عدم الإعتراف قط بالحماية الإسبانية على شمال المغرب، ورفضها القرار الإسباني بإغلاق شاطئ البحر الأبيض المتوسط المغربي، بل وعدم امتثالها له مما كانت له نتائج على تسليح وتزويد البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي بالمواد الإستهلاكية من قبل عدد من السفن الأمريكية خلال حرب الريف ما بين 1921 و 1926. وأن الموقف الأمريكي ذاك كان متساوقا مع التوتر بينهما منذ حرب كوبا والفلبين سنة 1898. الرفع من مستوى الحضور الأمريكي بالمنطقة الدولية بطنجة بشكل غير مسبوق، مؤسساتيا وتجاريا وثقافيا، عبر بوابة تحويل قنصليتها بمدينة البوغاز إلى «مفوضية أمريكية» مع حضور بنكي أمريكي. لتصبح من حينها طنجة نقطة محورية ضمن الإستراتيجية العسكرية والأمنية والمخابراتية الأمريكية في كامل الفضاء المتوسطي والإفريقي. نعم، تغيرت رؤية واشنطن للمغرب، بحسابات القرن 20 الجديدة تلك، وأصبحت بالأساس رؤية عسكرية وأمنية وليست فقط تجارية. بل حتى الخبر المغربي في الصحافة الأمريكية وفي ردهات صناعة القرار السياسي بواشنطن (البيت الأبيض والكونغريس والبنتاغون)، قد أصبح في المقام الأول خبرا أمنيا وعسكريا. لعل من أبرز عناوينه، ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي ثم تفاصيل الإنزال العسكري الأمريكي بالتراب المغربي في نونبر 1942، ضمن تداعيات الحرب العالمية الثانية.
وهذا قد منح دفعة هائلة للرأسمال الأمريكي وللصناعة الأمريكية ولمؤسساتها العسكرية. لقد أصبح لكلمة واشنطن وزن آخر جديد دوليا، إذن، منذ دخولها الحرب العالمية الأولى. وأن ذلك انعكس على شكل تقاطعها علائقيا مع الواقع المغربي والمتوسطي والشرق أوسطي (مجالنا العربي والإسلامي في معناه الأشمل). حيث إنه منذ 1918، أصبحت كلمة أمريكا في مجالنا المغربي، المحتل من قبل القوات الفرنسية والإسبانية مع وضعية دولية لمنطقة طنجة، مختلفة تماما عن ما كان عليه الحال قبل ذلك التاريخ. ويمكن تلخيص عناوين ذلك الإختلاف في مستويات ثلاث: الصرامة في العلاقة مع باريس للإبقاء على الحقوق التجارية لواشنطن بالمغرب كما توفرها معاهدة 1786 الموقعة بين مبعوث الرئيس الأمريكي جورج واشنطن الديبلوماسي توماس باركلي وممثل السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الديبلوماسي الطاهر فنيش. وأن تلك الصرامة قد سجلت مماحكات وتدافعا وتوترات في المسافة ما بين 1918 و 1956. بلغت دورتها حين تم تجاوز سلطات حكومة فيشي الفرنسية المستسلمة والمتعاونة مع النازية الألمانية وفرض الإنزال العسكري الأمريكي سنة 1942. ثم اللقاء بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والملك الوطني محمد الخامس سنة 1943، الذي فيه اعتراف بالسيادة المغربية عبر رمز نظامها السياسي ممثلا في «مؤسسة الملك».
ففي ذلك تفسير آخر للكثير من القصة المغربية (الدولة والمجتمع) في التاريخ الحديث والمعاصر وضمن مهرجان اصطخاب المصالح بين القوى العالمية، التي جغرافيته مجال من مجالات تقاطع تلك المصالح. يعتبر يوم 6 أبريل 1917، المدشن لدخول القوات العسكرية الأمريكية الحرب العالمية الأولى إلى جانب قوات الحلفاء (أو قوات الوفاق الثلاثي المشكل من بريطانيا وفرنسا وروسيا) ضد ألمانيا المتحالفة ضمن محور «دول المركز» المشكلة من مملكة النمسا والمجر، مملكة بلغاريا والإمبراطورية العثمانية، بعد إغراق غواصة ألمانية لبعض من سفنها التجارية المتوجهة إلى بريطانيا وفرنسا (خاصة السفينة التجارية «فيجيلونتيا» يوم 19 مارس 1917)، يعتبر لحظة انعطافة ليس فقط في التاريخ الأمريكي الحديث والمعاصر، بل في تاريخ الغرب كله. لأنها قطعت مع حيادية مبادئ مونرو أمريكيا، ودشنت لميلاد واشنطن كقوة عالمية، بدأت من حينها تستل مشعل الزعامة الرأسمالية والعسكرية والسياسية والديبلوماسية من القوى الأروبية التقليدية، التي كانت سيدة البحار، بتؤدة إلى أن نقلت زعامة الغرب الرأسمالي الليبرالي من لندن وباريس صوب واشنطن ونيويورك بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1945 بشكل نهائي.
لقد اهتمت واشنطن كثيرا بثورة الريف المغربي ضد الإستعمار الإسباني، من ضمن التحولات المعتملة في الفضاء المتوسطي من تركيا كمال أتاتورك وحركة «تركيا الفتاة» شرقا، إلى حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي غربا، التي اعتبرتها أهم حركة تحررية من دول الجنوب التي ألحقت أكبر هزيمة عسكرية بقوات أروبية امبراطورية هي القوات الإسبانية. ولقد وجد ذلك صداه شعبيا بالولايات المتحدة الأمريكية من خلال العمل الصحفي الذي أنجزه على مدى شهور إثنان من كبار صحفييها المتخصصين في تغطية الحروب وفي التحقيق الصحفي هما «بول سكوت مورير» و«فانسون شين»، وهما من الصحفيين القلائل في العالم حينها اللذان تمكنا من إجراء حوارين صحفيين مع محمد بن عبد الكريم الخطابي، وتجولا في كامل المناطق المحررة من قبله بالشمال المغربي، ونقلا روبورتاجات صحفية، حولت القضية المغربية التحررية إلى مادة شبه يومية لسنوات عند الرأي العام الأمريكي. كانت واشنطن، حريصة على أن لا تعلن رسميا أي موقف مؤيد أو مساند لحركة بن عبد الكريم الخطابي (كان طموحه هو كبيرا في تحقيق ذلك، بدليل ما قاله في حواريه مع الصحفيين الأمريكيين)، لكنها في الآن نفسه اتخذت قرارين دالين ووازنين، أولها كما سبق وقلنا رفضها للقرار الإسباني بإغلاق المجال البحري المتوسطي للمغرب سنوات 1921 – 1926.
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كلمة إلى إخوانه المواطنين والمسلمين في كل مكان، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1443هـ. وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أبنائي وبناتي... إخواني وأخواتي المواطنين والمقيمين في بلادنا الغالية، والمسلمين في كل مكان... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير. خادم الحرمين الشريفين في كلمته للمواطنين وعموم المسلمين:شهر رمضان فرصة لتصفية النفوس ونبذ الخلافات – صحيفة البلاد. نحمد الله تعالى أن بلغنا هذا الشهر الكريم، الذي قال عنه سبحانه:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام. إن من فضل الله علينا أن جاءنا رمضان بالفرج بعد الشدة، بانحسار جائحة كورونا، ونحمد الله تعالى على ما حققناه من نجاح كبيرٍ في محاصرة الجائحة ومقاومة آثارها، بفضل الله، ثم بفضل الجهود الجبارة التي بذلتها المملكة. الإخوة والأخوات: إننا نفخر بما شرفنا الله به من خدمة الحرمين الشريفين، والحجاج والمعتمرين والزوار، ويسرنا أن المملكة أعادت ولله الحمد السماح باستخدام الطاقة الاستيعابية الكاملة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بعد رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة الجائحة.
صدر عن وزارة الخارجية بيان فيما يلي نصه: استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيدًا لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، فإن وزارة خارجية المملكة العربية السعودية تعلن عن عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية لبنان الشقيقة. وتؤكد المملكة على أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي متمثلةً بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية، وأن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبها بالاستقرار والأمان في وطنه.
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - ، كلمة لحجاج بيت الله الحرام والمُرابطين والمرابطات في مواجهة المخاطر، والأزمات والمواطنين والمقيمين وعموم المسلمين في كل مكان ، بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلي القدير القائل في محكم التنزيل "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا "، فَرَض الحجَّ على كل مسلم ومسلمة، وجعل المبادرة إليه مشروطة بالاستطاعة، رحمة منه وتخفيفًا على عباده وهو الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على الهادي الأمين محمد بن عبدالله الذي ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وعلى صحبه أجمعين. إخواني وأخواتي حجاج بيت الله الحرام أبطالنا المُرابطين والمرابطات في مواجهة المخاطر والأزمات أبنائي وبناتي المواطنين إخواني وأخواتي المقيمين على أرض المملكة العربية السعودية أيها الإخوة والأخوات من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، وصحة وسلامة، وتوفيق من الله. جريدة الرياض | خادم الحرمين يوجه كلمة للمواطنين وعموم المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. أُهنئكم جميعًا بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا جميعًا وعلى وطننا الغالي وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والصحة والبركات، سائلاً المولى جلت قُدرته أن يُتم على حجاج بيته الحرام نسكهم ويتقبل دعاءهم ويُعيدهم إلى أهاليهم سالمين غانمين فرحين مستبشرين.