السؤال: يقول أيضاً: أسال عن صحة هذا الحديث: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق» ؟ الجواب: الشيخ: هذا أيضاً ليس بصحيحٍ. ضعيفٌ. لكن الطلاق لا شك أنه خلاف الأولى، وقد أمر الله تعالي بالصبر على المرأة. وكذلك جاء في السنة، فقال الله تبارك وتعالى: ﴿فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا﴾. وهذه إشارة؛ لأنه ينبغي على الإنسان أن يصبر على المرأة ولو كره منها ما كره.
حديث: رجعنا من الجهاد الأكبر، وحديث: من تعلم لغة قوم أمن مكرهم: الفتوى رقم (585): س: عن مدى صحة الأثرين الشائعين على ألسنة الناس: أحدهما: ما ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أنه قال إثر رجوعه من إحدى غزواته: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، والثاني: ما ينسب إليه كذلك من قوله: «من تعلم لغة قوم أمن مكرهم». ج: أما الحديث الأول، وهو ما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه قال إثر رجوعه من إحدى غزواته: «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: «جهاد القلب» ، فقد أورده الغزالي في كتاب: شرح عجائب القلوب من الإحياء، وفي باب: بيان شواهد النقل من أرباب البصائر، وشواهد الشرع على أن الطريق في معالجة أمراض القلوب ترك الشهوات. وقال العراقي في كتابه: المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار، قال: حديث رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر رواه البيهقي في الزهد من حديث جابر، وقال: هذا إسناد فيه ضعف، وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير بعد أن أورد الحديث قال: رواه- أي عن جابر- البيهقي أيضا في كتاب الزهد وهو مجلد لطيف، وقال: إسناده ضعيف واتبعه العراقي.
أثار الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، الحديث مرة أخرى عن أزمة الطلاق في ظل تصاعد الحديث الديني بشأن شرعية الطلاق الشفهي، إذ يرى البعض أنّه لا يسقط، فيما يرفض ذلك آخرون بما فيهم مؤسسة الأزهر الشريف، وهيئة كبار العلماء، مؤكدين وقوع الطلاق الشفهي، إلا أنّ مبروك عطية كان له رأي آخر. قال عطية، في لقاء تلفزيوني، أنّ حديث «إن أبغض الحلال عند الله الطلاق»، ضعيف ولا يصح الاستدلال أو الاحتجاج به، مستنكرا بقوله: «كيف يكون الطلاق أبغض الحلال عند الله، فكان من الأولى أن يحرمه من البداية»، مشيرا إلى أنّ البيوت قديما كانت ملجأ لحل المشاكل وهدوء الحال، إلا أنّ تصرفات بعض الأزواج الحاليين وهروبهم من المسؤولية أدى إلى زيادة نسب الطلاق.
ولكن الأناني، يكتفي بوحدته وبفردانيته، يظن نفسه هو وحده الموجود، مُحدد في كل شيء، في تصرفاته مع نفسه ومع الآخرين، منغلق، يظن نفسه هو الوحيد القادر على توجيه الآخرين، وهو ألاحكم بينهم. نلاحظ الأطفال مثلاً، في صغرهم يمتلكون من الأنانية، بحيث تصل إلى إيذاء أخوتهم الأصغر منهم، إما بسبب الغيرة والانفراد بحب الأم وحنانها، أو لكي يثبتوا لأنفسهم وللآخرين بأنهم الأفضل والأحسن، أو ربما أعجب بشخص أبيه أو أي شخصية أخرى في خياله الطفولي، فيتصرف تصرفات ليصبح مثلها، فنلاحظ اقتصار نظره على حاجاته الخاصة، وتتولد لديه الأنانية والسيطرة وحب الذات دون الآخرين وبأنهُ الأفضل وفعل كل محظور لإشباعها، ويهتم بنفسه وبمصالحه دون الاهتمام بمصالح الآخرين أو إعطاءها الأولوية، ومع مرور الأيام والسنين تصبح متأصلة في شخصيته في ظل غياب توجيه الوالدين لهُ، وتعليمه كيف يحب الآخرين لأنه موجود مع الآخرين. خلاصة حديثنا نقول: حبك لذاتك يبدأ من حبك للآخر وللآخرين، أي ليس حباً من طرف واحد وباتجاه واحد، لأنك لن تجد صداهُ، وستصطدم بواقع مريرٍ وخيبةٍ ولومٍ ومقتٍ، حبَّ نفسك بصدق كي تحب الآخرين وهنا تجد التوازن في حبك وفي نفسك أولاً، لأن الحب كيان وعلاقة تبادلية فيهِ أكثر من طرف.
