من منا لايزال يردد من فترة الى أخرى أغنية "فطوم فطوم فطومة"، فهي أشهر حبيبة لـ غوار الطوشي أو الممثل السوري دريد لحام الذي تغنى بها بهذه المقطوعة المميزة في سلسلة " صح النوم ". هي محبوبة غوار، التي فعل كل شيء لينال قلبها، لكنه لم يحقق حلمه فبقيت "فطوم حيص بيص" هدف "غوار" الذي لم يحرزه، ومن خلاله دخلت كل بيت عربي.. إنها الممثلة السورية الراحلة نجاح حفيظ . من هي نجاح حفيظ ولدت نجاح حفيظ في دمشق في العام 1941، بدأت مسيرتها في التمثيل في العام 1966 رغم أنها لم تحترف المهنة تماماً كنجوم تلك الفترة، وأتت خطوتها للنجومية عندما اختارها المخرج خلدون المالح للعب دور عمرها، إلى جانب نهاد قلعي ، ودريد لحام، و ياسين بقوش ، وناجي جبر، وباقي المجموعة اللامعة وهو دور "فطوم حيص بيص" في مسلسل وفيلم "صح النوم". في العام 1967 انتسبت نجاح حفيظ إلى نقابة الفنانين وهو العام ذاته الذي تأسست فيه النقابة، لتكون هذه الخطوة مفتاحها نحو المهنة بشكل رسمي. حُصرت الفنانة نجاح حفيظ في شخصية "فطوم حيص بيص" حيث أصبح اسم "فطوم" مرادفاً لها بل وتغلب على اسمها الحقيقي، حيث ذكرت الراحلة في مقابلة تلفزيونية أنها أينما حلت يناديها الناس بفطوم وليس بنجاح حفيظ، ويرددون الأغنية الشهيرة "فطوم فطوم فطومة".
تتابعت أدوار حفيظ في السينما والمسلسلات لكنها لم تحصد النجومية الكاملة كالتي حققتها في دور نجاح حفيظ، في وقت أبدعت في كل الأدوار التي جسدتها.
ومن أهم مسلسلاتها الدرامية «صح النوم، وتجارب عائلية، وشجرة النارنج، وهجرة القلوب إلى القلوب، ودرب التبان، ونهاية رجل شجاع، وأهلا حماتي، والخوالي، وأبو المفهومية، ومرزوق على جميع الجبهات، وقتل الربيع، وأهل الراية، وليل ورجال، والخبز الحرام». اختيارات المحرر
جهاد أيوب نجاح حفيظ لا نعرفها جيداً، لكننا نعرف جيداً فنانة تشبهها اسمها «فطّوم حيص بيص». دخلت ذاكرتنا برشاقة الحضور والبسمة الكاسحة والطيبة العفوية والتواجد الثاقب من دون تعمّد ومن دون فذلكة. عفوية كانت، ولم تزعجنا مهما انقلب الدور وارتفع الصوت وتكاثرت الحركة والإيماءات. وذهبت من الاداء الكوميدي إلى لحظة درامية مشبعة بثقافة فنانة فطرية تعشق التمثيل حتى ذاب التمثيل فيها. «فطّوم حيص بيص» فرضت وجودها يوم كان الفنّ السوري التلفزيوني يعتمد على ثالوث الدراما آنذاك دريد لحام «غوار الطوشة»، ونهاد قلعي «حسني البورزان»، ورفيق سبيعي «أبو صياح». كانت نجاح تبحث عن فرصة لنجاحها، وكانت أسماء عدّة تشاركها البحث رغم بدايات شهرة ذاك الثالوث الذي أصبح ثنائياً تحت لواء «دريد ونهاد»، وكان «صحّ النوم» الحدث، وبداية النجومية الصارخة الفعلية رغم البدايات التأسيسية مثل «حمّام الهنا»، و«مقالب غوّار»، وغيرها من أعمال صغيرة وضعيفة ومتواضعة. «صحّ النوم» بداية تأسيسية لكثيرين من نجوم سورية وصولاً إلى العالم العربي، وفي مقدّم هؤلاء النجوم نجاح حفيظ حيث أصبحت «فطّوم»، وياسين بقوش وأبو عنتر. هذه الأسماء طغت على الأسماء الحقيقية لأصحابها، لتصبع أسماء فاعلة اختزلت كل الأدوار.
