2018-12-05 تدبرات قرآنية, صور, كاتب, ملفات وبطاقات دعوية, همسات 2, 693 زيارة قال تعالى: (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) هود: 88 العمل شيء والتوفيق شيء آخر فقد يعمل الإنسان العمل ويبذل فيه كل طاقته ولكنه لا يوفق لذلك دائما اسأل الله التوفيق 0 تقييم المستخدمون: 0. 59 ( 1 أصوات)
ومن هذا القبيل الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان: قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم: " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم ، وتلين له أشعاركم وأبشاركم ، وترون أنه منكم قريب ، فأنا أولاكم به ، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم ، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم ، وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه ". هذا إسناد صحيح ، وقد أخرج مسلم بهذا السند حديث: " إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم ، افتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج فليقل: اللهم ، إني أسألك من فضلك ". ومعناه ، والله أعلم: مهما بلغكم عني من خير فأنا أولاكم به ، ومهما يكن من مكروه فأنا أبعدكم منه ، ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم [ عنه]). وقال قتادة ، عن عزرة عن الحسن العرني ، عن يحيى بن الجزار ، عن مسروق ، أن امرأة جاءت ابن مسعود قالت أتنهى عن الواصلة ؟ قال: نعم. فقالت [ المرأة]: فلعله في بعض نسائك ؟ فقال: ما حفظت إذا وصية العبد الصالح: ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه). وقال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير ، عن أبي سليمان العتبي قال: كانت تجيئنا كتب عمر بن عبد العزيز فيها الأمر والنهي ، فيكتب في آخرها: وما كانت من ذلك إلا كما قال العبد الصالح: ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
ثُمَّ من توفيقِ اللهِ تعالى للعبدِ أنَّه يُعينَه على العملِ، بعدَ أن أرشدَه إلى العلمِ، فهل تجدُ في نفسِكَ حبَّاً للعملِ الصَّالحِ والإيمانِ، وكُرهً للكفرِ والفُسوقِ والعِصيانِ؟، إذا كانَ الجوابُ: نعم، فأنتَ ممن وفَّقكَ اللهُ العزيزُ الرَّحمنُ، يقولُ تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ). قالَ ابنُ القيِّمِ رحمَه اللهُ في تفسيرِ هذه الآيةِ: (يُخاطبُ اللهُ جَلَّ وعَلا عبادَه المُؤْمِنِينَ، فيقولُ: لولا تَوفيقي لَكُمْ لما أَذْعَنَتْ نُفُوسُكمْ لِلإيمانِ، فلم يَكنِ الإيمانُ بمشورتِكم وتَوفيقِ أَنفسِكم، ولكنِّي حَببتُه إليكم وزيَّنتُه في قُلوبِكم، وكرَّهتُ إليكم ضِدَّهُ الكُفرَ والفُسوقَ).. يا اللهُ.. كلماتٌ ومعاني عظيمةٌ. ولذلكَ ترى أنَّ هناكَ من يعصمْهُم اللهُ تعالى عن معصيتِه توفيقاً وتَسديداً، ويُعينُهم على طاعتِه تثبيتاً وتأييداً، ومِثالُ ذلكَ يوسفُ عندما تعرَّضَ لوسائلِ الإغراءِ، جاءَه العونُ والتَّثبيتُ من السَّماءِ، توفيقاً وفضلاً من اللهِ ربِّ العالمينَ، (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).