كذلك نهانا عن كل ما فيه إضرار أو إيذاء للنفس ففي الحديث: لا ضرر ولا ضرار يكون الأذى ممنوع للنفس وللغير. خلق الله العقل للإنسان لكي يفكر ويتدبر آياته ويطلب العلم والعقل هو ما يميزنا عن باقي المخلوقات لذا وجب حمايته والحفاظ عليه وعدم إفساده أو محاولة طمسه وتدميره وللعقل منزلة عظمى في الاسلام فقد ذكر أهميته الله تعالى في آيات عدة وأعطى له أهمية بالغة فهو المناط بالتكليف والمسؤولية ونفى عن من فقد عقله الحساب والعقاب وأمرنا بالتدبر والفكر وأمرنا أيضًا بالبعد عن مذهبات العقول التي تجعل العقل غير واعيًا أو مدرك لما يحدث كالخمر مثلًا أو المخدرات. والحفاظ على العقل وصيانته من الضروريات التي تفيد الأنسان في مصالحه وفي جميع أوجه حياته فيجب تغية العقل ماديًا ومعنويًا حتي يؤدي دوره على أتم وجه. الضروريات الخمس في الاسلام | المرسال. شجعنا الله تعالى في كتابه الكريم على النكاح والزواج وحفظ النسل وإنجاب ذرية صالحة تعمر وتحمي الشرع وشجعنا إيضًا على حماية الشرف والعفة وذلك وفق قوانين الإسلام الصحيحة التي تقبلها الفطرة السليمة ونهانا عن الفاحشة وإرتكابها وعن نشرها وكان لمرتكبها عقاب رادع حتى لا يكررها الناس ونهانا أيضًا عن الهمز واللمز والتحدث عن الناس وعن قذف المحصنات وأمرنا الله تعالى رجال ونساء بغض البصر حتى لا تصبح النظرة بداية للفاحشة وتشيع الفاحشة بين الناس فيجب الحفاظ على النسل وبقاء النوع الإنساني والعرض وفق القوانين التي حددتها الشريعة حتي يتم المحافظة على المجتمع ككل.
تشريعات حفظ الضروريات جائت الشريعة الإسلامية بتشريعات عدة لحفظ الضروريات الخمس في الإسلام منها: حد الردة: وذلك لحفظ الدين. القصاص من القاتل عمد: وذلك لحفظ النفس. حد الشرب: وذلك لحفظ العقل على من تناول مسكرا. الضروريات الخمس والخلاف في تقديم حفظ الدين على حفظ النفس - الإسلام سؤال وجواب. حد الزنا: وذلك لحفظ النسب على من ارتكب تلك الفاحشة. حد السرقة: وذلك لحفظ المال. حد القذف: وذلك لحفظ العرض. [3] ترتيب الضروريات الخمس تباينت آراء العلماء في ترتيب الضروريات الخمس ولكن مما لا شك فيه أن حفظ الدين مقدم على جميعهم وذلك لما للدين من ضرورة في حياة الإنسان حيث أنه يقوي الإنسان روحانيًا فعبادة الله تجعله ذو ضمير ووجدان وتضيف إليه السعادة والآمان والأطمئنان ولقد تم ترتيبها في المرافي في أصول الفقه للعلامة الشنقيطي كما يلي: دين فنفس، ثم عقل ، نسب مال إلى ضرورة تنتسب ورتبن، ولتعطفى مساويا وعرضا على المال تكن موافيا فحفظها حتم على الإنسان في كل شرعة من الأديان.. وهم جميعا مختلفي الرتبة عدا المال والعرض فهم في مرتبة واحدة، ولهذا قال: ( ورتبن) ( ولتعطفن مساويا عرضا على المال). [3] مقاصد الشريعة والضروريات الخمس إن مقاصد الشريعة هي الأهداف التي يرمي إليها الشرع أو هي التكاليف الشرعية التي حددها الله سبحانه وتعالى فالله خلق الإنسان لعبادته وخلق له الكون وسخره لمساعدته في تسهيل هذه المهمة ووفر له القوانين والشرائع التي تهدف إلى مصلحته في الدنيا وفي الآخرة وتساعده في مهمه العبادة أي أن الضروريات هي هذه الأشياء الواجب توافرها لتحقيق المصالح ولكي يعيش الأنسان آمنًا مطمئنًا في حياته.
اما العلامة السبكي يرى ضرورة حفظ العرض إلى الضروريات الخمس وحفظ العرض يعني تحقيق معاني الكرامة والشرف والعفاف والرفعة، وقد وافق هذا المعنى العلامة الشوكاني الذي جعل الضرورات على اعتبار السبب والعلة منها بأن الإنسان العاقل لابد أن يبذل نفسه وماله دفاعاً عن العرض مما يدل على أهمية العرض عند الإنسان وضرورته. هذا إلى جانب أن الفرد قد يسامح من اعتدى عليه في المال بينما لا يسمح في العرض مثلاً، وقد وافق هذا الرأي الإمام ابن عاشور الذي الذ مثّل الأمر في البعد الاجتماعي فقد جاءت الشريعة الإسلامية لتمثل البعد الآخر بسلامة الاعتقاد والعمل وصلاح المجتمع كله وصلاح الأفراد وصلاح العمران الذي يتحقق بتنظيم العلاقة بين الجماعة ورعاية المصالح الإسلامية كليةً. وقد اختلف العلماء والفقهاء من ناحية أخرى على ترتيب الضروريات الخمس، فعلى سبيل المثال نرى العلامة الإمام الغزالي يذكر الترتيب أن الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. بينما نجد أن الآمدي وابن حاجب وغيرهما يرون أن العقل تابع لأصل النفس وبالتالي المحافظة على الأصل أولى من المحافظة على التبع وبالتالي فإن الآمدي يرى بتقديم حفظ النفس على حفظ الدين، وذلك لأن الدين المقصود به نيل السعادة الأبدية في الدار الآخرة وهي أن المقاصد الضرورية مُقدمة على المقاصد الحاجية وهي المُقدمة على التحسينية.
وفي الدرجة الثالثة يأتي حفظ العرض وفي القرآن الكريم ما ينص على هذه الضرورة من ضروريات الإسلام حيث يقول المولى عز وجل "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا". وفي الدرجة الرابعة يأتي الحفاظ على العقل لكونه مميز للإنسان على الحيوان وبدون العقل يسقط عنا التكليف، وعلينا التعلم ومعرفة العلوم ويقول الله في كتابه العزيز "اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم". وأخيراً يأتي الحفاظ على المال والمال من فضل الله علينا وعلينا الحفاظ عليه فلا نبخل ولا نسرف، ويقول المولى عز وجل في هذا "أمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين أمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير".