وفي سن الحادية عشرة، بدأ ذكره في الصحافة الوطنية، وبدأت التوقعات بتحسنه مع الرعاية الدوائية تتحقق. اقرأ أيضاً: من مشرد إلى أفضل لاعب عالمياً.. حكاية لوكا مودريتش الملهمة إذن، كانت هناك رغبة في صعود مارادونا. وسرعان ما أصبح واضحاً أن القواعد لا تنطبق عليه؛ حيث منحه مدير المدرسة درجة النجاح في الامتحانات التي فاتها. مارادونا وهو صغير وسائق حافلة. وقد كان متمرداً وغير ناضج وغير مسؤول، وعمل باستمرار انطلاقاً من مطالب الجماهير ووسائل الإعلام وناديه. وبعد الانتقال إلى بوكا جونيورز في عام 1981، كانت المشكلات المالية للنادي تعني أنه اضطر إلى اللعب في سلسلة لا نهاية لها من المباريات الودية التي تدر المال. وبالطبع صاحب ذلك المزيد من الحقن للمساعدة في التعامل مع هذه الضغوط التي لا تطاق. ثم بدأ مارادونا تعاطيه الكوكايين في برشلونة، ولم يكن ذلك مناسباً له قط؛ بل إنه كان أكثر سعادة في نابولي، حيث كان محور تركيز الجميع وألهمهم للفوز بلقبَين في الدوري وكأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم؛ ولكن حتى تلك الفترة كانت مضطربة، وأحاطت بأدائه شائعات تعاطيه المخدرات وحفلاته وعلاقاته مع "كامورا"، المافيا النابولية. الشرطة تقوم بإخراج مارادونا من شقة في بوينس آيرس في أبريل 1991 بعد اعتقاله لحيازته نصف كيلو من الكوكايين- "فرانس برس" وظلت القواعد شيئاً يجب تجاوزه بالنسبة إلى مارادونا؛ سواء داخل الملعب أو خارجه.
صور مارادونا دومًا هى صور "أندردوج" سواء وهو لاعب في ذروة أمجاده، أو في سنوات الختام والضياع الكروي، أو بعد اعتزاله! هيئة غير أنيقة.. ملابس غير مهندمة.. لا مبالاة تامة بخصوص زيادة الوزن بعد الاعتزال. عاش مارادونا حياته ومات كأندردوج حقيقي، وهذا أيضًا جزء من أسطورة الأرجنتيني. مارادونا في أخر سنواته ورغم كل ما قيل أو سيقال عن أخلاقه وسلوكياته، ستظل أسطورة مارادونا خالدة، لأن مهاراته داخل الملاعب التي ستشاهدها الأجيال التالية في اليوتيوب، وصوره الغريبة الأخرى على الإنترنت، ستظل شاهدًا أبديًا على حدوتة سينمائية وكروية رائعة. حدوتة عن صعلوك وقح وغد همجي أندردوج قادم من العالم الثالث، اختارته كرة القدم دون غيره لتضخ في جسده القصير الممتلىء وجمجمته الحمقاء، تعاويذ سحرية عن أسرار اللعبة، فاستحق عن جدارة هتافات ملايين وهو يصول ويجول داخل الملاعب، ودموعهم أيضا لحظة وفاته. عربي21 - من هنا وهناك. تشكيلة من أجمل أهداف مارادونا في كأس العالم
2020-10-30 مكتشف مارادونا الصحفي الأرجنتيني ميغل ماروتي مع صورة جدارية للنجم الأرجنتيني ميغل ماروتي البالغ من العمر اليوم 84 عاما كان شاهدا على عصر بدايات دييغو مارادونا في عام 1976 في بوينس أيريس. كان ملحقا إعلاميا في نادي أرجنتينوس وهو النادي الأم للأسطورة مارادونا، وهو أول من كتب مقالا تحدث فيه عن عبقرية دييغو التي أظهرها في مباراة أرجنتينوس وهوراكان، وهو أول ظهور لمارادونا، حيث كان ذلك يوم 20 أكتوبر 1976. اشتهر دييغو مارادونا حينها في الأوساط الإعلامية، لكن قلة قليلة من الناس شاهدوه في الملعب. لاعب موهوب للغاية، قائد وشخصية كبيرة في مقتبل العمر. في هذا التاريخ، في عمر 15 عامًا و11 شهرًا و20 يومًا فقط، لعب دييغو أول مباراة رسمية له في الدرجة الأولى. مهارات مارادونا جديد - YouTube. كانت الأرجنتين حينها تعيش تحت وطأة النظام العسكري، وكانت الكرة هي الخبز اليومي للفقراء أي لـ مارادونا الذي ولد في الـ 30 من أكتوبر. في ذلك الوقت، كان مارادونا أصغر لاعب يشارك في الدرجة الأولى.. أقيمت المباراة في ملعب أرجنتينوس جونيورز في حي لابيرنال، وهي منطقة مخصصة للطبقة المتوسطة. يُطلق على الاستاد اليوم اسم ملعب دييغو أرماندو مارادونا، وذلك على الرغم من ارتباط دييغو بفريق بوكا الذي فاز معه بالبطولة عام 1981.
