لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حيث اقترحوا هذا الاقتراح وتجرأوا هذه الجرأة، فمن أنتم يا فقراء ويا مساكين حتى تطلبوا رؤية الله وتزعموا أن الرسالة متوقف ثبوتها على ذلك؟ وأي كبر أعظم من هذا؟. وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا أي: قسوا وصلبوا عن الحق قساوة عظيمة، فقلوبهم أشد من الأحجار وأصلب من الحديد لا تلين للحق، ولا تصغى للناصحين فلذلك لم ينجع فيهم وعظ ولا تذكير ولا اتبعوا الحق حين جاءهم النذير، بل قابلوا أصدق الخلق وأنصحهم وآيات الله البينات بالإعراض والتكذيب والمعارضة، فأي عتو أكبر من هذا العتو؟" ولذلك بطلت أعمالهم واضمحلت، وخسروا أشد الخسران، وحرموا غاية الحرمان. ﴿ تفسير البغوي ﴾ قوله - عز وجل -: ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا) أي: لا يخافون البعث ، قال الفراء: " الرجاء " بمعنى الخوف ، لغة تهامة ، ومنه قوله تعالى: ما لكم لا ترجون لله وقارا ( نوح - 13) ، أي: لا تخافون لله عظمة. ( لولا أنزل علينا الملائكة) فتخبرنا أن محمدا صادق ، ( أو نرى ربنا) فيخبرنا بذلك. وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية. ( لقد استكبروا) أي: تعظموا. ) ( في أنفسهم) بهذه المقالة ، ( وعتوا عتوا كبيرا) قال مجاهد: " عتوا " طغوا في القول و " العتو ": أشد الكفر وأفحش الظلم ، وعتوهم طلبهم رؤية الله حتى يؤمنوا به.
وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا قوله {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} يريد لا يخافون البعث ولقاء الله، أي لا يؤمنون بذلك. قال: إذا لسعته النحل لم يرج لسعتها ** وخالفها في بيت نوب عوامل وقيل {لا يرجون} لا يبالون. قال: لعمرك ما أرجو إذا كنت مسلما ** على أي جنب كان في الله مصرعي ابن شجرة: لا يأملون؛ قال: أترجو أمة قتلت حسينا ** شفاعة جده يوم الحساب {لولا أنزل} أي هلا أنزل. {علينا الملائكة} فيخبروا أن محمدا صادق. {أو نرى ربنا} عيانا فيخبرنا برسالته. خطبة عن الركون إلى الدنيا ، وقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. نظيره قوله {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} الإسراء 90 ، إلى قوله {أو تأتي بالله والملائكة قبيلا} الإسراء 92 ، قال الله {لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا} حيث سألوا الله الشطط؛ لأن الملائكة لا ترى إلا عند الموت أو عند نزول العذاب، والله تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، فلا عين تراه. وقال مقاتل {عتوا} علوا في الأرض. والعتو: أشد الكفر وأفحش الظلم. وإذا لم يكتفوا بالمعجزات وهذا القرآن فكيف يكتفون بالملائكة؟ وهم لا يميزون بينهم وبين الشياطين، ولا بد لهم من معجزة يقيمها من يدعى أنه ملك، وليس للقوم طلب معجزة بعد أن شاهدوا معجزة، وأن {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين} يريد أن الملائكة لا يراها أحد إلا عند الموت: فتبشر المؤمنين بالجنة، وتضرب المشركين والكفار بمقامع الحديد حتى تخرج أنفسهم.
وفي هذا الكلام تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بأن ما لقِيه من قومه مثل ما لاقاه الرسل قبله، ولذلك أردفت هذه الآية بقوله: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ ﴾ [البقرة: 119].
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ﴾ قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴾ [البقرة: 118، 119]. أولًا: سبب نزولها: ذكر المفسرون في سبب نزولها أن رافع بن حريملة اليهودي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد، إن كنت رسولًا من الله كما تقول، فقل لله يكلِّمنا حتى نسمع كلامه، فأنزل الله هذه الآية. ثانيًا: تضمنت الآية الكشف عن شبهة من شبهات اليهود التي أثاروها، وبعض المطالب المتعنتة التي طلبوها من النبي صلى الله عليه وسلم، ومرادهم منها التشكيك في نبوته صلى الله عليه وسلم.
نعم. نسأل الله العافية. المقدم: نسأل الله العافية، جزاكم الله خيرًا يا سماحة الشيخ. فتاوى ذات صلة
فكأنهم خلقوا للبقاء فيها، وكأنها ليست دار ممر، يتزود منها المسافرون إلى الدار الباقية التي إليها يرحل الأولون والآخرون، وإلى نعيمها ولذاتها شمر الموفقون.
الأرض الطيبة الجزء الثاني الحلقة ٩٥ والاخيره - YouTube
مسلسل الأرض الطيبة ـ الموسم الثاني ـ الحلقة 94 الرابعة والتسعون والأخيرة كاملة HD | Al Ard AlTaeebah - YouTube
مسلسل الأرض الطيبة ـ الحلقة 94 الرابعة والتسعون والأخيرة كاملة ـ الجزء الثاني | Al Ard AlTaebah HD - YouTube