إعلانات مشابهة
صحيفة تواصل الالكترونية
[ ص: 137] قوله باب الدعاء بعد الصلاة أي المكتوبة وفي هذه الترجمة رد على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يشرع متمسكا بالحديث الذي أخرجه مسلم من رواية عبد الله بن الحارث عن عائشة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - " إذا سلم لا يثبت إلا قدر ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
[١٢] آيات الله العظيمة في الكون يبيِّن الله -عزَّ وجل- في الآيات الكريمة من سورة لقمان: (25-32) تناقض المشركين عند سؤالهم مَن خلق السَّموات والأرض، فيقولون ويقرّوا بأنَّ الله وحده هو خالقها، وأنَّ الحمد والشُّكر يجب أن يكون له وحده، وأن جميع ما في الأرض والسَّموات ملكٌ لله، وأنَّه الغنيُّ عن حمد الحامدين إلَّا أنَّهم يعبدون معه غيره. [١٤] ثم تبيّن الآيات الكريمة أنَّ أشجار الأرض لو كانت كلها أقلاماً والبحر ممدودٌ بسبعة أبحر، كُتبت فيه كلمات الله لنفذ البحر ولم تنفذ كلماته فهي غير متناهية، وهو -عزَّ وجل- خلقكم وبعثكم من نفسٍ واحدةٍ، سميعاً لأقوالكم بصيراً بأفعالكم، ومن دلائل عظمة الله -تعالى- الواردة في الآيات الكريمة: [١٤] إيلاج اللَّيل في النَّهار وإيلاج النَّهار في اللَّيل أي يدخل هذا في هذا. تفسير سوره لقمان لسيد قطب. تسخير الشَّمس والقمر. تسيير السفن في البحار بنعمة من الله ورحمته وهيئة أسبابه. التمسّك بالإيمان قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ* إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
[١٥] أمر الله -عزَّ وجل- النَّاس بتقواه وخشية يوم القيامة الذي لا يتحمَّل فيه الجزاء شخصٌ عن غيره، وإنَّما يستقلُّ بالجزاء بنفسه ويحمل وزره، وحذّر الناس من الغفلة عن هذا اليوم بسبب مغريات الدُّنيا وملهياتها، وفي الآية الأخيرة قصر علم الساعة وما يقع فيها من أحداث على الله تعالى وحده. [١٦] والله هو الذي ينزل الغيب بأمره وقدرته، ويعلم ما في أرحام الإنسان والحيوان من ذكر وانثى، وهو الذي يقدّر الأرزاق والأعمار، ولا يدري الإنسان ماذا قسم له الله من رزقٍ وعمرٍ، ولا يدري على أيِّ ميتةٍ يموت أو بأيِّ مكانٍ. [١٦] المراجع ↑ سورة لقمان، آية:1-5 ^ أ ب عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (2000)، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، صفحة 646. سورة لقمان تفسير. ↑ سورة لقمان، آية:6-9 ^ أ ب عبد الكريم يونس الخطيب، التفسير القرآني للقرآن ، القاهرة:دار الفكر العربي، صفحة 557-560، جزء 11. ↑ سورة لقمان، آية:10-11 ↑ أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي (1422)، لمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 347، جزء 4. ↑ الشيخ الطبيب أحمد حطيبة ، تفسير الشيخ أحمد حطيبة ، صفحة 2-8، جزء 228.
قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). [٨] برُّ بالوالدين وطاعتهما بالمعروف ما دام لم يأمروه بالشِّرك أو بمعصية الله، والدُّعاء لهما ومصاحبتهم في الدُّنيا. تفسير سورة لقمان التفسير الميسر. قال -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ). [٩] مراقبة الله -عزَّ وجل- للعبد في كلِّ اموره، فإنَّ مرجع العباد إلى الله سبحانه. قال -تعالى-: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ). [٩] إقامة الصَّلاة والأمر بالمعروف وبكلِّ خيرٍ والنَّهي عن المنكر وما يبعد عن الله.
قال -تعالى-: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ). [٩] الصَّبر على المصيبة والابتلاء. قال -تعالى-: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). تفسير سورة لقمان من 12 الى 19. [٩] التواضع وتجنب الكِبَر على الخلق. قال -تعالى-: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). [٩] إخفاض الصَّوت عند مخاطبة النَّاس وألَّا تخاطبهم بصوتٍ عالٍ. قال -تعالى-: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ). [١٠] جزاء الكافرين وعقابهم قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ). [١١] يخاطب الله -عزَّ وجل- البشر ويسألهم: ألم تروا أنَّ الله سخَّر لكم كلُّ ما في السَّموات والأرض من كواكب، وشمس، ونجوم، وبحار، وأنهار، وأشجار، وحيوانات، ونحوها، وأنعم عليكم بنعمٍ كثيرةٍ منها ما هو ظاهرٌ أمام أعينكم؛ كنعمة البصر والسمع، ومنها ما هو باطنٌ خفيٌّ عنكم؛ كالقلب والعقل والفهم، فآمن بها بعضهم وكفر بها البعض الآخر، وجادل بغير علمٍ ولا مستندٍ صحيحٍ.