وتقلده الإمام علي (عليه السّلام) يوم خلافته ومبايعة الناس له ، وجلس على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وكان متعمماً بعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ومتنعلاً نعله. وأمّا فضيلة سيف ذي الفقار فقد روى الصدوق عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السّلام): (إنّ سيف (ذو الفقار) من علامات الإمام بعدما عدّد علامات الإمام وصفاته فقال (عليه السّلام): ويكون عنده سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وسيفه ذو الفقار), وذكرت الأخبار أنّ الرّسول الأكرم ألبس أمير المؤمنين (عليه السّلام) درعه ذات الفضول وأعطاه سيفه ذا الفقار وعمّمه عمامته السحاب).
[14] قال ابن كثير في كتابه البداية و النهاية: إسناد ضعيف وحديث منكر. [15] صرح العجلوني ببطلان الحديث. في كتاب كشف الخفاء. [16] في الفوائد المجموعة للشوكاني بتحقيق المعلمي قال: وفي إسناده عيسى بن مهران، يحدث بالموضعات، وقد أدخل هذا الحديث ابن الجوزي في الموضوعات، وتبع ابن حبان في ذلك.
وفي رواية ابن مسعود أنّ ملائكة السماء تعجّبت من ثبات الإمام علي (عليه السّلام) في معركة أحد, وسمع جبرائيل حين يعرج إلى السماء يقول: لا سيف إلاّ ذو الفقار لا فتى إلاّ علي وروي عن عكرمة عن علي (عليه السّلام) قال النَّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إنّ ملكاً اسمه رضوان كان ينادي في السماء بذلك).
والملحوظ أنّ العرب لاحظت أسماء السيوف حسب صورها وأشكالها وأماكن صناعتها واستعمالها, فمثلاً إذا امتهن السيف في قطع الشجر فيسمى المعضد ، والمصنوع في قرى من أرض العرب تدنو من الريف يسمى المشرفي, والمصنوع في بلاد الهند المهند ، ثمّ إنّ سيف ذي الفقار أشهر مصاديق السيف, وهو عنوان اشتهار المسلمين وإنْ كانت معرفتنا به تتعلق من حيث نزوله من السماء وإهدائه إلى الإمام علي (عليه السّلام) من قبل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم). وفي مقالتنا هذه جمع كلّ معلومة وردت في سيف ذي الفقار من دون تمحيص. وإنّ سبب التسمية سيف ذي الفقار لأنّه فيه حزوز مطمئنة على متنه, قال ابن منظور في لسان العرب:وذو الفقار بالفتح والكسر وهو سيف مفق ّ ر, إذا كان فيه حز أُثّر فيه فقد فُقَّر. شراء سيف ذو الفقار. وقال أبو العباس: سمّي سيف النَّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ذا الفقار لأنّه كانت فيه حفر صغار حسان ، وقد سئل الإمام الصادق (عليه السّلام) لِمَ سمي ذو الفقار؟ فقال (عليه السّلام): (سمّي ذو الفقار لأنّه ما ضرب به أمير المؤمنين أحداً إلاّ افتقر في الدنيا من الحياة وفي الآخرة من الجنّة). واختلفت الآثار المروي ّ ة في مصدره وأسباب نزوله من السماء وتاريخ نزوله ، ففي بعض الروايات أنّ جبريل أنزله يوم معركة بدر أو معركة أحد, وفي بعضها الآخر أنّ الله أنزله مع أبينا آدم (عليه السّلام) من الجنّة وكان آدم يحارب أعداءه من الجنّ والشياطين, وكان مكتوباً عليه (لا يزال أنبيائي يحاربون به نبيّ بعد نبيّ وصدّيق بعد صدّيق حتى يرثه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فيحارب به عن النَّبيّ الأمّيّ) ، فقد ورد في تفسير السدّي عن ابن عباس في قوله تعالى: ( وأنزلنا الحديد) قال:( أنزل الله آدم من الجنّة ومعه سيف ذي الفقار).
الكاتب: الشيخ عباس كاشف الغطاء
وأمّا وصفه فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: (سمّي سيف أمير المؤمنين (عليه السّلام) ذا الفقار لأنّه كان في وسطه خطّ في طوله ، فشبّه بفقار الظهر, إلى أن قال وكانت حلقته فضّة). وفي بحار الأنوار (كان سيف ذي الفقار ذا شعبتين). وفي رواية عبد الله بن عباس قال: (كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) سيف محلّى قائمه من فضّة ونعله من فضّة وفيه حلق من فضّة وكان يسمى ذو الفقار, وكانت له قوس نبع تسمى السداد, وكانت له كنانة تسمى جمع, وكانت له درع وشجة بالنحاس يسمّى ذات الفضول, وكانت له حربة تسمى البيضاء, وكانت له مجن يسمى الوافر, وكان له فرس أدهم يسمى السكب, وكانت له بغلة شهباء تسمى دلدل, وكانت له ناقة تسمى العضباء ، وكان له حمار يعفور, وكان له فسطاط يسمى التركي, وكان له عنز يسمى اليمن ، وكانت له ركوة تسمى الصادر, وكانت له مرآة تسمى المدلة, وكانت له مقراض تسمى الجامع, وكانت له قضيب شوحط يسمى الممشوق). سيف ذو الفقار الحقيقي. وكان الفرسان عادة ما تكتب على سيوفهم فقد وجد مكتوباً على ذؤابة سيف ذي الفقار: (إنّ أعتى الناس على الله من ضرب غير ضاربه ، وقتل غير قاتله).