جاء في سنن أبي داوود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ. ولذلك قال لنا –صلى الله عليه وسلم-: إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب. رواه الدارمي في سننه، و الطبراني في الكبير وغيرهما، قال الشيخ حسين أسد: إسناده صحيح، وهو مرسل. وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير. وقال عنه في السلسلة الصحيحة:"( صحيح) ومن شواهده عن عائشة قالت: فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا بينه وبين الناس، أو كشف سترا فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم ورجا أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم، وقال: يا أيها الناس أي ما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي. ( وهذا سند ضعيف). وبالجملة فالحديث بشواهده صحيح" قال ابن عبد البر في التمهيد: " وصدق صلى الله عليه وسلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة، انقطع الوحي وماتت النبوة.. " ثم ذكر بسنده " عن القاسم بن محمد قال: كان أبوبكر الصديق إذا عزى عن ميت قال لوليه: ليس مع العزاء مصيبة، ولا مع الجزع فائدة، والموت أهون ما بعده وأشد ما قبله، اذكروا فقد نبيكم تهون عندكم مصيبتكم صلى الله عليه وسلم وأعظم أجركم".
ثانيا: مما انتشر أيضا، على مواقع التواصل الاجتماعي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه تقدم لخطبة أم سلمة رضي الله عنها ، ولكنها لم تقبل ، فقال:" اللهم ارزق أم سلمة خيرا مني ، وارزقني خيرا منها ". وهذا أيضا لا أصل له ، ولم يأت في السنة قط بإسناد صحيح أو ضعيف أن عليا تقدم لخطبة أم سلمة ، وإنما ورد أن أبا بكر وعمر تقدما لخطبة أم سلمة بعد وفاة زوجها أبي سلمة ، ولا يثبت ذلك أيضا. وهذا أخرجه أحمد في "المسند" (26669) ، من طريق حماد بن سلمة ، قال حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، بِمِنًى ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ: "قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ ، فَلْيَقُلْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي فَأْجُرْنِي فِيهَا ، وَأَبْدِلْنِي مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا. فَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو سَلَمَةَ ، قَالَ: اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِخَيْرٍ ، فَلَمَّا قُبِضَ ، قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، اللَّهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي ، فَأْجُرْنِي فِيهَا.