قال أبو علي: من قرأ " رسلك " بالتثقيل فذلك أصل الكلمة ، ومن خفف فكما يخفف في الآحاد مثل: عنق وطنب. وإذا خفف في الآحاد فذلك أحرى في الجمع الذي هو أثقل ، وقال معناه مكي. وقرأ جمهور الناس ( لا نفرق) بالنون ، والمعنى يقولون لا نفرق ، فحذف القول ، وحذف القول كثير ، قال الله تعالى: والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ؛ أي يقولون سلام عليكم. وقال: ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا ؛ أي يقولون: ربنا ، وما كان مثله. وقرأ سعيد بن جبير ويحيى بن يعمر وأبو زرعة بن عمرو بن جرير ويعقوب " لا يفرق " بالياء ، وهذا على لفظ ( كل). قال هارون: وهي في حرف ابن مسعود " لا يفرقون ". وقال ( بين أحد) على الإفراد ولم يقل آحاد ؛ لأن الأحد يتناول الواحد والجميع ، كما قال تعالى: فما منكم من أحد عنه حاجزين ف " حاجزين " صفة لأحد ؛ لأن معناه الجمع. أواخر سورة البقرة مكتوبة بالتشكيل - المرساة. وقال صلى الله عليه وسلم: ما أحلت الغنائم لأحد سود الرءوس غيركم وقال رؤبة: إذا أمور الناس دينت دينكا لا يرهبون أحدا من دونكا ومعنى هذه الآية: أن المؤمنين ليسوا كاليهود والنصارى في أنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض. الثالثة: قوله تعالى: وقالوا سمعنا وأطعنا فيه حذف ، أي سمعنا سماع قابلين.
وقال بعضهم: لم يكن ذلك في قصة المعراج ؛ لأن ليلة المعراج كانت بمكة وهذه السورة كلها مدنية ، فأما من قال إنها كانت ليلة المعراج قال: لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ في السماوات في مكان مرتفع ومعه جبريل حتى جاوز سدرة المنتهى فقال له جبريل: إني لم أجاوز هذا الموضع ولم يؤمر بالمجاوزة أحد هذا الموضع غيرك فجاوز النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الموضع الذي شاء الله ، فأشار إليه جبريل بأن سلم على ربك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: التحيات لله والصلوات والطيبات. قال الله تعالى: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لأمته حظ في السلام فقال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فقال جبريل وأهل السماوات كلهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال الله تعالى: آمن الرسول على معنى الشكر أي صدق الرسول بما أنزل إليه من ربه فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يشارك أمته في الكرامة والفضيلة فقال: والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله يعني يقولون آمنا بجميع الرسل ولا نكفر بأحد منهم ولا نفرق بينهم كما فرقت اليهود والنصارى ، فقال له ربه كيف قبولهم بآي الذي أنزلتها ؟ وهو قوله: إن تبدوا ما في أنفسكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير يعني المرجع.
[12] إن من ميزات الأنبياء أنهم مؤمنون بما نزل إليهم من ربهم، ولا يدخل الشك والريب في قلوبهم عن معتقداتهم، كما أنهم آمنوا بذلك قبل الآخرين واستقاموا عليه. [13] إن التكليف ليس فوق طاقة الناس أي لم يُحمَّلوا ما لا يطيقهم، وعليه، فإن أحكام الدين يمكن تفسيرها وتقييدها بمثل هذه الآيات. [14] ويستفاد من " سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا" أن المؤمنين يعملون بتكاليفهم قلبا وعملا، أي بالإيمان القلبي والطاعة بالعمل وتطبيقه. [15] تتحدث الآيتان عن حق الله على العباد وحق العباد على الله ، فالعبادة من حق الله على العباد، والمغفرة للعباد هي حقهم أوجبه الله على نفسه. [16] الهوامش ↑ دایرة المعارف قرآن، ج1، ص 418. ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، 1403 هـ، ج 18، ص 239؛ القمي، تفسير القمي، 1404 هـ، ج 1، ص 95. ↑ ابن كثير، تفسیر القرآن العظيم، ج 1، ص 569 - 573. ↑ أبو عبيد الهروي، فضائل القرآن، دمشق، ص 233. ↑ ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج 2، ص 667، 668، 691، 722. ↑ ابن كثير، تفسیر القرآن العظیم، ج 1، ص 569. ↑ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج3، ص 433. ↑ «اشتباهنويسی واشتباهخوانی قرآن در مساجد؛ چه كسی مسئول است؟» ↑ سيد قطب، في ظلال القرآن، ج 1، ص 344.
وتوالت الأحداث بأن خرج إلى رسولنا الكريم إلى الطائف رغبة منه في النصرة. ولكن لم يشاء الله، وقد واجهته مصاعب كالتنكيل به، إلا أن الله قد أسرى به ليلاً، وكانت المعجزة. وتوالت الأحداث التي جعلت المسلمين والأنصار إخوانًا. وغزا رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه المدينة المنورة لدعم الاستقرار للمسلمين وسيادة العدل. فيما قام المسلمين بالغزوات التي من أشهرها غزوة بدر، وأحد. وكانت له النُصر من عند الله بعد الصبر والعناء. وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم توفى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، في شهر بيع الأول. وقد مكث عند السيدة عائشة رضي الله عنها لكي تهتم به أثناء مرضه. وأمر بأن يُصلي بالمسلمين سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه. رحمه الله وأعزنا بأن نشرب من يده الكريم، شربه لا نظمأ بعدها، فاللهم صلي وسلم وبارك على رسولنا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. أفضل كتاب عن سيرة الرسول يبحث الكثيرين عن باقة مُختارة من أجمل الكُتب التي كُتبت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، لذا نُطلعكم على أفضل تلك الكُتب باللغتين العربية والإنجليزية، فيما يلي: When the Moon Split: A Biography of Prophet Muhammad by Shaikh Safier Rahman Mubarakpuri.