اللهم صل على سيدنا محمد الكامل الأكمل، ومظهر الجمال الأجمل، المكمل لكل كامل على مدى الأزمان، والمتخلق على التمام بأخلاق الرحمن؛ القائل بلسان الشكر: أنا سيد وُلد آدم ولا فخر؛ وعلى آله الطاهرين بالتطهير الرباني، وصحابته المشرفين بالشهود العياني؛ وسلم من أثر شهود نفوسنا صلاتنا عليه تسليما. والحمد لله المنعم المفضل حمدا عميما.
[5] ". وقد ثبت بالتجربة أن للوضوء تأثيرا فعالا على طهارة الجسد البشري من ناحية تطهير كل من الفم والأنف، وهما مدخلان أساسيان للملوثات والجراثيم والفطريات والبكتيريا إلى داخل الجسم، ويتم تطهيرهما أثناء عملية الوضوء خمس مرات في كل يوم وليلة، وتقوم كل من مضمضة الفم والاستنشاق والاستنثار للأنف بتطهيرهما مما يمكن أن يلتصق بهما من الجراثيم والقشور، والإفرازات المخاطية من كل من الأنف والجيوب الأنفية، وغير ذلك من الملوثات التي تنتشر في الغلاف الغازي للأرض، وسرعان ما يتنفسها الإنسان عن طريق كل من الأنف والفم. [1] ـ أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب الطهارة حديث رقم: 223). [2] ـ أخرجه الترمذي في سننه (كتاب الدعوات، حديث رقم: 3517). وقال: هذا حديث صحيح. [3] ـ أخرجه [البخاري / كتاب اللباس / حديث رقم: 5889]. [4] ـ د. معني الطهور شطر الايمان artinya. زغلول النجار / الإعجاز العلمي في السنة النبوية / (ص: 442 ـ 446). [5] ـ المعجم الأوسط (للطبراني) / (حديث رقم: 5087). وهو في صحيح الترغيب للألباني ح:599.
وهناك من قال أن الطهور شطر الايمان على اعتبار أن الطهارة تعمل على تكفير صغائر الذنوب، بينما الايمان يكفر كبائرها، فمن هنا قيل أن الطهور شطر الايمان، باعتباره ملازماً لأهل الايمان. معني الطهور شطر الايمان والحمد لله تملا الميزان. ولا تصح الطهارة الا مع الايمان. الرأي الراجح في هذه الأقوال هو أن الطهور وسيلة للعبادة، لا يلتزم بها إلا صادق الايمان والنية، لأن هناك من يقومون بتأدية بعض العبادات دون طهارة بهدف الرياء والسمعة، لذلك استوجب أن يكون الطهور شطر الايمان، لأن الايمان من أعمال القلوب فلذلك اعتبرت الطهارة وشروطها أمانة بين العبد وربه، لن يؤديها إلا المؤمن الحق. إن الدين الاسلامى دينٌ طهور، يحث المسلمين على النظافة في كل الأمور والمجالات، والنظافة ضرورية في حباتنا، فهي تقضى على الجراثيم وتعمل على التقليل من انتشار الفيروسات والأمراض، ورغم اختلاف التفسيرات لكلمة الطهور شطر الايمان، إلا أن جميعها تصب في نفس المعنى والهدف، وتؤكد على ضرورة أن يكون المؤمن طهوراً.