عنوان الكتاب: ذكريات علي الطنطاوي المؤلف: علي الطنطاوي حالة الفهرسة: غير مفهرس الناشر: دار المنارة - جدة سنة النشر: 1405 - 1982 عدد المجلدات: 8 رقم الطبعة: 1 الحجم (بالميجا): 44 تاريخ إضافته: 14 / 11 / 2009 شوهد: 98924 مرة رابط التحميل من موقع Archive التحميل المباشر: مجلد 1 مجلد 2 مجلد 3 مجلد 4 مجلد 5 مجلد 6 مجلد 7 مجلد 8 الواجهة (الكتاب المسموع)
ذكريات علي الطنطاوي ط يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "ذكريات علي الطنطاوي ط" أضف اقتباس من "ذكريات علي الطنطاوي ط" المؤلف: على الطنطاوى الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "ذكريات علي الطنطاوي ط" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
عن ذكريات الشيخ الأديب علي الطنطاوي أتممتُ اليوم قراءة الأجزاء الثمانية، من ذكريات الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمة الله تغشاه، وما كنتُ أظن حين شرَعت بها أن أُنهيها، ولم أتوقع أن أسير فيها فلا أتجاوز سطرًا، ولا أتعدى كلمة، بل إني كنتُ أعود إلى بعض المقالات منجذبًا، أتملَّى جمالَ أسلوبها، وأنهل من مَعين بلاغتها. لقد عشت مع الشيخ، أو خُيِّل إليَّ أني أعيش معه منذ طفولته، وحتى شيخوخته، مرورًا بكل تلك المحطات التي مر بها، ابتداءً من كتَّابه الذي حدَّثنا عن أول ارتياده له وعن قسوة شيخه، وعن مدرسته الابتدائية، ومكتب عنبر، وعن معلميه، من لدن الشيخ عيد السفر جلاني، إلى الشيخ المبارك، والأستاذ الجندي، وعن رفاقه، أنور العطار، وسعيد الأفغاني، والزركلي وغيرهم الكثير. وتحدَّث عن دراسته للفلسفة واشتغاله بالمحاماة، ثم تولِّيه القضاء، وقص لنا بعض أنباء المحاكمات التي كان يُجريها، وعن سفره إلى مصر، وعن خاله محب الدين الخطيب ومطبعته، وعن كبار الأدباء الذين لقِيهم والذين لم يَلقهم، فتكلَّم عن الرسالة والزيات، وعن زكي مبارك والمازني، والرافعي والعقاد، ورضا رشيد والمنار. تكلم الشيخ عن دمشق، وما أدراكم ما دمشق، تكلم عن قاسيونها الشامخ، ونهرها العذب الآسر، وعن غوطتها الغناء، وعن عظمائها الأفذاذ، دمشق التي أفردها بكتاب، وأظهر فيما كتبه عنها عظيم حب، وصدق شوق، وأنا ابن الشام ما كنتُ أعلم عن دمشق قبل الذكريات ما علمتُه عنها بعدها، ولم أكن أُحبها قبلها كما أحببتُها بعدها، ولئن كانت دمشق في العيون جميلة، فما كتبه الشيخ عنها في القلوب جميل أيضًا، وفي الأسماع له طرب.
25 ذو القعدة 1434 ( 30-09-2013) بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: مِنْ " ذكرياتِ " الشيخِ علي الطنطاوي - رحمهُ الله -... فوائد وفرائد عليٌّ الطنطاوي - رحمهُ اللهُ - ارتبط اسمهُ في أذهاننا منذ الصغرِ من خلالِ برنامجهِ الذي كان يقدمهُ في الرائي بعنوان: " نور وهداية " ، وكان لهُ برنامجٌ بعد الإفطارِ في رمضان ، وكان من المعمرين ، فمات - رحمهُ اللهُ - وقد تجاوز التسعين. قال الشيخُ سليمان الخراشي في " الطنطاوي في الميزان " ( ص 5): " هذا الشيخُ قد عرفناهُ ونحن صغارٌ بأحاديثهِ الممتعةِ عبر الإذاعةِ ومن خلالِ الرائي ، وقد ارتبط اسمهُ لدينا بشهرِ رمضان حيث كان يقدمُ البرامجَ المميزةَ خلال الشهرِ الكريمِ ، وكان يجمعُ في برامجهِ بين الإصلاحِ الاجتماعي والحديثِ الشجي الجذابِ. هذا الشيخُ هو عليٌّ الطنطاوي الذي يعرفهُ الصغارُ والكبارُ في بلادنا ، حيث حلَّ ضيفاً علينا منذ عشراتِ السنين ، مستقراً في أم القرى ، ناشراً دعوتهُ عبر القنواتِ والوسائلِ التي تيسرت له منذ قدومهِ إلى اليوم ". ا. هـ. ترك الشيخُ عليٌّ الطنطاوي مؤلفاتٍ كثيرةً من أشهرها: " ذكريات " ، وهي سلسلةٌ في ثمانية مجلداتٍ ، كتب فيها ذكرياتهُ في أسلوبٍ أدبيٍّ بسيطٍ ، إلى جانبِ السرد التاريخي لحياتهِ - رحمهُ اللهُ - ، حوت جملةً كبيرةً من الفوائدِ الأدبيةِ ، والتاريخيةِ ، واللغويةِ ، والفقيةِ ، وغيرِ ذلك مما يحسنُ جمعهُ في مجلدٍ لطيفٍ.
