الظرف المكاني والزماني لآيات المواريث آية المواريث نزلت في امرأة سعد بن الربيع، التي جاءت الرسول، عليه السلام مع ابنتيها تشكو له من استيلاء العمّ على الإرث ، بعد مقتل سعد في غزوة أُحُد، فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم للعم، وحكم بأن يعطي الابنتين الثلث، والأم الثمن، ويأخذ العم ما تبقى (حديث رقم (6736)، رواه البخاري)، و(الترمذي، رقم الحديث (2018))، وحسّنه الشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (1677). اقرأ أيضاً: هل المساواة في المواريث مسألة دينية؟ ونزل من بعدها ما يعرف بدستور الميراث في القرآن الكريم (راجع كتاب أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على الواحدي، "أسباب النزول"، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 2000 م، ص 279 و298). معنى النساء شقائق الرجال. الدراسة التاريخية للنص الدّيني لا تقلل من شأنه، وإنّما تسعى إلى دراسته وفهمه في سياقه، والاجتهاد في قراءة النّصوص لا بدّ من أن يكون حراً، هكذا يصبح الاجتهاد الدّيني حراً فعلاً، لا مُلزماً في القانون والتشريع المدني؛ لأنّ التشريع المدني حالة اجتماعية، لا حالة دينية. الأصل الفقهي لحديث "النساء شقائق الرجال" "النّساء شَقَائِقِ الرِّجَالِ"؛ جزء من حديث نبوي، وكلمة "شقائق" تعني النظائر والأمثال في الخلق والطباع، والمثير للانتباه؛ أنّ المؤسّسات الدينيّة جمعاء، على اختلاف مواقفها تجاه حقوق المرأة، تلجأ إلى هذا الحديث، فهو حديث يستند إليه مشايخ الأزهر ومشايخ دار الإفتاء التونسية؛ بل واستخدم هذا الحديث حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، كما أنّ الدعوة السلفية تستند إلى هذا الحديث كذلك في أطروحاتها عن تكريم المرأة، لكن لكلّ فئة ترجمتها الخاصة لمفهوم التكريم.
وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح، وفي تقواها لله عز وجل، وفي منزلتها في الآخرة، وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط ضبطاً كثيراً أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها، وتجتهد في حفظها وضبطها فتكون مرجعاً في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة، وهذا واضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك. ". ينظر للأهمية جواب السؤال رقم ( 111867) والله أعلم.
وهنا نؤكد أن هذا الحديث وغيره من النصوص قد جاءت لتصحح ذلك الوضع الخاطئ وليمنح المرأة حقها ليصبح لها دوراً حيوياً في الأسرة والمجتمع. اقرأ ايضا: برامج وتطبيقات لحساب المواريث لاغنى عنها لكل مسلم والمرأة في نظر الإسلام على أنواع ثلاث وهي: النوع الأول المرأة الصالحة المطيعة: وهي تلك المرأة التي تعرف دينها وتشريعاته وتلتزم حدوده، وتقف عند أوامره ونواهيه، وتجتهد في طاعة ربها، وتسعى في دنياها وفق منهجه وشرعه. النِّساء شقائِقُ الرِجال - طريق الإسلام. وهذه المرأة علمت جيداً أن الإسلام إنما جاء ليحرم امتهانها أو تهميشها، وليحفظ لها كرامتها، ويحافظ على خصوصيتها، ويضمن لها دورها الفعال الذي يناسب طبيعتها في المجتمع، ويجعل لها رأياً في كل شؤون حياتها التي تخصها كالزواج وغيره، فأصبحت محطّ رعاية الأب والزوج والأخ والإبن، وضمن لها حقها في الميراث في آيات مفصلات من كتاب الله. النوع الثاني المرأة المظلومة المهضومة: وهي تلك المرأة التي سلبت حقوقها باسم الدين، ومنعت من حريتها بدعوى المحافظة عليها وصيانتها من المتربصين، سواء تمّ ذلك برضاها، أو رضخت له مكرهة تحت ضغط العادات المجتمعية وسلطان العرف وتغول بعض العلماء والمشايخ بفتاويهم ضدها. وهذه قد نرلت الأيات ووردت الأحاديث التي تنهي عن فعل ذلك وتزجر فاعله، بل وتتوعده بسوء المصير.
شوقي علام قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنَّ دينَ الإسلام أَولى عنايةً فائقةً بالإنسان من حيث هو إنسان، واعتبر الإنسانَ خليفة الله في أرضه، وهو أعظم صنعة في كون الله الفسيح، مشيرًا إلى أنَّ الإنسان بما وهبه الله تعالى من حكمة وعقل وموهبة هو المخلوق الوحيد فيما نعلم الذي أعطاه الله حقَّ التنمية والعمران والتطوير، وأعطاه الله تعالى حقَّ إضافة المعاني والقيم الجديدة للكون والحياة. جاء هذا خلال الكلمة التي ألقاها فضيلته في المؤتمر العلمي الأول في مجال السياسات السكانية، المقام تحت مظلة المركز الديموجرافي، بعنوان "جودة حياة"، برعاية الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، حيث ثمَّن فضيلتُه اختيارَ عنوان المؤتمر، وتعظيم مفهوم الحياة ومعناها وقيمتها الإنسانية والإلهية بقدر ما عظَّمها الله تبارك وتعالى وأعلى من قيمتها. كما أكَّد فضيلته أن موضوع المؤتمر يحمل الكثير من المعاني والمفاهيم والدلالات الهامة التي تشتد الحاجة إلى إدراكها والتأمُّل فيها، في هذا الوقت الذي تشهد فيه مصرُ بزوغَ فجرٍ مُنير لعصرٍ جديد يشهد ميلادًا مشرقًا لمصرَ الحديثة، وما كان لذلك أن يتمَّ إلَّا بالدفع الجادِّ في طريق العمل الدءوب والتنمية الشاملة والمستدامة التي تضع الإنسان المصري في الدرجة الأولى من اهتمامها، وكان خيرًا أنْ جعل القائمون على هذا المؤتمر هذا العنوان القيِّم (جودة حياة)، فليست قيمة الحياة في أن تكون مجرَّد حياة.
قلت: من الرجال ؟ قال: ( أبوها). قلت: ثم من ؟ قال: ( عمر). فعد رجالا ، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. فالرسول عليه الصلاة والسلام ذكر اسم عائشة أحب نسائه إليه دون أن يكني أو يلمح ، بل صرّح ووضّح. وكان في حديثه عن زوجاته ونساء المسلمين متبسطاً غير معقّـّد. وهذه زوجته صفية رضي الله عنها تقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا ، فحدثته ثم قمت فانقلبت ، فقام معي ليقلبني – يعيدني إلى البيت - ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما ، إنها صفية بنت حيي. إنما النساء شقائق الرجال. فقالا: سبحان الله يا رسول الله ، قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا ، أو قال: شيئا. ولم يقل: هذه – الأولاد! - أو إحدى زوجاتي - حاشاكم!... كان واضح الحديث بيّنه صلى الله عليه وسلم. فهل نكون أكثر حياء من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حياتنا وحديثنا؟! فإذا كان ديننا يعلمنا احترام المرأة وإكرامها والحديث عنها بأدب وحسن أخلاق فما بالنا نعيش في هذا الجانب جاهلية غريبة عنا تشوّه حقيقة هذا الدين وتعطي أعداءنا ومن يسير على خطاهم فكرة خاطئة عن هذا الإسلام العظيم!!!!