ويكلؤني ويرعاني:{ { ألم يعلم بأن الله يرى}} الشيخ /غنايم ممدوح 14 0 35, 660
ويكلؤني ويرعاني: { ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق:14].
أما إذا كان الاعتماد على وازعِ القوة، وحارسِ القانون - فإن القوةَ قد تضعف، وإن الحارسَ قد يغفُل، وإن القانون قد يُؤَوَّل، وقد يُتَحايلُ للتخلص من سلطانه. الم يعلم بأن الله يرى - الكلم الطيب. لذلك تكثر الجرائم والمفاسد إذا قلّت التربية الدينية في مجتمع ما، فإذا أشعنا هذا المعنى في الناس وعَمَدَنا إلى تربيتهم بأسلوب الدين والفضيلة أرحنا واسترحنا، ووفَّرنا جهوداً كبيرة، وقد تكون ضائعة في غير ما فائدة؛ فالمراقبة حارسٌ قويٌّ يمنع الإنسانَ من التفكير في الجرائم والشرور. فلا عجب - إذاً - أن تكون هذه الآية في أول سورة نزلت مِن القرآن الكريم. مقال لفضيلة الشيخ/ محمد بن إبراهيم الحمد -حفظه الله-
الذي يستغل منصبه ويكوّن ثروه مستغلا وضعه للكسب ز. ألم يعلم بأن الله يرى ؟. الذي يغمز في جلساته ويعلق على البسطاء لإضحاك الحضور في رمساتهم ، ويؤذي بها الناس.. ألم يعلم بأن الله يرى ؟. الذي يؤذي الحيوان ولا يرفق بها.. كيف يغيب عن محيطه أن من خلقها يعلم ما تقوم به من أذى ؟. الذي يتعامل بالربي والرشوة.. ويكنز الأموال ولا يزكي ولا يتصدق ولا يساعد.. كيف يحارب الناس ولا يعلم أن الله تعالى علام الغيوب يرى ذلك ؟. والذي لا يحافظ على أدا صلاته.. ألـم يـعـلـم بـأن الله يـرى ؟.. – أصـــداء. ويتأخر عن صلاتي الفجر وصلاة العتمة.. كل ما نقوم به ونفعله وما نفكر به.. الله تعالى يعلم ذلك.. فلماذا نتحدى قدرة وحلم الله علينا ؟؟.. إذا عرفنا الله حق معرفته وقدرناه حق قدره ونعرض ما نقوم به أمام الله في السر والعلن.. كلما اقترب الإنسان من الله زاد بعده عن المعاصي وارتكاب الفواحش والمنكرات.. وسمت نفسه وارتاح قلبه وهدأت جوارحه وأعضاؤه..
وغَضُّ البصرِ يُورِثُ القلبَ أُنسًا باللهِ واجتماعًا عليه، ويُقوِّي القلبَ ويُفرحه، ويُلبِسُه نورًا. وإطلاقُ البصرِ يُفَرِّقُ القلبَ ويُشَتِّتُه، ويُضْعِفُه ويُحْزِنُه، ويُلبِسُه ظُلْمَة، ويُبْعِدُه عن الله تعالى. ومن فوائده: أنه يُذِيقُ العبدَ حلاوةَ الإيمان؛ فمَنْ ترك شيئًا لله عوَّضَه خيرًا منه؛ فإذا غَضَّ بصرَه عن الحرام؛ عوَّضَه بإطلاق نُورَ بَصيرتِه - عِوَضًا عن حبس بصره لله. وأورثه فراسةً صادِقَةً يُميِّز بها بين الحقِّ والباطل، وأورَثَ قلبَه ثباتًا وشجاعةً وقوَّة. ومن فوائده: أنه يَسُدُّ على الشيطان مَداخِلَه من القلب، فإنه يدخل مع النَّظْرة، ويَنْفُذ معها إلى القلب. وغَضُّ البصر يُفرِّغ القلبَ للتفكر في مصالحِه والاشتغالِ بها، وإطلاقُ البصرِ يُنْسِيه ذلك، ويُوقِعُه في اتِّباعِ هواه، والغَفْلةِ عن ذِكْرِ ربِّه. ألم يعلم بأن الله يرى - ملفات متنوعة - طريق الإسلام. وغَضُّ البصر فيه راحةٌ للنفس والبدن، وفيه صيانةٌ للمجتمع من انتشار الزنا؛ بل يجعل المُجتمعَ - المُتَحلِّي بهذه الصِّفة - مُجتمعًا آمِنًا مُتحابًّا. ويُنجِّي العبدَ من الوقوع في الزَّلَل، ويَسْتجْلِب العِفَّة، ويَحفَظُ على الإنسان نِعْمَةَ البصر؛ «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ».