وكون النارِ تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها الناسَ من المشرق إلى المغرب، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها، وعندما تنتشر يكون حشرها لأهل المشرق أولًا. الدابه التي تخرج اخر الزمان على دروب الرحيل. فالنار التي تسوق الناس إلى محشرهم هي آخر العلامات من عمر الدنيا، وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة، وهذا الحشر ليس المقصود به الحشر من القبور، ولكنه حشر يكون في الدنيا إلى أرض المحشر بالشام وقبل النفخ في الصور؛ كما قال به جمهور العلماء. وتكون جهة الحشر إلى أرض الشام، قال صلى الله عليه وسلم: ( ها هنا تُحشرون، ها هنا تحشرون، ها هنا تُحشرون ثلاثًا، ركبانًا ومشاةً وعلى وجوهكم)، قال ابن أبي بكير: فأشار بيده إلى الشام فقال: ( إلى ها هنا تُحشرون)؛ (رواه أحمد، قال الوادعي في الصحيح المسند: صحيح). والسبب في كون الشام هي أرض المحشر أن الأمن والإيمان حين تقع الفتن في آخر الزمان يكون بالشام، قال صلى الله عليه وسلم: ( بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتْبعته بصري، فعُمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام)؛ (رواه أحمد، وصححه ابن حجر). قال ابن حجر: ( وأما حشر الآخرة، فقد جاء في الأحاديث أن الناس يُحشرون مؤمنهم وكافرهم حفاةً عراةً غرلًا بُهْمً ا)، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم محشورون حفاةً عراةً غُرلًا، وتلا قوله تعالى: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾ [الأنبياء: 104].
فقال: ((ما تَذاكَرونَ؟)) قالوا: نَذكُرُ السَّاعةَ. قال: ((إنَّها لَن تَقومَ حَتَّى تَرَوا قَبلَها عَشْرَ آياتٍ)).
وقال ابن كثير ( وهو قول حسن ولا منافاة والله أعلم) ا وأما الكلام الذي تخاطبهم به فهو قولها ( إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) وهذا على قراءة من قرأها بفتح همزة ( إن) أي تخبرهم أن الناس كانوا بآيات الله لا يوقنون، وهذه قراءة الكوفة وبعض أهل البصرة. وأما قراءة عامة قراء الحجاز والبصرة والشام فبكسر همزة ( إن) على الاستئناف ويكون المعنى: تكلمهم بما يسوؤهم أو ببطلان الأديان سوى الإسلام
قالوا هذه المصاحف ترفع، فكيف بما في صدور الرجال؟!
قال عمار: قد أريتكها إن كنت تعقل بعد طلوع الشمس من المغرب تخرج دابة الارض مع عصا موسى وخاتم سليمان تسم كل واحد على خرطومه (منخاره) فاذا كان مؤمن يبيض وجهه أو كافر فيسود وجهه. وهي علامة للملائكة بحيث يلقون الناس في النار دون محاسبة. زكريا منير علي أبلغ من العمر 29 عاما مدون على شبكة الأنترنت وكاتب في كلمة ملتزم بنقل الحقيقة بحيادية تامة