كيوبوست – ترجمات جوناثان ويلسون♦ في عشرينيات القرن العشرين، ومع سعي الأرجنتين، الأمة المزدهرة المؤلفة من المهاجرين، إلى الشعور بالهوية ، أصبح من الواضح أن كرة القدم كانت واحدة من الأشياء القليلة التي وحَّدت بين سكانها المتباينين. فأياً كانت خلفيتك، فإنك تريد أن يفوز الفريق الذي يرتدي القمصان المخططة بالأزرق والأبيض؛ وهذا يعني أن الطريقة التي يلعب بها المنتخب الوطني كانت ذات أهمية ثقافية وسياسية. وقد دار النقاش على صفحات جريدة "إلغرافيكو"، وحدث إجماع على أن كرة القدم الأرجنتينية تقف على النقيض من لعبة البريطانيين، القوة شبه الاستعمارية التي غادرت إلى حد كبير مع بداية الحرب العالمية الأولى. ففي الملاعب العشبية الشاسعة بالمدارس البريطانية، كانت كرة القدم تدور حول القوة والجري والطاقة. صور تظهر وجه مارادونا يرقد فى التابوت قبل مراسم دفنه بالأرجنتين - اليوم السابع. اقرأ أيضاً: الدبلوماسية الرياضية.. هكذا ضربت القوة الناعمة عبر التاريخ بينما على النقيض من ذلك، تعلم الأرجنتينيون اللعبة في "البوتريروس"؛ وهي مساحات شاغرة من الأحياء الفقيرة ، وعلى ملاعب صغيرة قاسية ومكتظة؛ حيث لم يكن هناك معلِّم يتدخل إذا زادت الخشونة بعض الشيء، وكانت لعبتهم تدور حول التعامل مع الشوارع والقوة والمهارة الفنية والدهاء.
ذات يوم بعيد، مغرق في التاريخ، ورث رجل أراضيَ جبلية بديعة في الجنوب التونسي ، سمّيت غمراسن، يقال إن أصلها بربري وتعني "سيّد القوم" أو لعلّه عربي مشتقّ من "غمر رأسه". صحيح أنّ غمراسن، البلدة الجبلية شهيرة بآثار الديناصورات المكتشفة في جبالها ورسوم الإنسان البدائي في كهوفها، ولكّنها أيضاً شهيرة بحلوياتها من "الزلابية والمخارق والمقروض الغمراسني وأذن القاضي والبانان والصمصة والفطاير الحلوة"، التي تعتبر علامات مسجّلة وحصرية للبلدة في تونس والعالم، والتي، لأجلها يقول كريم الغول، القادم من مدينة مدنين الجنوبية، إنّه مستعدّ أن يقصدها كلّ يوم في رمضان، مهما بعدت المسافة، ليزيّن سفرة الإفطار والسهرة بحلوياتها، التي لا طعم يضاهيها، وعلى غرار كريم المئات من مواطني المدن والبلدات بالجنوب التونسي، وحتى بقية أصقاع تونس. حكاية الزلابية سالم التيس، هو أحد أصحاب محلات الحلويات في غمراسن، يمارس المهنة، التي ورثها عن أبيه وجدّه، منذ نحو 40 عاماً، يخبرنا أنّ الزلابية من أشهر حلويات البلدة، فهي لذيذة وسعرها في متناول الجميع، ويسترسل في ذكر مصدر اسمها الفريد قائلاً: "أطلق الاسم أحد حرفيي غمراسن على شكل من الحلويات اخترعه بالصدفة، حين تصرّف في كمية قليلة من عجين الفطائر وضعها في طاجين القلي، على شكل خيوط رقيقة، غمسها بعد نضجها في سائل سكري، فنتج عنه هذا النوع من الحلويات، اختار لها اسم "زلّ بي"، أي أنّ عجين الفطائر زلّ به فأوقعه في خطأ وحرف الاسم لاحقاً ومع السنين ليصبح زلابية.
وفي نادي برشلونة الإسباني الذي أتاه كأغلى صفقة في تاريخ كرة القدم حينها، عاش موسمَين من الرعب والتدمير النفسي، فعانى من العنصرية والعنف الموجّه ضدّ لعبه الفرجوي. ولكن، لولا تلك الإخفاقات ما كان ليحطّ في نابولي؛ فريقٌ صغير يُمكن أن يكون فضاءً مريحاً كي تتجلّى موهبته. لكن هل تكفي الموهبة وحدها؟ لقد أثبتت السنوات القليلة الماضية أنّها مجلبة للمتنمّرين والحاقدين، وما لم تحسن مراوغة هؤلاء فلن تبلغ مداها. كانت المباريات الأولى صعبة. خسر فريق نابولي وتضاعف الضغط على الفتى الأرجنتيني. صمد أمام الضربات المتعمّدة والإيذاء النفسي. ليس هناك فرصة أُخرى سوى النجاح في نابولي، وإلّا لن يكون مارادونا غير مشروع لاعب جيّد. شيئاً فشيئاً بدأت الروح الانتصارية تدبّ في الفريق. مارادونا وهو صغير 96 ليد يعمل. التقط مارادونا الموجة وترك شهيته تنفتح بالتدريج للتهديف والمراوغة واللمسات السحرية. لم يُحقّق نابولي لقب الدوري في أول سنتَين مع مارادونا، ولكنه بات جاهزاً للمنافسة. كان العامان مثل تهيئة للبطل كي ينضج لمنجزه الأعظم: كأس العالم 1986 في المكسيك. دخلها مارادونا وعلى أكتافه خيبة الدورة السابقة، ولكنه بات أنضج وفي أعلى مستوى فنّي. استمدّ الثقة أيضاً من محبةٍ بات يلمسها في كل مكان.