الأنانية وحب وتفضيل الذات صفات بشرية خلقنا بها كفطرة طبيعية لا يمكن أن نتخلص منها بشكل نهائى، لأنها ضمن تكويننا البشرى الذى قد يختل إذا انحرفت أحد موازينه وتكويناته، لكننا فى نفس الوقت يجب أن نحتويها ونحصرها حتى لا تخرج عن النطاق الطبيعى وتتحول إلى حالات مرضية. كيف تتخلصين من الأنانية المرضية؟ تقول الدكتورة شيماء عرفة، أخصائى الطب النفسى، لا يستطيع أحد أن يخلص فرد آخر من أنانيته المفرطة وحب الذات المرضى، لأن الشخص الذى يعانى من الأنانية المرضية يجب أن يخضع "لكورسات" علاجية مكثفة يديها هو يعتمد على نفسه فى ترويضها والسيطرة عليها. وتابعت الدكتورة شيماء: ولن يحدث ذلك إلا فى حال الاعتراف بالأنانية ونقمها والاقتناع بأن الفرد الأنانى الذى يفضل ذاته ويعمل على تحقيق أهدافه على حساب أى شىء مهما كان، يحتاج إلى تدريب نفسى حتى يتخلص من هذه الصفة التى قد تفقده علاقاته. نصائح تخلصك من أنانيتك - حاولى أن تكتشفى هذه الأنانية المفرطة من البداية من خلال تعليقات المحيطون بك، ولا تكابرى عند اكتشافها واقبلى بالأمر الواقع وحاولى تصحيحه أو تقويمه. - بعد اكتشاف حب الذات المرضى يجب ألّا نستسلم إليه والاعتماد على حجة الطباع التى لا تتغير، إنما نحاول إخضاع أنفسنا إلى دورات علاجية ذاتية.
(1 كورنثوس 13: 1). فالأنانية Egotism هي حب الاكتفاء بالذات وبالأنا (الذات الأنانية)، دون ترك مجال لحب الآخر واستيعابه واكتشافه وتفهمه والتضحية من أجلهِ، شدة حبهِ لنفسهِ يمنعهُ عن الانفتاح على الآخر واحتوائه، وليس شرطًا أن يكون هذا الآخر شريكًا لك، بل ربما يكون جارك، صديقك، قريبك.. الخ. وهناك مفردات متنوعة تستخدم لوصف الأنانية مثل: مُتمركز حول الذات، فردي، نرجسي، مُحب لذاته. هل الأنانية سلوك متأصل أم مُكتسب؟ الإنسان الأناني يعاني من عدم الاتزان، يهتم بنفسه بشكل مُطلق أو مُبالغ فيه، بحيث يركز على مصلحتهِ ورغباتهِ الخاصة دون أي اعتبار لمصلحة الآخرين والمجتمع. وحب الذات من أجل معرفة كيف تحب الآخرين، يختلف كثيراً عن الأنانية التي تركز على حب الذات والاكتفاء بها ونبذ الآخرين، أي العمل في دائرة (الأنا المغلقة). وحب الذات صفة طبيعية موجودة داخل كل إنسان، فما من إنسان يكره ذاته أو يريد الشر لها. الإنسان يحب طفولتهِ، شبابهِ، بيتهِ، عائلتهِ، مصالحهِ، عملهِ، مجتمعهِ، تقاليدهِ، يحب الأكل الجيد ، اللبس الجميل، وأن يُمتع نفسهِ ويُترفها، فالإنسان بشكل عام يحب ذاته ويضحي من أجلها، لأنهُ موجود في هذا الوجود ومع الآخرين في المجتمع.