وكانت كثيرة التعبد لله وهي ألصق الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم وتعتبر عبادتها صورة وضيئة من عبادة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تكثر من صلاة الليل متأسية بحبيبها صلى الله عليه وسلم وكانت في الورع قد احتلت مكاناً عالياً واتصفت فيه بجميع أعمالها. عباد الله لقد أثر عن عائشة رضي الله عنها أقوال مباركة تدل على فهمها وتأثرها بالقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. تحميل فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - PDF. ومن أقولها: (المغزل بيد المرأة أحسن من الرمح بيد المجاهد في سبيل الله). وقالت رضي الله عنها: (الْتَمِسُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الْأَرْضِ)، وقالت رضي الله عنها: (من عمل بما يسخط الله عاد حامده من الناس له ذاما)، وقالت رضي اله عنها: (إنكم لن تلقوا الله بشيء لخيركم من قلة الذنوب فمن سَّره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف نفسه عن كثرة الذنوب). وسئلت رضي الله عنها متى يكون الرجل مسيئاً فقالت (إذا ظن أنه محسن). ومن أقوالها رضي الله عنها: (من أكل التمر وتراً لم يضره)، وقولها: (لا سهر إلا لثلاثة مصلٍّ أو عروس أو مسافر).
وتوفيت رضي الله عنها ليلة الثلاثاء 17/9/57هـ السابع عشر من شهر رمضان المبارك من عام سبعة وخمسين للهجرة النبوية عن عمر يناهز السادسة والستين ودفنت بالبقيع في نفس الليلة بعد صلاة الوتر وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه وشهد جنازتها خلق كثير رضي الله عنها وأرضاها وجمعنا الله وإياها ووالدينا في جنات النعيم هذا واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وأتباعه أجمعين أما بعد: فقد صدر بيان عن اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية نصرة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وإحقاقاً للحق ودفعاً عن عرضها رضي الله عنها الذي هو عرض النبي صلى الله عليه وسلم وخلاصة البيان ما يأتي: 1) أن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم والترضي عنه. 2) ومن أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة حقهم وتنزيلهم المنزلة اللائقة بهم ولا شك أن أزواجه وذريته عليه الصلاة والسلام من أهل بيته. تحميل فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - PDF. 3) من معتقد أهل السنة والجماعة أن المرء لا يبرأ من النفاق إلا بسلامة المعتقد في الصحابة وآل البيت.
فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة"(متفق عليه). وامتازت -رضي الله عنها- بتنوع العلوم والمعارف، قال عامر: " قيل لعائشةَ: يا أم المؤمنين! هذا القرآن تلقيَّتيه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك الحلالُ والحرام، وهذا الشِعْرُ والنَّسبُ وأحاديثُ الناس سَمعتيها من أبيك وغيره؛ فما بال الطبّ؟ قالت: كانت الوفود تأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا يزال الرجل يشكو عِلّةً فيسأله عن دوائها، فيخبره بذلك. فحفظتُ ما كان يصفه لهم، وفهمته، وحفظته ". -رضي الله عنها- وعن أمهات المؤمنين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. فضايل عايشه رضي الله عنها للصف الثامن. الخطبة الثانية: امتازت -رضي الله عنها- بكثرة روايتها للحديث لأسباب عدة -بعد توفيق الله- منها: صِغَرُ سنها، وقوةُ حفظها، وشدةُ ذكائها، ومحبتُها للتلقي والمعرفة، وطولُ عمرها، ونشرُ علمها، وعنايتُها بحديث رسول الله، وبَذْلُ الوقت والجهدِ لأجله، فلم يَرْوِ في الصحيح أحدٌ أكثرَ مما رُوي عنها -بعد أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم-؛ حيث بلغت ألفين ومائتين وعشرة أحاديث. وكانت عائشة -رضي الله عنها- لها مكانة في الفتيا فهي تُفتي في عهد عمر، وعثمان، إلى أن ماتت، وكان عمر وعثمان يرسلان إليها فيسألانها عن الشيء، قال قبيصة بن ذؤيب: " كانت عائشةُ أعلمَ الناس، يسألها الأكابرُ من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ".