[2] أخرجه البخاري (2805) في الجهاد، ومسلم (1903) في الإمارة. [3] واهًا: كلمة تدل على الإعجاب، أو التلهُّف، كأنه يُعجب بريح الجنة، وقد تمثَّلها أو أكرمه الله بشذاها، والنضر: يجوز أن يكون ابنه الصغير الذي تركه في رعاية الله مؤثِرًا عليه الجهاد في سبيله، وأن يكون أباه الذي كان يَبَره ويُكرِمه (طه). [4] وما أجمل تعبيره في جانب الأولياء (بالاعتذار)، وفي جانب الأعداء (بالتبرؤ)! رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه السلام. وأنه كان غير راضٍ عن صنيع الفريقين جميعًا (طه).
خلال فترة تواجدى فى السودان سمعت بخبر وفاة والدة الأستاذ وجدى، و مع انى لا أعرف شوارع السودان جيدا، إلا أنى حاولت الاستفسار عن العنوان و طلبت ترحال، ثم سارعت للقيام بواجب العزاء فى منطقة الاحتياطى المركزى على ما أعتقد، و كان المشوار طويلا و الرحلة طويلة شاقة متعبة. و اضافة لذلك أنا لم أكن أعرف بيتهم، و لم ازرهم قط فى حياتي، و لكن من لا يعرف وجدى فى الاحتياطى المركزى!!! ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. و من لا يعرف وجدى صالح فى السودان بصفة عامة!!!! ، فما أن سالنا فى الشوارع حتى وجدنا الجميع يتهافتون و يسرعون يريدون ان يدلونا و يرافقونا لمنزل وجدى لاداء واجب العزاء، فجميعهم يحب وجدى صالح، " أنهم يحبونك يا وجدى"، و المحبة التى تأتى من المظلوم و الضعيف، و مكسور الجناح لا ينالها و لا يستحقها إلا امثالك من ناصروا الحق و ساندوا المظلوم، و كانوا ظهره و حصنه المتين. لقد كان وجدى للجميع بلا تمييز، لذلك جميعهم يمدحون وجدى صالح، جميعهم يعلقون عليه الآمال، لذا عندما فقدت قحت شعبيتها و مصداقيتها، لم يفقد وجدى صالح و لجنة تفكيك التمكين المصداقية و الشعبية ، ظل الإجماع قائمًا على لجنة تفكيك التمكين لم يتزعزع. عندما وصلت المنزل و رفعت الفاتحة للأستاذ وجدى صالح، بعدها رافقونى لاقوم بواجب العزاء مع النساء أيضا فسلمت عليهن ، و قرات الفاتحة، و حينها وجدت شخصيات عدة من المجتمع المدنى هناك فى دارهم العامرة ، و بعد ان انتهيت، و قبل ان أغادر، و بما ان الوالدة وصتني بان اقوم "بالواجب " كما يسمونه فى السودان، أنها عادات سودانية أصيلة فى الفرح و الترح، الناس تساند بعضها البعض ماديًا انها إنسانيات السودان تظل راسخة برغم الاختلاف و الخلاف.
وفي قوله تعالى: «رجال» إشارة إلى أنهم أناس قد كملت رجولتهم، وسلِمت لهم إنسانيتهم، فكانوا رجالاً حقًّا، لم ينتقص من إنسانيتهم شيء، فالكفر والشرك والنفاق، وضعف الإيمان، كلها أمراض خبيثة، تغتال إنسانية الإنسان، وتفقده معنى الرجولة فيه.
ولم تُنسِ أنسًا - رضي الله عنه - دهشةُ الموقف ورهبته، أن يَعتذِر لربه وهو ماضٍ في سبيله عن المسلمين الذين تفرَّقوا، وتبرَّأ من المشركين وقد تجمَّعوا [4] ، وأن يكون مَثلاً عاليًا في صِدق اللقاء، والصبر على البلاء، واستعجال اللحاق بالشهداء.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: تَكَلَّمَ أَرْبَعَةُ صِغَارٍ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلام ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ ، وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ. (رواه كلا من الامام أحمد في مسنده: [1/309] والطبراني: [12280] وابن حبان [2903]) لتصمد بعدها بسببها آسيا زوجة فرعون التي طلبت بيت في الجنة فقال تعالى: { وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11]. فهذه نساء تزن ألوف الرجال من أجل الدفاع وخدمة الدين ومن أجل رضاء الله تعالى فماذا فعلت أنت لخدمة دين الله تعالي ولدعوة الله تعالى بل للأسف الشديد اكتفينا بالدعاء بدون العمل!!!
حقًا كذب من أدعى و زعم ان وجدى صالح خائن للأمانة انها شهادتى لله ، ما يحدث له الآن هى ضريبة شعبيته الواسعة، و محبة الناس له، محاولة تشويه صورته و النيل منه تعبر عن توجسات من ارتابهم الخوف من لجنة تفكيك التمكين ، و خافوا من مستقبل شعبية وجدى، و سماته و صفاته القيادية التى لم يدرسها فى أكاديميات و لكنها هبة الله لمن اجتباهم من عباده، يصطفى من عباده من يشاء، و له فى ذلك حكمة و شأن عظيم. نواصل للحديث بقية.