نعى الديوان الملكي البحريني الشيخ راشد بن عيسى بن سلمان آل خليفة الذي توفي الجمعة 17-12-2010 في ألمانيا، نقلاً عن وكالة الأنباء البحرينية. ومن المقرر أن يصلى على جثمانه صباح يوم غد السبت بجامع الشيخ عيسى بن سلمان بالرفاع الغربي. وسوف تقبل التعازي بقصر الرفاع أيام السبت والأحد والاثنين. هذا وقد تقرر إعلان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة أسبوع. والشيخ راشد بن عيسى آل خليفة هو الأبن الثاني للشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين الراحل والأخ الأكبر للملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، ويتولى رئاسة الهيئة العليا لنادي الفروسية وسباق الخيل منذ عام 1981 حتى أنتقل الى جوار ربه الجمعة 17-12-2010. ويعد المغفور له من الشخصيات التي كانت لها جهوداً كبيرة وبصمات واضحة في تطوير رياضة سباق الخيل في مملكة البحرين، حيث يعد من أوائل الذين قاموا على تأسيس القاعدة السليمة والتنظيمية لرياضة سباق الخيل بجانب ملك البحرين الحالي منذ أن كان ولياً للعهد، حيث كان المغفور له ضمن أعضاء الهيئة العليا لنادي الفروسية وسباق الخيل في البحرين منذ تأسيسها حتى تم تعيينه رئيساً للهيئة العليا وفق المرسوم الأميري الصادر في عام 1981.
صورة نادرة للشيخ عيسى في طفولته وبخلاف تلك المواكب الرسمية، فإن البحرينيين يتذكرون كيف أن أميرهم الراحل كان حريصا في أحايين كثيرة على التجوال دون مركبات مسرعة تتحرك من أمامه أو من خلفه، وكيف أن يده كانت على الدوام تخرج من نافذة سيارته، ملقية التحية والسلام على المارة العابرين من أبناء شعبه، قبل أن يتعرف هؤلاء على هويته ليرفعوا هم أياديهم بالتحية. ليس هذا فحسب، وإنما هناك الكثير من القصص التي تروى عن حوادث وقعت على الطرقات خارج المناطق السكنية المأهولة لأناس من عامة الشعب، وكان المنقذ فيها هو الأمير عيسى بن سلمان بفعل مروره بالمكان مصادفة. من تلك الحوادث أن سموه كان مارا ذات مرة من أحد التقاطعات، فرأى إصابة حافلة مدرسية محملة بالأطفال جراء إنزلاقها على الطريق. كان بإمكان الرجل أن يأمر بتوجيه المساعدة إلى مكان الحادث، ويمضي في سبيله، إلا أنه أصر على التوقف والترجل من سيارته ومداعبة الأطفال والتخفيف من روعهم، ولم ينصرف إلا بعد التأكد من ذهاب آخر طفل إلى حضن والديه سليما. كما عرف عن عيسى بن سلمان كرهه للأضواء، وتفضيله عدم إشعار الآخرين بصفته حين التواجد وسط أناس يجهلون هويته كما في رحلاته الخارجية الخاصة.
عيسى بن سلمان - YouTube
كانت تلك المناسبة هي المرة الوحيدة التي تشرفت فيها بالسلام على سموه وتقبيله والتعريف بنفسي، فما كان منه إلا أن سألني عن أهلي ودراستي وعما إذا كنت في حاجة لمساعدة مادية تعينني على تحصيلي العلمي. هكذا كان عيسى بن سلمان، حاكما أسر القلوب بتواضعه وطيبته، وبالتالي ليس من المبالغة القول إن مجتمع البحرين الموزاييكي قد أجمع على احترامه وحبه في حياته، وعلى الحزن عليه في مماته بمثل ما لم يجمع على شأن آخر في تاريخه.
إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.