحبة كبيرة، وقال إبراهيم لابنه إن الله امرني بأمر، وطلب منه أن يساعده في تنفيذ هذا الأمر. وافق إسماعيل في الحال، وقال لأبيه سوف أساعدك وقال له لابد من تنفيذ أمر الله. قصة سيدنا اسماعيل عليه السلام - يعني. أمر الله إبراهيم ببناء الكعبة، أشار سيدنا إبراهيم إلى أكمة مرتفعة ومكان حولها. حيث أوحي إليه الله ببناء الكعبة في هذا المكان، وقام إسماعيل مع إبراهيم يرفعان قواعد بيت الله الحرام الكعبة المشرفة. ساعد إسماعيل أبيه وكان يأتي بالحجارة، وكان إبراهيم يبني البيت، وكانا يدعيان أثناء البناء كما جاء في سورة البقرة. كانا إبراهيم وإسماعيل يدعون الله أثناء بناء الكعبة ويقولون: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيع الْعَلِيم). الدروس المستفادة من قصة إسماعيل عليه السلام هناك الكثير من الدروس المستفادة من قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام منها ما يلي: المؤمن الحق هو المتوكل على الله، ومن يتوكل على الله يكفيه ويرشده ويدله للخير.
في موضع محدد بمكة فجاء إليها باحثًا عن فلذة كبده ليكون عونًا في مهمته العظيمة، وأسرع إسماعيل يعين أباه على تنفيذ أمر الله وشرعا يبنيان البيت الحرام، طالبين من الله القبول والثواب ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾. واستمرا يعملان حتى اكتمل البناء فبارك الله جهدهما وحمى هذا البيت وجعله قبلة الناس وملاذهم إلى يوم القيامة. قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾. قصه نبي الله إسماعيل عليه السلام. المسلم يتعلم: 1- أن الذي يثق بالله لا يضيعه الله. 2- أن ابتلاء المؤمن رفع لدرجته. 3- أن الله يستجيب دعاء المضطرين. 4- أن إسماعيل عليه السلام نموذج للابن البار الصالح المحب لله. 5- أن تعظيم البيت الحرام وزيارته من شعائر الله. 6- أن طاعة الزوجة لزوجها، ورضاهما بعيشهما من طاعة الله.
نبي الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام قال الله تبارك وتعالى:{ واذكُر في الكتابِ إسماعيلَ إنَّهُ كانَ صادقَ الوعدِ وكانَ رسولًا نبيًا}سورة مريم. نسبه هو إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عليهما الصلاة والسلام، وهو ابن هاجر المصرية التي وهبتها سارة زوجة إبراهيم إلى زوجها إبراهيم، وهو جدُّ الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذ إنّ الرسول يعودُ نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم. بعثته عليه السلام أرسل الله تعالى إسماعيل عليه السلام إلى القبائل العربية التي عاش في وسطها وإلى العماليق [1] وأهل اليمن فدعاهم إلى الإسلام وعبادة الله وحده، قال الله تعالى: { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}سورة النساء، وهذا مما يدل على أن دين الأنبياء كلهم واحد هو الإسلام. قصة نبي الله|أبراهيم عليه السلام و أسماعيل عليه السلام القصة كاملة كما لم تسمعها من قبل - YouTube. وقد أثنى الله عليه ووصفه بالحلم والصبر وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة والأمر بها لأهله ليقيهم العذاب، مع دعوته عليه السلام إلى عبادة الخالق وحده وهو الله سبحانه وتعالى، قال الله تبارك وتعالى في حق نبيه إسماعيل عليه السلام: { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}سورة مريم.