فالعارف الكامل هو الذي جمع بين شهود القدرة وإقرار الحكمة، فأعطى كل ذي حق حقه، ووفى كل ذي قسط قسطه، لكن يكون ذلك ذوقا وكشفا، لا علما وتقليدا. تفسير ابن عجيبة نتحدث في لغزنا هذا عن من هو الشخص الذي اوتي الحكمه ولم يؤت النبوه... الجواب: الذي اوتي الحكمه ولم يؤت النبوه هو لقمان لقمان (المعروف أيضا باسم لقمان الحكيم) ، كان لقمان رجلاً حكيم ، والذي ذكر في القرآن الكريم "سورة لقمان". تأتي سورة لقمان في الترتيب "31" ، وهي سورة مكية. عاصر لقمان الحكيم لـ سيدنا داود واشتهر لقمان بالحكمة. ولد وعاش في بلاد النوبة ، وتشتهر العديد من الوصايا المذكورة من قبل لقمان بإعتبارها إحدى القصص القرآنية التي تنشر مدى حكمة لقمان ، والتي تتمثل في الحكمة التي وهبها الله له. قال تعالى " وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" سورة لقمان – آية (12) هناك العديد من القصص عن لقمان في الفارسية والعربية والأدب التركي والمصادر التاريخية الأساسية في تفسير ابن كثير وقصص من القرآن لابن كثير. اوتي الحكمه ولم يؤت النبوه فمن هو عدد. معلومات عن لقمان الحكيم لقمان الحكيم هو الرجل الحكيم ، الذي ذكر في القآن الكريم في سورة سيمت على اسمه.
ومن الناس من يبذل ماله في غير فائدة، ليس في شيء محرَّم، ولا في شيء مشروع، فهذا مالُه ضائع عليه، وقد نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال. اوتي الحكمه ولم يؤت النبوه فمن هو الحل. وينبغي للإنسان إذا بذَلَ ماله فيما يُرضي الله أن يكون واثقًا بوعد الله سبحانه وتعالى، حيث قال في كتابه: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، ﴿ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾؛ أي: يعطيكم خلفًا عنه. وليس معناه فهو يَخْلُفُه، إذ لو كانت فهو يَخْلُفُه، لكان معنى الآية: أن الله يكون خليفة، وليس الأمر كذلك، بل فهو يُخلِفُه؛ أي: يعطيكم خلفًا عنه. ومنه الحديث: ((اللهم أجرني في مصيبتي، وأَخلِف لي خيرًا منها))، ولا تقل: واخلُف لى خيرًا منها، بل وأَخلِف؛ أي: ارزقني خلفًا عنها خيرًا منها. فالله عز وجلَّ وعَدَ في كتابه أن ما أنفَقَه الإنسان فإن الله يُخلِفه عليه، يعطيه خلفًا عنه، وهذا يفسِّره قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الأحاديث التي ساقها المؤلِّف؛ مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم يصبح الِعبادُ فيه إلا ملَكانِ ينزلانِ فيقول أحدهما: اللهم أَعطِ منفِقًا خلَفًا، ويقول الآخر: اللهم أَعطِ ممسكًا تلفًا))؛ يعني أتلِف ماله.
وقال سبحانه وتعالى:(الذين يتَّبعون الرّسول النبيّ الأمّيَّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحلُّ لهم الطيّبات ويُحرِّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم). د. علي محمّد الصلابيّ – العلم كركن من أركان الحكمة – رسالة بوست. (الأعراف:157). وهكذا، فإن الرسالة الإسلامية تهدف إلى بناء نظام شامل للحياة، تتكامل فيه المادة والروح، والفرد والمجتمع، ويقام فيه العدل والقسط، وتتعاون فيه الأمم والشعوب فيما بينها. وفي إطار هدفها لبناء الإنسان الفاعل والمبدع، سعت الرسالة الإسلامية السمحاء إلى صنع العقل الإنساني وتنميته وتطويره، ومنحه الحرية، ذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يمنح الحرية المطلقة لأعضاء الإنسان، بل جعل لكل عضو حدوداً لا يجوز له أن يتجاوزها، سواء في العينين فيما ينظر إليه، أو في الأذنين فيما يسمع بهما، أو في يديه ورجليه وكل أجهزة جسمه، حيث جعل الله لكل واحد من هذه الأعضاء حدوداً، ولم يطلق الحرية المطلقة إلا للعقل، فالإسلام – كما يؤكد الفلاسفة المسلمون - أعطى للعقل حريته في أن يفكر في كل شيء، ولم يجعل له آفاقاً ضيقة بُحشر في داخلها. وفي الختام، لا بد للداعية، من الصبر والاستقامة على طريق نشر دعوته الحقة بين الناس، حيث دعا الله سبحانه نبيه وعباده الصالحين للسير قدماً على طريق الهدى والدعوة للحق، دونما ميل لهوى، أو استكانة لضغوط وصعاب، مهما بدت عاتية.