أما المعية العامة، فهي عامة للمؤمن والكافر، ولما قال الله تعالى لموسى وهارون: { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [سورة طه: آية 46]، هذه معية خاصة، فلما أدخل معهم فرعون في الخطاب جاءت المعية عامة: { إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ} [سورة الشعراء: آية 15]، في سورة الشعراء لما دخل فرعون مع موسى وهارون جاءت المعية عامة: { إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ} [سورة الشعراء: آية 15]، ولما أفرد موسى وهارون قال: { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [سورة طه: آية 46] جاءت المعية الخاصة. 7 2 34, 211
ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معية علمه تعالى، ولا شك في إرادة ذلك ولكن سمعه أيضا مع علمه بهم وبصره نافذ فيهم، فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء، ثم قال تعالى " ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم " ، قال الإمام أحمد: افتتح الآية بالعلم واختتمها بالعلم.
( 2) أما الصنف الأول ، وهو المقصود في قوله تعالى (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) ، (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) ، أي أن الله شهيد علينا محيط بنا بعلمه ومهيمن علينا ، ومطلع على كل تصرفاتنا ، وهذه معية فطرية مجبول عليها الإنسان ـ كما قال العلماء ـ ولا يستطيع أحد أي من كان الفكاك منها ، وهى عامة لكل البشر من لدن سيدنا آدم الي قيام الساعة ، أي كان نوعه أو جنسه أو ديانته فلا يستثنى منها أحد مسلم كان أم كافراً ، طائع كان أم عاصياً. أما الصنف الثاني، وهي معية النصرة والتأييد، معية الرعاية والقرب من العباد الطائعين ودفع الضرر عنهم، وهي المعية التى نصبو لتحقيقها، وفي كتابنا الكريم العديد والعديد من الأمثلة التي يضربها لنا المولى تبارك وتعالى عن تلك المعية: نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) استشعرها وهو (ص) في رحلة الهجرة (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) فجاءه الفرج من الله في التو واللحظة (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا).
5- قارن هذا كلَّه بما كان عليه الحالُ في يثربَ التي نشأت مدينةَ أسواقٍ يتوافدُ إليها التجار في طريق ذهابهم الى بلادِ الشام وبلاد اليمن. معني "يدنين عليهن من جلابيبهن" ؟؟ - فكرة. فمجتمعُ يثربَ كان يعُجُ بمن هَبَّ ودَبَّ من الأُناس الذين لم يكن ليردَعهم رادعٌ من حرمةٍ أو خوفٌ من وقوعٍ في معضلةٍ عن التحرش بمن كان يعمُر أسواقَ يثربَ من نساءِها. وهكذا، وبتدبر ما تقدم، يتبين لنا، أن العلةَ من وراءِ أمرِ الله تعالى لرسوله الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بأن يقولَ لأزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن "يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ" هي حتى يتمايزوا عن نساء يثربَ ف "يُعْرَفْنَ" على أنهن "حرماتٌ" من غير الجائز أن يتعرضَ لهن أحدٌ "فَلَا يُؤْذَيْنَ". وهكذا يتبين لنا أن المقصود من وراءِ هذا "التمايزِ في الملبس" هو حتى يعلم "الذي في قلبه مرضٌ" أن التعرضَ لهؤلاء النسوة سيوقعُه تحت طائلةِ "نقض العهدِ" الذي كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قد أبرمه مع زعامات يثرب بمختلفِ انتماءاتهم ومعتقداتهم.
معنى قوله تعالى يدنين عليهن من جلابيبهن كما ورد في تفسير الطبري هو: أي يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة.
لماذا أمر اللهُ تعالى رسوله الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بأن يقولَ لأزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن "يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ"؟ يُعين على الإجابةِ عن هذا السؤال أن نستذكر جملةً من "الحقائق التاريخية" ذاتِ الصلة بالسياق المكاني-الزماني الذي كان العلةَ من وراءِ صدور أمر الله تعالى هذا: 1- لقد نزلت هذه الآيةُ الكريمة في "يثرب المنورة" ولم تنزل في مكةَ المكرمة. ما معنى قوله تعالى يدنين عليهن من جلابيبهن - إسألنا. 2- كان مجتمعُ "يثرب" المتحرر يختلفُ اختلافاً جذرياً عن مجتمع مكة المحافظ، وذلك على قَدرِ تعلق الأمر بالتركيبة السكانية لكلا المدينتين. 3- فبينما لم يكن في مكةَ المكرمة تنوعٌ ديني-قومي، تميزت يثربُ بمجتمعها المتعدد الأعراق والقوميات والديانات. 4- كان الناسُ في مكةَ يوقنون بأنهم في بلدِ الله الحرام الذي فيه بيتُه المحرم. ولقد حتم ذلك عليهم وجوبَ أن يتحلى الواحدُ منهم بكل ما من شأنه أن يجعل منه مضطراً الى التقيدِ ب "عاداتٍ وتقاليد" لا محيص له عن الالتزام بها حتى لا يقعَ في محظور المخالفةِ عن الإجماع القبلي-العشائري الذي رسخت سطوتَه على مكةَ وأهلِها عشراتُ القرونِ من المتابعة الحثيثةِ على نهج إبراهيمَ وبَنيه شِرعة ومنهاجاً يقتضيان من المرء، مُقيماً كان أم وافِداً، أن لا يخرُج بحالٍ عن العِرف السائد والسياق المتوارَث في التعاملِ مع نساءِ مكةَ إجلالاً لهن واحتراماً وتقديراً.
تاريخ النشر: الأربعاء 4 رمضان 1440 هـ - 8-5-2019 م التقييم: رقم الفتوى: 398128 14589 0 26 السؤال قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الأحزاب (59)، هل معنى الآية في حق نساء المؤمنين: أي: تسترهنّ جلابيبُهنّ عن أعين الرجال، ويستترن معنويًّا بأخلاقهنّ التي تقارب أخلاق نساء وبنات النبي، فلا يؤذيهنّ أحد. في معنى قوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ” – التصوف 24/7. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد: فمعنى الآية الكريمة: يا أيها النبي، قل لأزواجك، وقل لبناتك، وقل لنساء المؤمنين، يرخين عليهنّ من الجلابيب التي يلبسنها؛ حتى لا تنكشف منهنّ عورة أمام الأجانب من الرجال، ذلك أقرب أن يُعرفنَ أنهنّ حرائر، فلا يتعرض لهنّ أحدٌ بالإيذاء، كما يتعرض به للإماء. اهــ من التفسير الميسر. ولا شك أن المرأة المسلمة مطالبة بالاقتداء بنساء النبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقهنّ، والارتقاء بالأخلاق ما أمكن إلى مستواهنّ، ولكن الآية في ستر المرأة بدنها.
معني "يدنين عليهن من جلابيبهن" - YouTube
فتاوى نور على الدرب ( العثيمين) ، الجزء: 5 ، الصفحة: 2 عدد الزيارات: 23939 طباعة المقال أرسل لصديق يقول السائل ما معنى الآية الكريمة (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ)؟ فأجاب رحمه الله تعالى: هذا تعليل لما سبق حيث قال الله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) يعني أنهن إذا أدنين من جلابيبهن عرف أنهن حرائر فلا يحصل من أحد أذية لهن بخلاف الإماء فإن الإماء ربما يتعرض أحد لأذيتهن. قائمة بأكثر القراء إستماعاً المزيد من القراء 119191 725787 77861 687230 72035 655389 74974 647034 67741 631563 59261 605654 استمع بالقراءات الآية رقم ( 15) من سورة السجدة برواية: جميع الحقوق محفوظة لموقع ن للقرآن وعلومه ( 2022 - 2005) اتفاقية الخدمة وثيقة الخصوصية