إن فيلم الباب المفتوح كتركيبة كاملة متجانسة يعبر عن الواقع السياسي أنذاك وتأثيره على المجتمع ككل ونجد ذلك في الحوار والجدال الممزوج بالوطنية ليعبر عن رأي شخصيات الفيلم بواقعية سلسة بدون تعقيدات. إن حال ليلى في الفيلم لا يختلف كثيراً عن حال الفتيات في الوقت الحالي فهي فتاة تخطأ وتصوب ليست ملاك وليست شيطان ولكنها إنسانة ذات كيان تستحق الأحترام وهذا الأمر أضاف لواقعية الشخصية في الفيلم وبالطبع كالعادة أبدعت الفنانة (فاتن حمامة) في تصوير كل هذه الحالات للمتلقي بدون مبالغة أو ابتذال ولكن برقة متناهية جعلتنا نظن أن تلك الشخصية التي تقبع في كتاب لطيف الزيات هي بالفعل فاتن حمامة و أن فاتن حمامة هي بالفعل ليلى. تصوب ليلى أخطائها فعندما أخطأت في حكمها على علاقتها بابن خالتها عصام لم تترد لحظة في تصويب هذا الخطأ، بالرغم من أن هذا أصابها بشرخ ما يكاد تكون أشبه بعقدة جعلتها "الشويش ليلى" كما يطلق عليها زملائها في الجامعة. ولكن هذه المعضلة جائت لتفتح الطريق أمام حسين (صالح سليم) صديق أخيها مثال للوطنية والرسانة والشغف في أن واحد. فعندما يحاول حسين أن يجعلها تفتح له قلبه ترفض خوفا من أن تنخدع ثانية كما إنخدعت في ابن خالتها عصام، خوفا من يراها فقط كجسد وليس كروح.
Elbab Elmaftouh - فيلم الباب المفتوح (بطولة فاتن حمامة وصالح سليم) - YouTube
من هنا، فإن الذي حقق «الحرام» هو الذي حقق «العسكري شبراوي» و «نوارة والوحش» ونحو دزينتين من أفلام لا أهمية لها على الإطلاق. بيد أن تاريخ الفن السينمائي، إذ ينسى تلك «السقطات» سيظل يذكر أفلاماً مثل «الخيط الرفيع» و «الحب الضائع» و «سفر برلك» في لبنان من بطولة فيروز و «شيء في حياتي» وفي شكل خاص، «الباب المفتوح» و «في بيتنا رجل» و «حسن ونعيمة» إلخ... تماماً كما أن تاريخ الأفلام الغنائية سيذكر من بين إنتاجات هنري بركات، أجمل أفلام فريد الأطرش مثل «ماتقولش لحد» و «يوم بلا غد» و «لحن الخلود»، إضافة إلى فيلمي بركات الرئيسيين «الحرام» و «دعاء الكروان» وفيلمين له أقل جودة وإن كانا أثارا الضجة حوله في سنوات نشاطه الأخيرة «أفواه وأرانب» و «ليلة القبض على فاطمة». ولد هنري بركات في القاهرة عام 1914، وفي القاهرة نفسها، تلقى تعلمه، حيث تخرج بإجازة في الحقوق، لكنه سرعان ما قرر أن يتجه إلى العمل الفني، فكان أول لقاء له مع السينما حين شارك أخاه في إنتاج فيلم «السيد عنتر» من إخراج استيفان روستي وكان ذلك عام 1935. بعد ذلك كانت رحلته إلى باريس، حيث شاهد أكبر عدد ممكن من الأفلام، وعاد منها وقد اقتنع بأن السينما ستكون مهنته، والإخراج تخصصه، لذلك قرر القيام بخطوات ضرورية متتالية فتدرب على التوليف في فيلم «انتصار الشباب» من إخراج أحمد بدرخان، ثم عمل مساعد مخرج مع أحمد جلال وحسين فوزي وأحمد كامل مرسي.
القصة:- تدور الأحداث حول ليلى (فاتن حمامة) التي تعيش في أسرةٍ متوسطة، وتحاول أن تثور وتشارك في المظاهرات لكن يكبحها والدها بعنف ويعاقبها بشدة. تقع في حب ابن خالتها لكن سرعان ما تكتشف أنه لا يختلف عن أبيها كثيرًا، فتتركه وتفقد ثقتها في المجتمع. وتقابل فيما بعد صديق أخيها الثوري والمنفتح فتُعجب به، لكن تتعقد الأحداث بسبب الأحداث السياسية والاجتماعية. فتبدأ رحلتها من أجل إيجاد ذاتها بعيدًا عن أفكار المجتمع المناقضة لما تؤمن به.
سنة الإنتاج: 1963 إخراج: هنري بركات تأليف: لطيفة الزيات (قصة)، لطيفة الزيات وهنري بركات ويوسف عيسى (سيناريو)، يوسف عيسى (حوار) عن الفيلم تدور أحداث الفيلم حول الفتاة ليلى والتي تعيش مع أسرتها، وتعاني من قمع والدها وعنفه الشديد ومعاقبته له، وتقع في حب ابن خالتها ولكنه تكتشف أنه لا يختلف عن والدها، فتبتعد عنه، وتتعرف على صديق شقيقها الثوري وتعجب به، ولكنها لا تستطيع الارتباط به بسبب الكثير من التعقيدات السياسية والاجتماعية، فتقوم برحلة تبحث فيها عن ذاتها. فريق العمل فاتن حمامة، صالح سليم، حسن يوسف، شويكار
ثلاثة أمور أساسية تستوقف المرء في مسيرة هنري بركات السينمائية، أولها علاقته الفنية الطويلة الأمد بسيدة الشاشة المصرية فاتن حمامة التي لعبت الدور الأساسي في أكثر من عشرين فيلماً من أفلامه التي يصل عددها إلى مئة فيلم، وثانيها أنه اعتبر واحداً من أهم السينمائيين العرب الذين عبروا عن قضية المرأة المصرية في شكل خاص، والمرأة في شكل عام، من خلال أفلام أعطت المرأة الدور الرئيسي في حكايتها. أما الأمر الثالث فهو المرارة التي بات يشعر بها خلال الأعوام الأخيرة من حياته، وتحديداً خلال الفترة التي توقف فيها عن الإنتاج، وتواكبت مع حملة شنها عليه صحافيون أخذوا عليه انتماءه الديني وكونه من أصل غير مصري، هو الذي ولد في مصر وعاش فيها وحقق بعض أهم الأفلام التي عبرت عن حياتها وحياة أهلها. وإذا اعتبرنا أن هنري بركات يكاد يتفرد بين المخرجين المصريين بكونه كان الأكثر تعبيراً، في فيلمين في الأقل من أفلامه عن حياة الريف المصري، سيدهشنا ذلك الموقف ويشعرنا بالمرارة التي أحس بها هنري بركات يوم كان على أعتاب شيخوخته، في عمر يقدم فيه لأمثاله كل تكريم كواحد من معالم الحياة الوطنية. الفيلمان اللذان نعنيهما هنا، هما بالطبع «الحرام» عن رواية يوسف إدريس، و «دعاء الكروان» عن رواية طه حسين.