وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85) ( ونحن أقرب إليه منكم) أي: بملائكتنا ( ولكن لا تبصرون) أي: ولكن لا ترونهم. كما قال في الآية الأخرى: ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين) [ الأنعام: 61 ، 62].
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده يعني فوقية المكانة والرتبة لا فوقية المكان والجهة. على ما تقدم بيانه أول السورة ويرسل عليكم حفظة أي من الملائكة. والإرسال حقيقته إطلاق الشيء بما حمل من الرسالة; فإرسال الملائكة بما حملوا من الحفظ الذي أمروا به ، كما قال: وإن عليكم لحافظين أي ملائكة تحفظ أعمال العباد وتحفظهم من الآفات. والحفظة جمع حافظ ، مثل الكتبة والكاتب. ويقال: إنهما ملكان بالليل وملكان بالنهار ، يكتب أحدهما الخير والآخر الشر ، إذا مشى الإنسان يكون أحدهما بين يديه والآخر وراءه ، وإذا جلس يكون أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله; لقوله تعالى: عن اليمين وعن الشمال قعيد. ويقال: لكل إنسان خمسة من الملائكة: اثنان بالليل ، واثنان بالنهار ، والخامس لا يفارقه ليلا ولا نهارا. والله أعلم. ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) . وهي ملائكته الذين يتعاقبونكم - YouTube. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ومن الناس من يعيش شقيا جاهل القلب غافل اليقظه فإذا كان ذا وفاء ورأي حذر الموت واتقى الحفظه إنما الناس راحل ومقيم فالذي بان للمقيم عظه قوله تعالى حتى إذا جاء أحدكم الموت يريد أسبابه.
(وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة... ) - YouTube
وهم لا يفرطون أي لا يضيعون ولا يقصرون ، أي يطيعون أمر الله. وأصله من التقدم ، كما تقدم. فمعنى فرط قدم العجز. وقال أبو عبيدة: لا يتوانون. وقرأ عبيد بن عمير " لا يفرطون " بالتخفيف ، أي لا يجاوزون الحد فيما أمروا به من الإكرام والإهانة.
(19) انظر تفسير"التفريط" فيما سلف ص: 345 ، 346.
- يقين الإنسان بمراقبة الملائکة له، حافز علی شکر الله تعالی، والإيمان بأنّ الملائکة تکتب أعمال الإنسان هو عامل حياء وتقوی. التعاليم: ١- الله تعالی بيده القدرة والسلطة التامّة، أمّا ترک الخيار لنا فذلک لأنّه بلطفه الواسع أمهلنا في هذه الدنيا، «وهُو الْقَاهِرُ…». ٢- إنّ قاهريّة الله علی عباده کبيرة لدرجة لا تدع مجالاً لمقاومتها، «وهُوالْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ». ٣- يضمّ نظام الخلق أنواعاً عديدة للمراقبة، «حَفَظَةً». ٤- إرسال الملائکة الحافظين أمرٌ دائم، «ويُرْسِلُ». ٥- لکلّ مجموعة من الملائکة مهمّة خاصة، «حَفَظَةً… تَوَفَّتْهُ». ٦- عند قبض الروح يحضر عدد من الملائکة، «إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا». ٧- الملائکة معصومون، وهم لا يتساهلون في إنجاز مهمّتهم، «لَا يُفَرِّطُونَ». وهو القاهر فوق عباده ۖ ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون. کما ورد في آية أخری «لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ»([5]). تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي ([1]) سورة الأنعام: 61. ([2]) تفسير الميزان. ([3]) سورة الرعد، الآية ١١ ([4]) سورة الزخرف، الآية ٨٠. ([5]) سورة التحريم، الآية ٦. المصدر: شبكة المعارف الإسلامية.
﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً). وهي ملائكته الذين يتعاقبونكم - YouTube