سورة الأعراف الآية رقم 179: قراءة و استماع قراءة و استماع الآية 179 من سورة الأعراف مكتوبة - عدد الآيات 206 - Al-A'rāf - الصفحة 174 - الجزء 9. ﴿ وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ ﴾ [ الأعراف: 179] Your browser does not support the audio element. ﴿ ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ﴾ قراءة سورة الأعراف
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) أخبر الله تعالى أنه خلق كثيرا من الجن والإنس للنار ، وهم الذين حقت عليهم الكلمة الأزلية بالشقاوة ، ومن خلقه الله لجهنم فلا حيلة له في الخلاص منها. أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد بن علي الصيرفي ، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي ، أنا أحمد بن محمد بن أبي حمزة البلخي ، حدثنا موسى بن محمد بن الحكم الشطوي ، حدثنا حفص بن غياث ، عن طلحة بن يحيى ، عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - جنازة صبي من صبيان الأنصار ، فقالت عائشة: طوبى له عصفور من عصافير الجنة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " وما يدريك؟ إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق النار وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم ". وقيل: اللام في قوله " لجهنم " لام العاقبة ، أي: ذرأناهم ، وعاقبة أمرهم جهنم ، كقوله تعالى: فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا " ( القصص 8) ، ثم وصفهم فقال: ( لهم قلوب لا يفقهون بها) أي لا يعلمون بها الخير والهدى.
15448 - حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا أبو سعد قال: سمعت مجاهدا يقول في قوله: ( ولقد ذرأنا لجهنم) قال: لقد خلقنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس. 15449 - حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس: ( ولقد ذرأنا لجهنم) ، خلقنا. قال أبو جعفر: وقال جل ثناؤه: ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) ، لنفاذ علمه فيهم بأنهم يصيرون إليها بكفرهم بربهم. وأما قوله: ( لهم قلوب لا يفقهون بها) ، فإن معناه: لهؤلاء الذين ذرأهم الله لجهنم من خلقه قلوب لا يتفكرون بها في آيات الله ، ولا يتدبرون بها أدلته على وحدانيته ، ولا يعتبرون بها حججه لرسله ، فيعلموا توحيد ربهم ، ويعرفوا حقيقة نبوة أنبيائهم. فوصفهم ربنا جل ثناؤه بأنهم: "لا يفقهون بها" ، لإعراضهم عن الحق وتركهم تدبر صحة [ نبوة] الرسل ، وبطول الكفر. وكذلك قوله: ( ولهم أعين لا يبصرون بها) ، معناه: ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته ، فيتأملوها ويتفكروا فيها ، فيعلموا بها صحة ما تدعوهم إليه رسلهم ، وفساد ما هم عليه مقيمون ، من الشرك بالله ، وتكذيب رسله; فوصفهم الله بتركهم إعمالها في الحق ، بأنهم لا يبصرون بها.
خلقت لهم الأفئدة والأسماع والأبصار، لتكون عونا لهم على القيام بأوامر اللّه وحقوقه، فاستعانوا بها على ضد هذا المقصود. فهؤلاء حقيقون بأن يكونوا ممن ذرأ اللّه لجهنم وخلقهم لها، فخلقهم للنار، وبأعمال أهلها يعملون. وأما من استعمل هذه الجوارح في عبادة اللّه، وانصبغ قلبه بالإيمان باللّه ومحبته، ولم يغفل عن اللّه، فهؤلاء، أهل الجنة، وبأعمال أهل الجنة يعملون.