الأمثال وسيلة للوصف والحكمة والتدليل على الرأي و وجهة النظر والفلسفة في الناس والعادات والتقاليد والقيم والسلوك والصفات والسمات للآخرين، فهي أبقى من الشعر وأرق من الخطابة ولم يسر شىء سيرها. هناك مثل يقول "نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاماً"؛ تعود قصته الى رجل جاهل دخل على الحجاج يريد حاجة منه فأراد الحجاج اختباره فأنقذت المقادير ذلك الجاهل ورد بجواب جعل الحجاج يطمئن له. قصة المثل.. كانت لرجل عند الحجاج حاجة.. ويعرف عن هذا الرجل صفة الجهل.. فَقَالَ الحجاج في نفسه: لأخْتَبِرَنَّهُ. فسأله عندما دخل عليه: أعصامياً أنت أم عِظَامياً؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك الذين صاروا عِظاما؟ فَقَالَ الرجل: أنا عصامي وعظامي. فَقَالَ الحجاج: هذا أفضل الناس وقضى حاجتَه وزاده ومكث عنده مدة. مدرسة الحياة: نفسُ عصامٍ سودت عِصاما…. وفي اثناء اقامته فتش الحجاج فيه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ؛ فَقَالَ له: تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك، قَالَ له: قل ما بدا لك وأصدقك، قَالَ: كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك؟ قَالَ الرجل له: والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ فقلت: أقول كليهما فإن ضرني أحدهما نفعني الأخر. ففهمت انت بأنني أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم، وقال الشاعر: نَفَسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصاما... وَعَلَّمَتْهُ الكَرَّ وَالإقْدَامَا... وَصَيَّرَتْهُ مَلِكاً هُماما المصدر: كتاب أشهر الأمثال العربية، وراء كل مثل قصة وحكاية - وليد ناصيف
قصة مثل March 13, 2019 قصة رأي إضافة تعليق اسم البريد الإلكتروني (لن يتم نشره) الموقع (اختياري) تعليق
هذا الرجل ولد عام 1955 في " سياتل " في الولايات المتحدة الأمريكية لأسرة غنيَّة وثريَّة ثراءً فاحشًا، لكنه رفض أن يعتمد على عظام أُسرته، وأبى أن يستخدم دولارًا واحدًا في بناء إمبراطوريته العظيمة، أسَّس في عام 1969 شركة باسم " مجموعة مبرمجي ليك سايد للكمبيوتر "، وأخذ يطوِّر نفسه ويبتكر برامجَ جديدة حتى شيَّد شركة " مايكروسوفت " العِمْلاقة وأدخلها سوق الأَسْهُم سنة 1986م، واليوم أصبح " بيل غيتس " أغنى رجل في العالم. فهل نعي هذه الحقيقة ونزرعها كمفهوم وأدبٍ راقٍ في عقول وقلوب أولادنا، بعد أن نتحلَّى بها ونقيمها في ذواتنا مقامَ الخُلُق الذي لا يَتحوَّل ولا يزول؟ ــــــــــــــ [1] "سير أعلام النبلاء"، (1/91).