هـ. وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
خطبة عيد الفطر مكتوبة يتسلبق خطباء المساجد في هذه الأيام لتحضير أجمل الخطب والحرص على انتقاء أجمل الكلمات التي تليق باستقبال هذه الشعيرة العظيمة، ومن هذا يحاول بعض الخطباء الاستعانة بالكتب الدينية المختصة بفن الخطابة، أو يستعين بالمواقع الإلكترونية لانتقاء بعض الكلمات والاستعانة بها لأداء خطبة صلاة يوم العيد، وفي هذا المقال سنقوم بوضع بعض نماذج من أجمل الخطب المقتبسة عن كبار الخطباء والتي تندرج تحت بند خطبة عيد الفطر مختصرة مكتوبة. "
سادساً: إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة، فمن صلّى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة: لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله قال: { اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إنشاء الله} [صحيح سنن أبي داود]. سابعاً: من فاتته صلاة العيد مع المسلمين يشرع له قضاؤها على صفتها: وإذا لم يعلم الناس بيوم العيد إلا بعد الزوال صلوها جميعاً من الغد؛ لحديث أبي عمير ابن أنس رحمه الله عن عمومة له من أصحاب النبي: { أن ركباً جاءوا إلى النبي يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم} [أخرجه أصحاب السنن وصححه البيهقي والنووي وابن حجر وغيرهم]. ثامناً: ولا بأس بالمعايدة وأن يقول الناس: ( تقبل الله منا ومنكم): هذه بعض آداب وسنن العيد التي ينبغي علينا أن نحرص عليها وأن نتأدب بها تأسياً بنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
وختاماً يا عباد الله: أحيوا في هذا اليوم معاني الوحدة الإسلاميّة، وروابط الألفة الرّبّانيّة، واطردوا حظوظ الشّيطان ووساوسه من بينكم؛ أيّها القابضون على الزّناد، أيّها المرابطون على ما بقي من الأرض المحرّرة في سورية، اعلموا أنّ نصركم في اجتماع قلوبكم، وتوحّد كلمتكم، وأنّ فشلكم بتفرّقكم، وأنّ انهزامكم وذهابَ ريحكم بوقوع التّنافر بينكم. فاتّقوا االله واغتنموا هذه النّفحات الرّبانيّة في ختام شهرٍ عظيمٍ، وفي يومٍ مباركٍ؛ وقد مرّت بكم السّنون السّابقة فرأيتم ماذا جنى علينا التّفرّق والتّناحر. إنّ مناظر القصف اليوم الّتي تدمّر البيوت على أهلها، فتقطّع الأطفال والضّعفاء إلى أشلاء! خطبة عيد الفطر. وإنّ مناظر التّشريد والتّهجير في السّهول وتحت الشّجر، إنّ كلّ ما سبق ممّا تعلمونه، بل ترونه، لهو ممّا يعظّم عليكم المسؤوليّة أمام الله؛ أما آن لنا بعد ذلك كلّه أن نعتبر؟! أما آن لنا أن نتّعظ؟! قال تعالى: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [ الأنفال"46].