المتحابون في الله الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين وصلى الله على محمّدٍ الطّاهِر الأمِين وعلى ءاله الطّيّبِين وصَحابَتِه الكِرام الميامِين أمّا بَعدُ فإنّ اللهَ تَبارك وتعالى قال (ألا إنّ أَولياءَ اللهِ لا خَوفٌ عَليهِم ولا هُم يحزَنُون). وروِّينا في صَحيحِ ابنِ حِبان مِن حديثِ أَبي هريرةَ رضيَ الله عنهُ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنّ مِن عِبادِ اللهِ عِبادًا لَيسُوا بأنبياءَ يَغبِطُهُمُ النّبِيُّونَ والشّهداء) قَالُوا مَن هُم لعَلَّنا نحِبُّهُم، قال (قَومٌ تحَابُّوا بنُورِ اللهِ لَيسَ بَينَهُم أَرحَامٌ ولا أَنسَابٌ وجُوهُهُم نُورٌ عَلى مَنابِرَ مِن نُورٍ) ثم قَرأ{ألا إنَّ أَولياءَ اللهِ لا خَوفٌ عَليهِم ولا هُم يَحزَنُون}. ورُوّينا في صحيحِ ابنِ حِبّان مِن حديثِ مُعاذِ بنِ جَبل رضي اللهُ عنه قال سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ عن رَبِّه (حَقَّتْ مَحَبَّتي عَلى المتَزاوِرِينَ فيّ وحَقَّتْ مَحَبَّتي على المتَحَابِّينَ فيّ وحَقَّتْ مَحبَّتي على المتَناصِحينَ فيّ وحَقَّت مَحبَّتي على المتَباذِلينَ فيّ، وجُوهُهم نُورٌ على مَنابِرَ مِن نُورٍ يَغبِطُهُمُ الأنبياءُ والشُّهَداءُ والصِّدِّيقُونَ لا يَخافُونَ إذَا خَافَ النّاسُ ولا يَحزَنُونَ إذَا حَزِنَ النّاسُ).
والمتأمل لأعمال هؤلاء السبعة الذين يظلهم الله في ظله ويرى أعمالهم التي أوجبت لهم هذا الجزاء العظيم فمنهم رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه لأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله قال تعالى: (يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)، «سورة المائدة: الآية 54»، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان»، وهذه إحدى الخصال التي يجد بها العبد حلاوة الإيمان. دعوة وقد كان لكل نبي أصحاب في الله شد الله بهم أزره وقوى بهم دعوته وأعانه على خصومه وأول صاحب للنبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق آمن به وكذبه الناس وهاجر معه وفداه بنفسه وماله وظل وفيا له في حياته وبعد مماته لم تفسده دنيا ولم يغره سلطان قال تعالى: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)، «سورة التوبة: الآية 40»، وإذا تتبعنا التاريخ وجدنا بجانب كل مصلح وكل داع إلى الخير إخوانا له في الله لولا مؤازرتهم إياه لم ينجح ولولا إخلاصهم لدعوته لم تثمر.
قوله: ((هجَّرتُ))؛ أي بكَّرت، وهو بتشديد الجيم. قوله: ((آلله؟ فقلت: ألله)) الأول بهمزة ممدودة للاستفهام، والثاني بلا مد. عن أبي كريمة المقداد بن معدي كرب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحَبَّ الرجل أخاه، فلْيُخبِرْهُ أنه يحبه))؛ رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن. وعن معاذ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ بيده وقال: ((يا معاذ، والله إني لَأُحِبُّكَ، ثم أوصيك يا معاذ: لا تدَعنَّ في دبرِ كلِّ صلاة تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك))؛ رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح. المتحابون في ه. وعن أنس رضي الله عنه، أن رجلًا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمرَّ رجلٌ به، فقال: يا رسول الله، إني لأحبُّ هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ((أأعْلَمتَه؟))، قال: لا، قال: ((أعلِمْه))، فلَحِقَه فقال: إني أحبُّك في الله، فقال: أحَبَّك الذي أحببتَني له. رواه أبو داود بإسناد صحيح. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: هذه الأحاديث كلُّها في بيان المحبة، وأن الإنسان ينبغي له أن يكون حبُّه لله وفي الله، وفي الحديث الذي ذكَرَه المؤلِّف رحمه الله حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخُلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أفلا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشُوا السلام بينكم)).