وأضاف خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، أنَّ الرسول حجَّ مرَّةً واحدة، وخطب خطبة الوداع في هذا اليوم، وهي خطبة عظيمة فيها أسس الإسلام والقواعد التي ينبغي علينا أن نتمسَّك بها، كما أنَّ فيها قضية المساواة بين البشر جميعًا، مؤكدًا أنها من أهم خطب الرسول الجامعة التي جمعت الإسلام في كل أبعاده، مشيرًا إلى أنَّ رسول الله قد عاش الحياة في أنوار إلهية وهو يرجو الخير للإنسانية جميعًا والرحمة للجميع. ولفت إلى أنه في هذه الحجة المباركة خطب النبي خطبة من جوامع الكلم سميت بـ "خطبة الوداع"، رسَّخَ فيها مبادئ الإسلام وأصولَه، وأسَّسَ حقائق العدل والإحسان، وبيَّن دلائل المحجة البيضاء، وأظهر سمات الصراط المستقيم، حتى يقوم الناس بالقسط فلا يضلوا بعده أبدًا. وأضاف: وهذه الخطبة الجليلة بمنزلة إعلانٍ عالميٍّ، تضمَّن بيانًا لحقوق الإنسان، وتشريعًا حكيمًا تُعظَّم به النفس البشرية، وتُصان من المهلكات؛ حيث أكَّد النبيُّ على حرمة النفس وعصمة الدماء، بل جعل لها حرمةً وعصمةً أشدَّ من عصمة المقدسات في الأزمنة الفاضلة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس: «أي يوم هذا»؟ قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: «فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم بينكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا،... ».
صحيح مسلم: 2699 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ). صحيح مسلم: 1914 عباد الله: في هذا اليوم الأغرِّ المبارك علينا أن نفرح ولا نحزن، رغم ما أصابنا ونزل بنا من مِحنٍ وبلاء، وشدّةٍ وغلاء؛ أنتم يا من في أنوفكم شَمَمٌ، وفي قلوبكم إباءٌ، وفي نفوسكم ترفُّعٌ واعتدادٌ، أنتم يا من لم يوحشكم قلّةُ النّاصرِ، ولم يوهنكم كثرةُ الخاذل. اعلموا أنّه لن يبيع الشّام من لا يملكها، ولن يشتريها من لا يستحقُّها، إنّ غرس النّصيريين لا ينبت، وإن نبت لا يثبت. إن الشّام وديعة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم عندنا؛ وأمانةُ عمرَ الفاروق في أعناقنا، وعهدُ الإسلام في أعناقنا؛ لئن أخذها الرّوافض منّا ونحن عُصْبَةٌ إنّا إذاً لخاسرون.. فالصّبرَ الصّبرَ يا أهل الشّام؛ فما النّصرُ إلّا من عند الله، ونِعمَ الناصرُ اللهُ، كَتَبَ اللهُ بأنّ الحقَّ غالبٌ، وبأنّ الرّسلَ منصورون باسم الله مهما أَرجَفَ الطّاغوت واستعلى وأفنى وتكالب.
صحيح مسلم: 2556 وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ). صحيح مسلم: 2558 عباد الله: قال تعالى: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 3-4]. لقد امتنّ الله على عباده بنعمة الأمن من الخوف، لذا فلنتذكّر ما يحلّ بأهلنا اليوم من انعدام الأمن، والرّعب الّذي تجلبه طائرات وحملات النّظام البائد وشبّيحته والمجرم الرّوسيّ، يصبّون حمم الحقد والانتقام فوق رؤوس أهلنا، لا يراعون حرمة شهر فضيلٍ، ولا يوم عيدٍ! إذ نتذكّر ذلك فعلينا أوّلاً أن نساندهم في يومنا هذا المبارك يوم العيد، أن نساندهم بالدعاء، وبما تصل إليه أيدينا من أوجه العون والمساندة، وكذلك من جهةٍ أخرى فعلينا أن نشكر الله على الأمن الّذي نعيشه إن كنا بعيدين عن مواطن الرّعب والقتل والتّدمير.
أما بعد: فأُوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فمن اتَقاه وقَاه، ومن أقرضَه جزاه، ومن أحبَّه قرَّبه وأدناه. فان قلت بماذا يفرح الصائمون؟ ومتى ذلك الفرح؟ الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. عيدٌ امتلأت القلوب به فرحًا وسرورًا، وازدانت به الأرض بهجة ونورًا، يومٌ يخرج المسلمون فيه بالأمصار إلى المصليات والمساجد مكبرين ومهللين ولربهم حامدين معظمين، وبنعمته مغتبطين، فلله الحمد رب العالمين. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. أيها الأحبة: عيدكم مبارك وعيدكم سعيد، افرحوا بعيدكم أفراحًا كثيرة؛ فرحة بفضل الله ورحمته، وكريم إنعامه، ووافر عطائه، وفرحة بالهداية يوم ضلت فئام من البشر عن صراط الله المستقيم، ففرحنا أن هدانا يوم ضل غيرنا: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدةَ وَلِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].